عدن – رائد الجحافي
أرجأت المحكمة الاستئنافية الجزائية المتخصصة بقضايا امن الدولة بالعاصمة عدن في جلستها المنعقدة اليوم الأحد برئاسة رئيس الشعبة الجزائية المتخصصة القاضي علي محمد المرصد، النظر في قضية المعتقل فارس عبدالله صالح وأشقائه علي ورائد عبدالله صالح إلى جلسة أخرى حددتها بتاريخ 19 أكتوبر الجاري، وبحسب إفادة المحامي عارف الحالمي، محامي المتهمين الاشقاء الثلاثة إن تأجيل الجلسة جاء بسبب عجز المحكمة إحضار المعتقل فارس الضالعي الذي جرى اختطافه من السجن المركزي بعدن قبل حوالي شهرين، وأبرزت النيابة عريضة تشير إلى إن فارس قد جرى تسليمه إلى الأمن السياسي بأوامر عليا ولا يتواجد في السجن المركزي بعدن، وكنا قد طلبنا من القاضي إلزام النيابة والأمن بإحضار المتهمين الثلاثة من أي جهة كانت وباعتباري وكيل للمتهمين الثلاثة أطالب بإحضار المتهم الثاني رايد، فيما كان قد احضر المتهم الثالث علي، وبررت النيابة بموجب رسالة تحوي انه لا يمكن إحضار المتهمين بقضايا القتل لدواعي أمنية، وطالبنا الجهات الأمنية بإحضار المتهمين الثلاثة وإلا فإنها تتحمل المسؤولية الكاملة ويتحملون نتيجة ردود الأفعال التي قد تقود إليها تلك التصرفات الخارجة عن القانون، وطالب المحامي الحالمي من المهتمين بقضايا حقوق الإنسان إلى الدعم والمساندة وخص بالدعوة أيضا كافة أبناء الجنوب إلى ضرورة الاهتمام بمثل هذه القضايا ومساندة ودعم لكون عائلاتهم أضحت غير قادرة على تحمل نفقات وتبعات قضاياهم وينعكس مثل هذا الشيء علينا نحن المحامون المتطوعون بالدفاع عن هؤلاء المتهمون الأبرياء الذين أضحوا ضحية أوراق سياسية.
وكان قد جرى القبض على الشاب فارس عبدالله صالح الضالعي في واقعة تفجيرات نادي الوحدة الرياضي بعدن في 11 تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي 2010م واتهامه واثنين من أشقائه بالوقوف وراء التفجيرات التي أسفر عنها سقوط ثلاثة قتلى، ثم إحالته إلى المحكمة الجزائية المتخصصة والحكم عليه بالإعدام في محاكمة وصفت من قبل محامون وناشطون سياسيون بأنها محاكمة باطلة تقوم على أساس تهمة ملفقة وكيدية، ولا يوجد أدنى دليل يؤيد التهمة المنسوبة إلى المعتقل فارس الضالعي الذي يعد في الأساس معتقل سياسي أرادت السلطات تمرير ورقة من أوراق لعبها السياسية بواسطة تلك التهمة، وأدى صدور الحكم عليه في 11 من ديسمبر من العام الماضي إلى خلق حالة من التوتر في مدينة الضالع التي ينتمي إليها، حيث خرج الآلاف بمسيرات احتجاجية حاشدة أعقبتها أعمال عنف وقطع الطرقات ومصادمات مع قوات الأمن والجيش أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، كما قام مسلحون باختطاف سبعة جنود يمنيين في محافظتي لحج والضالع الجنوبيتين للضغط على السلطات بالعدول عن الحكم الجائر وإطلاق سراح المعتقل فارس، وجرى الإفراج عنهم بعد أيام اثر تدخل وساطة قبلية بين الخاطفين والسلطات.
وفي عصر يوم الأحد 24يوليو 2011م قامت عناصر من الأمن العام التابع لإدارة سجن المنصورة بعدن بإطلاق النار والقنابل المسيلة للدموع على نزلاء أحدى العنابر وقتلت السجين ياسر عبده القبار اثر قمعها لما قالت انه تمرد كبير في عنبر (حاشد) في سجن المنصورة المركزي في عدن، وأكد بعض المعتقلون معهم أن عناصر من الأمن المركزي حاولت نقل السجين فارس عبد الله الضالعي إلى جهة غير معروفه إلا أن زملاءه رفضوا نقله وقد أصيب بإصابات خطيرة جراء ما قامت به قوات الأمن من قمع شديد كما قامت عناصر الأمن العام باستخدام العصي لضرب السجناء في عنبر (حاشد ) وغالبية نزلاءه هم من نشطاء الحراك السلمي الجنوبي مما أدى إلى إصابة ستة آخرين من المعتقلين رفضت إدارة السجن حتى إسعافهم كعقاب على ما قالت انه تمرد، لتعاود استدعائه مساء يوم 13 أغسطس 2011م حيث جرى إقناعه على مغادرة العنبر الذي ينزل فيه بالسجن المركزي بمبرر إن والدته تريد زيارته على انفراد، ثم جرى نقله بواسطة جنود امن بمشاركة عناصر تابعة للأمن السياسي إلى مكان مجهول إلى حين ظهوره بصنعاء حسب ما أفادت به أسرته في وقت سابق.