ملتقى جحاف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ملتقى جحاف: موقع ومنتدى إخباري سياسي اجتماعي ثقافي عام يختص بنشر الأخبار وقضايا السياسة والاجتماع والثقافة، يركز على قضايا الثورة السلمية الجنوبية والانتهكات التي تطال شعب الجنوب من قبل الاحتلال اليمني
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر|

الرئيس البيض...وإنصاف التاريخ بقلم/د. خالد مثنى حبيب

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل
كاتب الموضوعرسالة
ياسين النقيب
ياسين النقيب
نائب المدير
اس ام اس اللهم أرني الحق حقاً وأرزقني اتباعه,وأرني الباطل باطلاً ورزقني اجتنابه

عدد المساهمات : 1740

تاريخ التسجيل : 16/02/2009

الرئيس البيض...وإنصاف التاريخ بقلم/د. خالد مثنى حبيب Empty
مُساهمةموضوع: الرئيس البيض...وإنصاف التاريخ بقلم/د. خالد مثنى حبيب الرئيس البيض...وإنصاف التاريخ بقلم/د. خالد مثنى حبيب Emptyالأربعاء 25 أبريل - 5:07

السياسي المبكر قطع دراسته في القاهرة والتحق بالكفاح المسلح وأصبح من القيادات التاريخية لثورة 14 أكتوبر 63 حيث بدا نضاله الوطني كعضو مؤسسا لحركة القوميين العرب في الجنوب التي شكلت كنواه لتنظيم الجبهة القومية فيما بعد .
كان قائد ثوريا متميزا صال وجال طول وعرض الجنوب يد تحمل البندقية ويد تحمل القلم ، من ابرز المهام التي أوكلت إليه تولى قيادة العمل العسكري في المنطقة الشرقية، "حضرموت – المهرة" ضد الاحتلال البريطاني.
كان من الشخصيات الأساسية في الجبهة القومية التي يعتمد عليها نتيجة لرصيده النضالي ومؤهلاته الثقافية حيث التقى عدد من الزعماء العرب وكان أبرزهم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.شغل موقع نائب عن شؤون الجيش والأمن في ما كان يسمى بالحكومة المؤقتة قبل يوم الاستقلال.
كما تولى منصب وزير الدفاع في أول حكومة في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بعد الاستقلال . تنقل في عدة مناصب سياسية وحكومية بعد خطوة 22يونيو 1969 منها وزير الخارجية ووزير الحكم المحلي , وصل إلى سدة الحكم في الجنوب في عام 1986.
لقد عرفت شخص البيض في النصف الثاني من السبعينات للقرن الماضي عندما ألقى علينا محاضرة نحن الطلاب في إعدادية الشهيد لبوزة في ردفان عندما كان في زيارة إلى المديرية بصحبة الرئيس الراحل سالمين حينها كان شابا يافعا متينا يحمل في وجهه البراءة وكان يخاطبنا مخاطبة الأب لأبنائه ويحدثنا بكل وقار عن التغييرات التي أحدثتها ثورة 14 أكتوبر في الجنوب في جميع المجالات وخاصة في التربية والتعليم وقد كان لذلك الحديث اثر في نفوسنا في الحب للتعليم والمساهمة الفاعلة في بناء الدولة الفتية جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. كذلك كنت من المتابعين للنشاط السياسي لهذه الشخصية الوطنية لاسيما خلال مجريات الأزمة السياسية بين طرفي لوحدة وما بعدها .
البيض .... رجل الوحدة والديمقراطية
الرئيس البيض رمز وحدوي من الطراز الأول حيث كان له الشرف مع رفاقه في الجبهة القومية في 67 في توحيد المحميات الشرقية التي ينتمي اليها مع المحميات الغربية التي كانت تعرف بإتحاد الجنوب العربي في كيان واحد هي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وسط رفض بعض الإطراف في حضرموت هذه الفكرة الذين كانوا يفضلون بقاء حضرموت كيان مستقل وهذا التوحيد كان أعظم انجاز حققته الجبهة القومية في تاريخها, كذلك اخذ الرئيس البيض قلمه ووقع اتفاقية الوحدة اليمنية في 22مايو 1990 كممثل عن جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية مع الرئيس صالح كممثل عن الجمهورية العربية اليمنية وتنازل عن الرئاسة والعاصمة بعيدا عن دوي المدافع وأزيز الطائرات وهدير الدبابات لان الوحدة في مخيلته منجز كبير وعظيم وحلم لبناء الدولة المدنية الحديثة والكبيرة التي تحقق العدل والمساواة وذلك انطلاقا من المبادئ القومية التي تشربها والعاطفة التي تملكها, وكان يرى انه لا يمكن بناء دولة من هذا النوع إلا بالديمقراطية والتعددية السياسية والإبقاء على ما هو أفضل من النظامين . البيض ورفاقه شدو الرحال إلى صنعاء وأرواحهم تسبق خطاهم تيمنا منهم بالهجرة النبوية الشريفة وكان من الواجب على شركائهم في الوحدة إن يستقبلوهم بحفاوة كما استقبل الأنصار أخوانهم المهاجرين إلا أنهم وللأسف باشروهم بالقتل والتنكيل ووصل بهم الأمر إلى وضع كاميرات التجسس داخل منزل البيض نفسه الذي أصبح غريب ومستهدف في عاصمة الوحدة لا يجد الأمان إلا عندما يكون بجانب الرئيس صالح الأمر الذي يعكس عدم التوجهات الوحدوية للشريك الشمالي. لقد دشن البيض العمل السياسي في صنعاء بخطاب ارتجالي عاطفي في ميدان التحرير بحضور الرئيس صالح معلنا التصالح مع الماضي ونبذ العنف ومشهرا للتنافس السياسي السلمي كوسيلة وحيدة في الحاضر والمستقبل حيث استشهد ببيت شعري للبحتري.
إذا احتر بت يوما فسالت دمائها ................تذكرت القربى فسالت دموعها
فكان لهذا الخطاب اثر في نفوس المواطنين في الشمال وبدأت شعبية البيض ورفاقه الجنوبيين تتسع بين أوساط المظلومين في الشمال لكن لم يرق ذلك للنظام وحلفاءه وشرعوا بالتآمر وخلق المشكلات مشكلة تلو الأخرى لتهميش الطرف الجنوبي من الشراكة السياسية . تصدى البيض لكل المؤامرات التي كانت تحاك ضد الجنوب من قبل الطرف الشمالي في الوحدة حيث كان أول شخص يقف في وجه الرئيس صالح والقوى المتحالف معها على الأخطاء والمظالم والتجاوزات التي يرتكبونها بحق الشعب في ضل صمت ومهادنة من قبل الجميع وكان أول قيادي مارس النضال السلمي من خلال الاعتكافات السياسية التي نفذها آنذاك والتي تعد كتعبير سلمي راقي ينم عن بعد نظر لهذا القائد في تجنب الانزلاق نحو العنف وحقنا لدماء الشعبيين الشمالي والجنوبي.
أدار البيض الأزمة السياسة بكفاءة واقتدار وحصر الرئيس صالح في زاوية ضيقة ولم يبقى لديه من خيار سوى إشعال الحرب حيث وصف البيض من قبل الإعلام الخارجي انه رجل محنك يعرف كيف يلعب أوراقه ولكن الرئيس البيض خذل من الواقع الثقافي والاجتماعي المعقد في الشمال وبدلا من يكرموا هذا الرجل ويتفقوا معه لتنازله عن الرئاسة وتسليمهم دولة على طبق من ذهب جازوه جزاء سنمار .
دافع البيض ورفاقه عن الجنوب و لكن لم ينجح في وقف العدوان ليس بسبب الجحافل العسكرية القادمة من الشمال ولكن نتيجة لعوامل عديدة متشابكة في الجنوب والشمال كان أبرزها عدم وضعهم لأي خطوط رجعة بسبب إيمانهم وصدق نواياهم تجاه الوحدة الأمر الذي جعل منهم لا يفكرون بالحرب بل ومستبعدين لقيامها. كذلك خذل البيض من بعض النخب السياسية والعسكرية الجنوبية التي لم تنظر إلى تلك المشكلة ببعد استراتيجي حيث كانت تنظر إلى مصالح ومكاسب آنية ورأينا كيف تصرف هولا إثناء المرحلة الانتقالية في التقرب من رأس النظام للحصول على امتيازات خاصة كذلك رأيناهم في المشهد السياسي بعد 77 المشئوم فمنهم من ذهب يبحث عن جاه ومنهم من ذهب يبحث عن فتات في موائد القصر الجمهوري في صنعاء .
لا نبالغ إذا قلنا إن السيد البيض هوا رائد الوحدة والديمقراطية في الوطن العربي لأننا لم نشاهد أي رئيس عربي تنازل عن الرئاسة من اجل الوحدة غيره سوى الرئيس السوري شكري القوتلي الذي تنازل للرئيس المصري جمال عبد الناصر في الوحدة المصرية السورية وكان ذلك خوفا من أطماع إسرائيل التوسعية تجاه بلاده. فما نشاهده اليوم من تغييرات ديمقراطية وأحزاب كان قد وضع مداميكها الأولى هو الرئيس البيض عندما بدا بخطوة في طريق الألف ميل وهي فرض الديمقراطية وربطها بالوحدة كبادرة أولى في الأقطار العربية مقابل تنازله عن منصب الرئيس وقبوله بمنصب النائب ومع ذلك لم يرق هذا الشرط للطرف الشمالي الذي قبل بالديمقراطية على مضض ويأتي اعتراف الرئيس صالح مؤخرا عندما قال إننا أخطئنا عندما قبلنا الديمقراطية كشرط للوحدة بعد إن عجز عن إخراج الشباب من الساحات . لكن الديمقراطية كانت خطوة مبكرة وغير صالحة للشمال في ذلك الوقت بسبب تركيبه القبلي وبالتالي لم يلتقطها الناس في الشمال لإحداث التغيير ويأتي ذلك باعتراف علي محسن الأحمر الذي قال نحن كنا غير جاهزين للديمقراطية عند قيام الوحدة.
لقد دار الزمن وصدق الحق وأنصف التاريخ البيض وتبين أن البيض رئيسا سبق عصره ورأينا إن ما يطالب به الشباب والأحزاب اليوم في الشمال كان قد سبقهم فيه البيض في المطالبة بتجذير الحياة السياسية وبناء الدولة المدنية الحديثة في الفترة من 90-94واشار إلى أن أي تجاهل لذلك سوف يقود إلى تحلل الوحدة وهذا ما حصل بالفعل , ومن اعترض بالأمس على رفع المعسكرات من الجبال المحيطة بصنعاء ومن المدن الرئيسية أمثال الشيخ عبد الله الأحمر والشيخ الزنداني نرى اليوم بيوتهم ومطارحهم في الحصبة ونهم وأرحب تضرب بنفس السلاح ومن نفس المواقع العسكرية المذكورة سابقا. القوى التقليدية في الشمال اعترفت أخيرا بالدور الذي قام به البيض في الوحدة وصدرت تصريحات من فريقي الصراع في صنعاء كل طرف يحمل الطرف الآخر مسؤولية الحرب وما لحق بالجنوب من جراء تأثيرها المدمر واعترافهم الصريح إن الجنوب يقع تحت الاستعمار ليس هذا فحسب بل وتشير بعض المصادر إلى انه يجري التسابق على إغراء البيض بمنصب الرئيس مقابل تخليه عن مطلب فك الارتباط إلا انه رفض ذلك بشدة ولم يحيد عن راية قيد أنمله منذ إعلانه فك الارتباط في حرب صيف 94 بالرغم من اندلاع ثورة الشباب وحدوث متغيرات داخلية وخارجية وظهور تذبذب في مواقف بعض القيادات والنخب السياسية الجنوبية أكانوا من الداخل أو من المنفيين في الخارج .اليوم نرى شباب ثورة التغيير يمزقون صور الرئيس صالح ويطالبون بمحاكمته كذلك الزعماء العرب يتساقطون واحدا تلو الآخر وتداس صورهم على الإقدام بينما يسطع نجم البيض من جديد في سماء الجنوب ويهتف الشعب باسمه وترفع صوره في جميع أرجاء الجنوب بصوره تلقائية لان التاريخ منصف والحق لا يضيع.
لقد أثبتت الأيام بما لا يدع مجالا للشك بان الرئيس البيض لم يشن الحرب كما كان يدعي نظام صنعاء بل شنت عليه فهو صاحب قلب ابيض وعقل مستنير يتملكه الصدق والوفاء لشعبه وقائد تاريخي من العيار الثقيل يخلو من الذاتية وحب السلطة ذا كان تنازل عن الرئاسة بالأمس من اجل الوحدة والديمقراطية فهاهو اليوم يناضل من اجل استعادة الحق الجنوبي ويتعهد بتسليم الراية للشباب لقيادة الجنوب في المرحلة القادمة , بينما لا يقبل غيره من الرؤساء العرب التنازل عن السلطة ألبته إلا على شلالات من الدم, ولذلك قاوم كل الضغوط الإقليمية والدولية التي من شانها الانتقاص من حق شعبه وتحمل النفي والفراق لموطنه في بلاد الشتات سنوات طويلة يتنقل من بلد إلى آخر بحثا عن الحرية في الطرح السياسي الذي يعبر عن آمال وتطلعات شعبه العظيم وما نراه الآن هو رفضه للإقامة في البلدان الديكتاتورية التي تريد أن تكون وصيه على شعب الجنوب رغم الإغراءات الكبيرة التي تعرض عليه وفضل المكوث في اكبر وأقدم بلد ديمقراطي في الوطن العربي وهي لبنان , كذلك تحمل من نظام الحكم في صنعاء وصحفه الصفراء الكثير من الشتائم والأكاذيب والإساءة إلى تاريخه النضالي المشرف ولم يكتفوا بهذا بل وصل بهم الأمر إلى التدخل في أعراضه وخصوصياته لأنهم لا يجدوا أي مبررات وجيهة تدينه.
البيض ..... وشرعية تمثيل الجنوب
لازالت شرعية تمثيل الجنوب في الحوار المزمع إجراءه لحل القضية الجنوبية وفقا للمعطيات الجديدة في المشهد السياسي تثير الجدل نتيجة للتجاذبات السياسية المحلية والاستقطابات الإقليمية والدولية, فبينما النظام في صنعاء وحكومة الوفاق يطالبون بحوار وطني شامل ولا يعترفون بشرعية البيض لتمثيل الجنوب بل ويحاولون استبعاده من المشهد الحواري والحوار مع قوى أخرى نجد مجلس الحراك السلمي الجنوبي ومعه بعض مكونات الشباب وأغلبية ساحقة من الثوار الجنوبيين المتظاهرين في الساحات يصرون على شرعية البيض في تمثيل الجنوب , وهناك فروع لبعض الأحزاب الجنوبية وبعض المعارضين المنفيين في الخارج لا يستطيعوا المجاهرة بشرعية البيض لحفاظهم على شعرة معاوية مع مركز النظام في صنعاء, ومن هذا المنطلق يجب شرح بعض الوقائع التي يرى الكثيرون فيها تعزيز لشرعية الرئيس البيض في تمثيل الجنوب ونوردها كالتالي: 1- توقيعه على اتفاقية الوحدة كرئيس لدولة الجنوب 2- انتخابات 93 وما تمخض عنها من حصد لجميع الدوائر الانتخابية في الجنوب باستثناء دائرة أو دائرتين وإجماع النواب الفائزين على تمثيل البيض للجنوب وانشقاقهم عن مجلس النواب بالكامل وتشكيلهم لجمعية وطنيه جنوبيه وتأييدهم لفك الارتباط الذي أعلنه البيض كرد فعل على الحرب .
3- تأييده من قبل القوى السياسية التي كانت حاضرة في المشهد السياسي الجنوبي قبل وبعد استقلال الجنوب عن بريطانيا وهم السيد عبد الرحمن الجفري رئيس حزب الرابطة والسيد المرحوم عبد القوي مكاوي زعيم التجمع اليمني المنفي في القاهرة والسيد سالم صالح محمد الأمين لعام المساعد للحزب الاشتراكي والسيد سليمان ناصر مسعود احد الشخصيات التي خرجت مع الرئيس علي ناصر محمد ورجعت إلى الاشتراكي عشية الحرب وكان جميع هولا هم قوام المجلس الرئاسي الجنوبي الذي ترأسه البيض بالإضافة إلى إسناد رئاسة الحكومة إلى السيد حيدر العطاس من الحزب الاشتراكي ووزارة الخارجية إلى السيد عبد الله الأصنج المنفي بالخارج والمنتمي سابقا قبل الاستقلال إلى حزب جبهة التحرير, وتشير مصادر إلى إن الرئيس علي ناصر محمد رفض عرضا من البيض بان يتولى مؤقتا منصب نائب الرئيس لمدة ستة أشهر على أن يتولى الرئاسة بعد ذلك ووصف قرار فك الارتباط بالحماقة مما جعل البيض يسند منصب نائب الرئيس إلى السيد عبد الرحمن الجفري الذي قبل بذلك ومارس عمله حتى سقوط عدن في 7794 .
.4- لقاء زنجبار التاريخي الذي انعقد في 9مايو2009 في منزل الشيخ طارق ألفضلي الذي ضم اغلب قادة الحراك الجنوبي السلمي والذي تم بموجبه اختيار الرئيس البيض رئيس لمجلس قيادة الثورة في الجنوب وعلى ضوء ذلك جدد البيض قرار فك الارتباط في 21مايو 2009م . 5- استجابة الغالبية الساحقة من جماهير الحراك الجنوبي لنداء البيض برفع الأعلام الخضراء في 2009 للإثبات للعالم بان الجنوب منظومة سياسية متكاملة تحتوي على القاعدة الشعبية والرأس القيادي المتمثل بشخص الرئيس البيض.
6- استجابة اغلب الجماهير الجنوبية لنداء البيض برفض انتخابات 21 فبراير ومنعها على ارض الجنوب أمام مرأى ومسمع وسائل الإعلام الإقليمية والدولية وهذا الحدث الهام ينسجم مع إرادة شعب الجنوب التي انعكست في انتخابات 93 الفقرة (2) .
7- مطالبة جميع المنفيين السياسيين في الخارج بخروج البيض عن الصمت وتحمل مسؤولياته لتحريك قضية الجنوب باعتباره الرئيس الشرعي للجنوب وما ورد على لسان الرئيس حيدر العطاس مطالبته الرئيسان البيض وصالح بالذهاب إلى الجامعة العربية لإعلان فك الارتباط بين الدولتين في قناة الحرة وما ورد على لسان المناضل محمد علي احمد في صحيفة الوسط اليمنية بقوله اللي شبكنا يخلصنا خير دليل على ذلك ولكن تغير موقفهما لاحقا على ضوء حسابات إقليمية ودولية ليس لها علاقة بإرادة الجماهير في الشارع الجنوبي.8- وقوفه بقوة وأكثر من غيره إلى جانب شهداء وجرحى الحراك السلمي ومدهم بالدعم المادي والمعنوي
الثورة الجنوبية السلمية استمدت شرعيتها من الشعب وليس من حزب أو جماعة وسقط فيها الشهداء والجرحى ولذلك يجب أن يكون الهدف منها واضحا وضوح الشمس ومسارها واضحا وقيادتها واضحة وينبغي على الجماهير الثائرة أن تتقدم نحو انجاز الهدف ولا تعول على أي خلافات تبرز هنا وهناك بين القيادات والنخب السياسية فهي سوف تتعامل مع القيادة التي تعبر عن إرادتها وتلبي طموحاتها وفي هذا السياق يبرزا الرئيس البيض والزعيم باعوم في تناغم وتوافق مستمر مع مطالب الجماهير الثائرة في الشارع الجنوبي منذ بداية الثورة كذلك إن الوقائع التي وردت سابقا حول الشرعية لها دلالات هامة تبين إن البيض يلامس الشرعية لتمثيل الجنوب وليس بعيدا عنها وما حدث في عام 94 هو استخدام للقوة العسكرية والعصبية القبلية والفتوى الدينية التكفيرية لاقتحام الجنوب وقتل مدنييه وطرد قياداته إلى المنفى وهذا عمل عدواني غير شرعي قتل الوحدة في المهد ومع ذلك فان بقاء البيض على قيد الحياة والله يطيل بعمره في هذه الأوقات المفصلية يعد ورقة سياسية رابحة بيد شعب الجنوب الثائر في الميادين والتواق للحرية فهو من وقع على الوحدة وهو من ألغاها بإعلانه فك الارتباط في عام 94 نتيجة للحرب الذي شنها نظام صنعاء وهو الحامل لسر الوحدة والمستوعب لمفردات المجتمع الجنوبي وقضيته الجنوبية والثابت في مواقفه مع شعب الجنوب والمتحمس أكثر من غيره لإصلاح الخطأ الذي نجم عن الاستعجال بالوحدة ولذلك ينبغي على الجميع المتفقين والمختلفين معه من مكونات الحراك و فروع الأحزاب الجنوبية , وعلى رأسها فرع الاشتراكي الذي له دور كبير في تأسيس الحراك والدفع به إلى الأمام , ومنضمات المجتمع المدني والمنفيين بالخارج إن يلتقطوا هذه اللحظة التاريخية ويتوحدوا تحت شرعية الرئيس البيض وزعيم الحراك حسن باعوم وإعطائهم الثقة في التمثيل لشعب الجنوب في أي حوار قادم حول القضية الجنوبية وتأجيل أي خلافات جانبية بين الهيئات السياسية ليتم تسويتها فيما بعد وأي استبعاد للبيض في هذه المرحلة أو طرح أي مشاريع جانبية أخرى لحل القضية اقل من سقف فك الارتباط من أي مكون كان سوف يشوش على القضية في رأيي ويضعفها أكثر مما يخدمها لأنه إذا أردت أن تتحدث عن الدولة الجنوبية المغتصبة فيجب عليك إن تدلل ذلك برمزيتها المتمثلة بعلمها ورئيسها بدون ذلك سوف تتناقض مع مطالبك وتساعد خصمك على تفكيك صفوفك .
كلنا يعلم إن قرار الدخول في الوحدة هو قرار جماعي بموجب الدستور وصادقت عليه أغلبية ساحقة في الهيئات السياسية والتشريعية لعليا للحزب والدولة وليس قرار فردي يختزل في شخص الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني الأستاذ علي البيض كما يصور البعض ولم نسمع عن أي قيادي كان له موقف واضح من آلية الوحدة يجعله يرفض تحمل أي مناصب في دولة الوحدة إلا المناضل المرحوم سعيد صالح سالم الذي لقي مصرعه بحادث غامض والأخ صالح منصر السييلي الذي لم يعرف مصيره إلى حد ألان ولكنهما ضلا في المشهد السياسي الوحدوي وتعاقبا على منصب محافظ عدن , والذين يقفون اليوم ضد مشروع البيض ورفيقه المناضل الجسور باعوم وكانوا في مراكز القرار وحاضرين أثناء مراسيم توقيع اتفاقية الوحدة ويفهمون تعقيدات الوضع في الشمال فهم مخطئون في تقديراتهم في رأيي وكان الأجدر بهم إن يعترضوا حينها على القرار المتسرع للوحدة الاندماجية ويمنعوا البيض من التوقيع لكي يضعوا أساس متين للوحدة يبنى على قاعدة البحث العلمي والجدوى الاقتصادية على إن تنفذ بصورة تدريجية وبشرط أن تضمن للجنوبيين العودة الآمنة إلى وضعهم السابق في حال وجدت عراقيل في طريقها كما نتمنى إن يصححوا مواقفهم و يعودوا إلى صوابهم ويقفوا مع إرادة الشعب الثائر في الميادين .
إن رفع علم الجنوب مقترن بصورة الرئيس البيض والزعيم باعوم في الاحتفالات بالمناسبات الوطنية للجنوب مثل ثورة 14 أكتوبر و30 نوفمبر يمثل رمزية عظيمة ودلاله هامة في الداخل والخارج للتعريف بالدولة الجنوبية المغتصبة وبالقضية العادلة لشعب الجنوب والتسريع بحلها من خلال الدفع باتجاه تحقيق التكامل بين الأشكال النضالية لكي تحلق القضية الجنوبية بجناحين متوازنين ومتوازيين جناح الفعل السياسي الذي يقوده البيض وجناح الفعل الثوري الذي يقوده باعوم ومن هذا المنطلق علينا أن نفرق بين مهام الثورة ومهام الدولة فالتركيز على شخصيتي البيض وباعوم في مرحلة الثورة لا يفهم منه بأنه تمجيد للأفراد أو التقليل من دور القيادات والنخب والتنظيمات الأخرى أو انه سعي للاستئثار بالسلطة بل إن متطلبات هذه المرحلة تستوجب أن يرتقي الفعل السياسي المتأخر إلى مستوى الفعل الثوري المتقدم وتطوير الفعل السياسي يتطلب أن يلتف الجميع من هم في الحراك وخارج الحراك حول الرئيس البيض لمساعدته في انجاز المهمة أما من يحكم إذا ما تحققت حرية الشعب في الجنوب فهذا موضوع آخر يندرج ضمن مهام الدولة فأهداف الحراك وبرامجه تشير إلى أن يحتكم الجميع لانتخابات شفافة يشارك فيها الجميع بما فيها الفئة الصامتة.
وفي ختام هذا المقال وردا على الهجمة الإعلامية الشرسة التي لازالت مستمرة باستهداف البيض وتتصاعد وتيرتها هذه الأيام من قبل القوى التكفيرية والظلامية وأصحاب البطون الكبيرة وهواة السلطة في نظام صنعاء ووفاء للقائد المظلوم والمغدور به الرئيس البيض الوفي مع شعبه وأسوة بجمعة الوفاء لباعوم نقترح إقامة فعالية مركزية كبرى تقام في عدن وحضرموت يتم التحضير لها بشكل جيد ويمكن أن تكون جمعة أو فعالية مسائية بحيث تتزامن مع بدء الحوار المزعوم لتوجيه رسالة إلى العالم مفادها رفض شعب الجنوب لأي حوار يتم بغياب ممثله الشرعي الأستاذ المناضل الكبير علي سالم البيض أو رفيقه المناضل حسن باعوم وعلى قيادات الحراك والقوى الشبابية المناضلة تدارس هذا الأمر سلبا وإيجابا مع أنني لا أرى ضررا في ذلك بقدر ما هو يصب في اتجاه المصلحة العليا لشعب الجنوب.
أستاذ الفيزياء المشارك - جامعة عدن

عضو المجموعة الأكاديمية في الحراك السلمي الجنوبي khaledmuthana @yahoo.com



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرئيس البيض...وإنصاف التاريخ بقلم/د. خالد مثنى حبيب

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى جحاف :: الملتقى الاخباري والسياسي :: الملتقى السياسي العام-