تركوا رسالة بأنهم لن يسمحوا بتصدير الغاز و«سرقة ثروات المسلمين»
العريش مصر: يسر محمد - الشرق الاوسط
فجر مجهولون أمس خط تصدير الغاز الطبيعي لإسرائيل بسيناء بمنطقة أبو طبل الواقعة خلف حي الزهور جنوب مدينة العريش، دون وقوع خسائر بشرية، وتركوا رسالتين تشيران للمرة الأولى إلى خلفية المجهولين العقائدية حيث حملت إحدى الرسالتين تأكيدا على أنهم (الفاعلون) لن يسمحوا «بسرقة أموال المسلمين». وقالت المصادر إن التفجير تم باستخدام العبوات الناسفة التي وضعت أسفل الخط وإن الانفجار تسبب في انقسام الأنبوب. وأضافت أنه لم ينتج عن التفجير اشتعال النيران نظرا لخلو الخط من الغاز بسبب عمليات الإصلاح الجارية منذ التفجير الأخير للخط الشهر الماضي. وتعتبر هذه هي المرة العاشرة التي يتم فيها تفجير خط ومحطات الغاز، والثالثة التي يتم فيها استهداف خط الغاز (دون المحطات)، وذلك بسبب وجود حراسات أمنية مشددة على المحطات وتزويدها بوسائل إنذار مبكر وكاميرات مراقبة.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجيرات العشرة التي استهدفت الخط منذ إسقاط الرئيس السابق حسني مبارك في فبراير (شباط) الماضي في خضم الربيع العربي، إلا أن الجناة في هذه المرة تركوا رسالتين؛ الأولى تحت عنوان «تفجيرات الغاز.. لماذا؟»، وتتضمن الرسالة خسائر مصر وأرباح إسرائيل جراء تصدير الغاز المصري لإسرائيل، والثانية حملت بيانا سابقا لما يعرف بـ«جبهة علماء الأزهر ضد تصدير الغاز»، وهي جمعية غير رسمية أسسها بعض علماء الأزهر، حيث قال البيان إن تصدير الغاز لإسرائيل جريمة وخيانة يجب على القائمين عليها التوبة إلى الله منها.
كما ترك المتهمون المجهولون جملتين منقوشتين على الرمال، تقولان: «يا مشير اتق الله وتب عن دعم اليهود بالغاز» و: «لن نسمح بتصدير الغاز وسرقة ثروات المسلمين»، وهي أول إشارة للخلفية العقائدية التي يعتنقها المجهولون.
وقام خبراء المعمل الجنائي والأدلة الجنائية بتصوير موقع تفجير خط الغاز بمنطقة أبو طبل خلف حي الزهور جنوب العريش؛ حيث تم رفع البصمات وفحص آثار الأقدام الموجودة في المنطقة. وأكدت المصادر أنه تم رفع جميع الآثار بالاستعانة بأدلة الأثر من أبناء المنطقة المتخصصين في اقتفاء الأثر وتعقب خطواته، وسيتم إعداد تقرير مفصل ورفعه إلى الجهات المعنية تمهيدا لاستكمال أقوال شهود العيان والاستدلال بعدد من أبناء المنطقة.
من جهة أخرى، بدأ خبراء وفنيو الشركة في اتخاذ الإجراءات اللازمة لإصلاح الخط وإزالة آثار التفجيرات وتحديد المهمات والمعدات اللازمة للإصلاح وإحلال وتبديل التلفيات، خاصة أن الخط مرتبط بتغذية محطة الكهرباء البخارية بالغاز اللازم لتشغيلها، وعدد من المنازل والأحياء السكنية التي تعمل بالغاز في شمال سيناء، فضلا عن منطقة الصناعات الثقيلة بوسط سيناء، وهو أيضا الخط الموصل لخطوط التصدير إلى الأردن وإسرائيل. وأوقفت عمليات ضخ الغاز في الخط يوم 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عقب هجوم على خط الغاز. وقالت الحكومة الشهر الماضي إنها ستكثف إجراءات التأمين، وطرحت العديد من المبادرات خلال فترة حكومة عصام شرف المستقيلة، لتأمين خط الغاز من خلال إنشاء شركات أمن يعمل بها أبناء محافظة سيناء، إلا أن تلك المبادرات لم تكتمل حتى الآن.