بقلم : حسين زيد بن يحيى
Zid101010@yahoo.com
بصرف النظر عن الاتفاق او الاختلاف معه يجمع معارضيه قبل انصاره على انه صاحب حكمة ونظرة ثاقبة تستشرف افاق المستقبل مبكرا , ذلك هو سيدي الرئيس المهندس حيدر ابوبكر العطاس (ابو معتز ) خصم الغلو و رمز الاعتدال , امر ليس بغريب عنه لمن عرف صميميه انتماءه لأسرة حضرمية عريقة مؤسسة لمدرستها الدينية المعروفة اسلاميا بمدرسة (السمح الاسلامي) , مما يحسب للرجل – ايضا – حصافته ورجاحة عقله مع قدرته المميزة على انتقاء مفردات لغوية بسيطة وعميقة بذات الوقت , لا يعرف تهجئتها الا من حباه الله بقدرة على فهم مقاصد الكلام بقلب سليم.
بداية نعتذر لتطاول بهذه القراءة الهادئة والسريعة التي تأتي على عجالة لمقابلة السيد حيدر ابوبكر العطاس رئيس هيئة رئاسة مجلس الشعب الاعلى (ج.ي.د.ش) مع قناة الحرة الفضائية الامريكية مساء يوم الجمعة22/4/2011م في برنامج (حديث الخليج) , التي اثلجت القلوب والجمت أفواه النمامين , مجددا قدرته و استحقاقه لقب مهندس الحكمة الجنوبية, حيث وفق وابدع عند تقديم نفسه برئيس اليمن الجنوبي في رسالة لها ما لها من المعاني و الدلالات اراد ايصالها من على منبر قناة الحرة الامريكية , استمرارية لنهج اخطته لنفسه بالالتزام بقضية الجنوب الشعب , الارض و الدولة التي كان يتحمل فيها المسئولية الاولى حتى 21 مايو 90م , بعد ذلك ذهب للوحدة الذي اتخذها الرئيس الشمالي علي صالح ممر .. بإعلان الحرب صيف 94م سقطت , كما قال في مقابلته , بتالي حقا مشروعا له ورفاقه استعادة الدولة المغدور بها , من هنا تبدا مشروعيته عند التحدث باسمها لرفع الضيم على الشعب باعتبار ذلك التزام و مسئولية اخلاقية يتحملون شرف القيام بها.
كما هو العهد بقدرته المتناهية ,ايضا, بترتيب الافكار ونثرها في الزمان والمكان المناسبين بما يخدم القضية التي يحملها , اكد مطلع المقابلة على مسالة اسقاط الشرعية التمثيلية للرئيس صالح عندما دعا لتشكيل لجنة دولية لفتح ملف انتخابات 2006م الرئاسية , مدعما رؤيته بعدم شرعية النظام بسبب سفكه دماء شهداء الحراك الجنوبي.
رغم حراجة التوقيت و تبعية المنبر الاعلامي الذي يتحدث فيه لم يتخلى عن موضوعية التي طالما ميزته , من خلا تخطئته اسباب الموقف الامريكي في حرب 94م ضد الجنوب , واستمرارا لتلك الموضوعية عند قراءته للمشهد السياسي حدد بأنصاف وشفافية اطراف الصراع مع النظام بمثلث اضلاعه المعارضة , الشباب والحراك الجنوبي , ما يجعلنا نقف له احتراما رفضه للتزلف وركوب الموجة عندما خطئ مقولة ان ثورة الشباب الغت ثورة الحراك والقضية الجنوبية , لأنه من صناع الحدث اكد على اعتبار الحراك هو الفاعل الاساس , مستطرد مسار حركة تطوره من وثيقة العهد والاتفاق , مرورا بتيار اصلاح مسار الوحدة , دون ان ينكر مطالباته –السابقة- بالكنفيدرالية والفدرالية بشجاعة الواثق بنفسه بصوت عال مجلجل اكد ان خيار فك الارتباط يظل احد البدائل المطروحة سياسيا , اذا تجاهل جذر الازمة (القضية الجنوبية) .
لم يفوت عليه تحميل الرئيس صالح المسئولية التاريخية لفشل مشروع الوحدة بعد ان حول الجنوب لغنيمة في حرب 94م التي انهت الوحدة , ثم انطلق الحراك الجنوبي 2007م , رفضا للوحدة التي تحولت من قيمة جمالية الى (سيل) يمر من منطقة الى منطقة كما تصرف عمليا الرئيس صالح كمنتصر والنظر للجنوب كمهزوم –او كما قال بالمقابلة-.
وفي احراج واضح للذين يتسربلون خيار الوحدة اطلق دعوته بصوت واضح ان ادنى ما يمكن القبول به جنوبيا فدرالية ثنائية شمالية – جنوبية , معلنا انه قبل 94م كان ممكنا تقبل التقسيم الى اكثر من اقليميين , دون تحرج اعترف بوجود تيار في الحراك الجنوبي يرفض هذا الخيار , معرفته المسبقة تلك لم تدفعه ان يفرط او يداهن بل بإصرار طالب بمرحلة انتقالية مؤقته قصيرة لإعداد دستور دولة اتحادية بإقليمين مع جمعية وطنية تكون مناصفة جنوب وشمال .. لله درك يا ابا معتز , نقدر جهدك ورسائلك السياسية للداخل اليمني , الجوار الاقليمي و القوى الدولية الفاعلة , نعم نحن احوج ما نكون لتعدد الخطاب وتوزيع الادوار بين قياداتنا التاريخية بالخارج , ذلك حصريا للقيادة فقط , هذا ما يجب ان يفهمه الطويل قبل القصير , نتقبل لأننا نثق ان ابو معتز مهندس عودة الجنوب شاء من شاء وابى من ابى, اما الاخرين مجرد باعه صغار يمارسون غواية التعري الهابط بحراج ال الاحمر.
خور مكسر – عدن23/4/2011م
*منسق ملتقى ابين للتصالح والتسامح والتضامن
