الإستقبال الشعبي الواسع للأخ / جمال بن عمر المندوب الأممي والوفد المرافق له عند زيارته لعدن يوم الأحد 11/ ديسمبر/ 2011م قادما من صنعاء وتعز تمثل نقطة تحول هامة في نظرة المجتمع الدولي نحو القضية الجنوبية برغم محاولة الفضائيات العربية طمس القضية الجنوبية وتهميشها.
1- نحو تحول المجتمع الدولي إزاء القضية الجنوبية
() خرجت جماهير شعبنا في الجنوب بإستقبال جمال بن عمر وهم رافعين للعلم الوطني للجنوب ما قبل الوحدة مرددين أغاني "برع برع يأ إستعمار" التي كانت تردد في فترة الإحتلال البريطاني وتغنى اليوم ضد الإحتلال "الوحدوي" للجنوب.
المفارقة لا شك هي معبرة جدا فالعلم الوطني هو أحد رموز السيادة للدولة فرفع علم الجنوب في دولة الجمهورية اليمنية معناها سقوط رمز تلك الدولة وقدرتها في السيطرة على الجنوب بإحلال علم الجنوب في حدود دولة الجنوب فدولة اليمن أصبحت بذلك منحلة ومرفوضة شعبيا في الجنوب.
عند المقارنة في إستقبال بن عمر بصنعاء وتعز لم يرفع المواليين لصالح أو المواليين للقاء المشترك أو ما يسمى بشباب الثورة أعلاما غير العلم الوطني لجمهورية اليمن ولم تغنى الجماهير لديهم " برع برع يا إستعمار" وهذا أمر مفهوم لأنهم يتبعون الدولة نفسها لمواطني الشمال.
مما يظهر بوضوح لأي مراقب أن العملية هناك تمثل صراع على السلطة وإدانة لأعمال العنف والجرائم التي أرتكبت من قبل طرفي الصراع لحقوق المواطن فإذن الإختلاف في حالتي المشهدين في الشمال والجنوب هو تعبير وتجسيد على أرض الواقع أن القضيتين متضادتين فمن جانب الشمال أفراد يجمعون على علم واحد في أرض واحدة لكنهم يتصارعون فيمن سيحكمهم ويحقق طموحاتهم في العدل والمساواة.
في الجانب الأخر الجنوبي شعب يرفع أعلام الجنوب وينشد برع يا إستعمار يعني أنه في موقف مضاد للمشهد السابق في الشمال فهو شعب آخر مختلف في الهوية والتاريخ في الثقافة والحضارة أرادت السياسة توحيدهما وأظهر أرض الواقع إستحالة ذلك حتى جيل قادم على الأقل. فما رأي الأخوة المنادين باالفيدرالية إنطلاقة الجماهير في 30/ نوفمبر/ الماضي و11/ديسمبر/ الحالي أليس ذلك تعبير جماعي شبه مطلق لمطلب إستعادة الجنوب دولته وليس تصحيح مسار الوحدة.
() خبر إطلاق سراح رمز الحراك حسن باعوم وأبنه فواز الشاب المناضل في هذا التوقيت السعيد ووجود إتجاه أن يلتقى بهما يوم الأثنين 12/12/2011م سفراء كلا من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وأسبانيا والإتحاد الأوروبي هو إنفتاح دولي جديد نحو القضية الجنوبية لماذا حسن باعوم ولقاء سفراء الأعضاء الدائميين الأساسيين بمجلس الأمن بهماها؟
الإجابة بإختصار لأنه رمز للحراك كما عبرت مظاهر الإحتفال بإطلاق سراحه وصموده طيلة فترة إعتقاله بتمسكه بقناعاته الأولية لإستقلال الجنوب دون أن يقع مثل أخرين في التذبذب في مواقفهم حسب إتجاهات الرياح ولقاء باعوم وسفراء تلك الدول وهم يعرفون موقفه يسقط حجة الفيدراليين القائل بأن المجتمع الإقليمي والدولي ليس مع فك الإرتباط أنتظروا (5) سنوات (
سنوات وبعدها يحلها ربنا ؟
لقاء السفراء لا يعني إعتراف مباشر بفك الإرتباط وإنما يمثل ذلك خطوة أولى في هذا الطريق الذي يتوجب علينا مواصلته في الأمم المتحدة بتنسيق بين الداخل والخارج وهذا ما كنت أردده من سنوات لعدد من قيادات الحراك في الداخل وأعتقد أن الأمر الآن أصبح ممكنا.
2 صفعة الجنوب" للجزيرة" و"العربية"
الجزيرة والعربية أصبحت مهنيتهما تحت المحك والتساؤل منذ فترة طويلة لدى المواطن الجنوبي وكنت دائما أردد لمن يسألني حولهما أنهما بتجاهلهما للقضية الجنوبية لن يستطيعا حجبها عن المجتمع الدولي بفضل تمسك شبابنا وأبنائنا في الجنوب بالإستقلال ، لو كان ما حدث عند إستقبال شعب الجنوب للأخ / جمال بن عمر حدث في مكان أخر من الشمال لبثته على الهواء مباشرة لساعات كما حدث أن عملت به لمصر وتونس وليبيا وصنعاء ولكنني لم أفاجئ إمتناعهما عن التغطية مثل ما عملته لساعات طويلة لكل شاردة أو واردة لكل ما يحدث في الشمال .
والفضائيتين هما اللتان ستفاجأن أن الجنوب سينجح في إنتزاع حقوقه بفضل نخبه وشبابه ولن يكون لأي منهما أي دور في تحريك الربيع الجنوبي كما قيل لدور الجزيرة في تونس ومصر وليبيا وصنعاء/ فعدن هي التي تقرر وحدها ولو وقفت ضدهما أو تجاهلتهما معا "الجزيرة" و"العربية".