حسام الســلاّمي
دعوني أتخيل علامات الاندهاش بل الامتعاض ، أو قد أقول الشرر المتطاير من العيون عند قراءة العنوان ، ولكنها الحقيقة إذا ما حكمت على الأمور بنفس طريقة بعض الأخوة الجنوبيون سامحهم الله ...
خلال السنوات القليلة من عمر الحراك الجنوبي الشعبي السلمي بحث بعض الأخوة من أبناء الجنوب عن طرق لإيجاد مسوغات تبرر مطالبتهم لحق استعادة دولة الجنوب ، ولكنهم دخلوا في مستنقع البحث وبدءوا بارتكاب الأخطاء تلو الأخطاء حتى وصلوا لمرحلة الخطأ المركب .
ومن تلك الأمور التي أصفها بالخطأ برأيي والذي أتوقع أن ينال رأيي فيها حظ كبير من الهجوم ، هو البحث عن الهوية المفقودة لإيجاد مسوغ يعطينا الحق في استعادة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي انتهت في عام 1990م . لا أعلم حقيقة من الذي ابتكر أو ابتدع هذه الفكرة الجهنمية !!!! وهي إلغاء مسمى ( جنوب اليمن ) والقول بأننا لسنا يمنيون لنحصل على المسوغ والذريعة ليكون لنا الحق بـ ( فك الارتباط، الانفصال .... الخ ) !!! مطلب الاستقلال من الاحتلال الذي وقع علينا من قبل الشمال هو مطلب حق ، لأن ما حصل في عام 1994م وما تلاه لا يمكن وصفه إلا بالاحتلال الغاشم .
ولكن كان سيكون المطلب منطقياً ومقبولاً بشكل أكبر عند الجميع دون أن يؤدي لأي بلبلة، لو تقدم بشكل مختلف ، أي لو تقدم بصيغة حق استقلال دولة اليمن الجنوبي أو جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية من الاحتلال الذي وقع عليها من قبل الجمهورية العربية اليمنية في العام 1994م ، وأننا كيمنيين جنوبيين لنا الحق في العيش في دولتنا من جديد ، فلا ضير من وجود أكثر من دولة في أرض اليمن ، فهناك أربع دول تتقاسم أرض الشام !!!! وهاهم شعب جنوب السودان حصلوا على دولتهم دون أن يقولوا نحن لسنا سودانيون ، فأرض السودان أصبحت فيها دولتان وأطلقوا على دولتهم الجديدة اسم ( جمهورية جنوب السودان ) . إذاً فليس هناك أدنى داعي لخلق بلبلة ومشكلة في هوية شعب عربي مسلم بداعي إزالة الاحتلال واستعادة الدولة على الأقل في الفترة الحالية ، مع تأكيدي على حق الجميع في البحث والدراسة حول هوية أرض وشعب الجنوب.
باعوم اليمني العميل !!!!
بالعودة لما تقدم ، فقد انتشرت فكرة مهاجمة كل جنوبي يتجرأ ويذكر لفظ اليمن الجنوبي !!! بل وصل الحال عند البعض بوصفه عميلاً للنظام والشعب اليمني ( يقصد فيه شعب الشمال ) !!!! وهناك منتديات ومواقع على الشبكة العنكبوتية متخصصة في إلصاق أبشع الأوصاف والتهم والمسميات عليهم ، ولكن أنا كنت على يقين من أن تلك الأصوات الذي يحركها المصلحة ، فهي لا تتوانى أن تقصف بلا رحمة البعض وتتغافل تارة وتعطي الأسباب والمبررات تارة أخرى للبعض الآخر .
لقد بقيت أنتظر ليومين متتاليين ردة الفعل لتلك الأصوات ، بحثت في كل منتدى وموقع لعلي أجد اتهاماً أو شتماً أو نقداً أو حتى عتاب للمناضل حسن باعوم لكلمته المصورة الأخيرة لشعب الجنوب بتاريخ 17 ديسمبر 2011م ، والذي ختم كلامه فيها بكل وضوح وقوة قائلاً : ( ..... ونتمنى لشعبنا التقدم والازدهار والحياة السعيدة الكريمة بعد أن نستعيد دولة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ) وأضع تحت هذه الخاتمة لكلمته المقتضبة الآف الخطوط .
الآن على تلك الأصوات المنتمية للجنوب والذين هاجموا ويهاجمون كل من ينطق باسم غير اسم الجنوب العربي أن يردوا على المناضل باعوم ، فهو بحسب منطقهم عميل يمني لا ينتمي لأرض الجنوب !!!!!! فهل هو كذلك ؟
خاتمة
ليس من العيب أن نطالب بحقوقنا المختلفة ، وأهمها حقنا في استعادة دولتنا ، ولكن العيب أن نلغي تاريخنا واسمنا وهويتنا وننشر الشك والبلبلة بين أفراد شعبنا في سبيل الحصول على حقوقنا ، فأصبحنا كالمستجير من الرمضاء بالنار .
باحث وناشط سياسي