عدن أيتها المدينة الرابضة بين أحشاء الحياة الساكنة لأنها تعشق السكون والسلام تستمد من وجه البحر العربي صفاء روحها وابتهاجه وجهها من لحظات الفجر الأولى حين ينعكس نور الصباح على صفحة مياه البحر، شامخة والشموخ طبيعتها المكتسبة بالفطرة، وكيف لا تكون والشموخ مترادفان وفيها يبقى شمسان الجبل شامخاً منذ الخليقة الأولى، الصمود حين الرزايا سمة يسطرها تاريخها الراسخ في أعماق الزمن وقلعة صيرة التي ترنو بعينيها صوب الخليج في أفق البحر تخفي نظراتها أسطورة انفجار بركانها الغاضب في وجوه الطغاة الغزاة ولم يكن الكابتن هنز الذي اجتاحها ذات أمس قد دام مكوثه فيها ولم تدم أعظم إمبراطورية عالمية لان بركان عدن كان ولا يزال كفيل أن يثور مهما صمت ويلقي بحممه على المحتل، عدن أيتها المدينة التي تحلم بزهو المستقبل وتستكين لتصنع فجر حضاري مدني، لم تكن يوماً في منأى عن الثورات ففيها إلى جانب إنتاج المواهب والشعر والأدب والفن ورجالات الفكر والسياسة فيها تترجمت أولى أساسيات الثورات التحررية ومنها خرج الأبطال والثوار، عدن اليوم هاهي تنفض ثيابها من جديد هاهي تومي لبركانها الهامد بأن ساعة الغضب حانت وان هناك ثمة غزاة استبدوا وعاثوا فساداً وعليهم أن يرحلوا قبل أن يكتوون بنيران حمم بركانها الغاضب.