عدن – لندن " عدن برس " خاص -
ادلى مصدر مسئول في الحراك السلمي الجنوبي بتصريح يتعلق برؤية الحراك للمرحلة الحالية والقادمة والمهام الكبيرة الماثلة أمام شعب الجنوب, وضرورة التصدي لها من قبل كل فئات شعب الجنوب وفي مقدمتها الشباب والطلاب باعتبارهم القوة الضاربة في مسيرة ثورة شعبهم.
وفيما يلي نص التصريح.
نظرا للمهام النضالية الكبيرة الماثلة أمام شعبنا في مسيرة نضاله في هذه المرحلة والمرحلة القادمة, وان هذه المهام بحاجة أن تضطلع بها كل فئات شعب الجنوب ليس في المشاركة في نضال شعبها وإنما قيادة هذا النضال. لهذا ارتئينا في الحراك السلمي الجنوبي كحامل سياسي لقضية شعب الجنوب, أن نوكل مهام قيادة فعاليات هذه المرحلة والمرحلة المقبلة إلى شبان وشابات وطلاب وطالبات الجنوب. باعتبار الشباب والطلاب هم الشريحة السكانية الأكبر في الأمة الجنوبية ويشكلون القوة الضاربة في مسيرة نضال شعبهم, وهم القادرون على ضمان مواصلة هذه المسيرة حتى النصر, لما يمتلكون من وعي نضالي وسياسي وثقافي, وقدرات جسمانية وعقلية ومثابرة على النضال بما يحقق نقلة جديدة لنضال شعب الجنوب إلى مرحلة نضالية افضل مما هو عليه اليوم. وأن شرعية قيادة وتمثيل شعب الجنوب تنبع من داخل ارض الجنوب وليس من خارجها.
أن هدفنا أيضا من العمل بهذه الرؤية هدف كبير وهو: بأن تكون مسيرة ثورة شعبنا ليس مدرسة ميدانية لإعداد المناضلين والمناضلات من الشبان والشابات والطلاب والطالبات, وإنما جعلها جامعة ميدانية وعلمية لإعداد قيادات جنوبية من النساء والرجال يكونوا مؤهلون لقيادة شعبهم وبناء وطنهم في المستقبل بعد التحرير. وإرساء مبدأ التجديد والتأهيل القيادي في هذه المرحلة بما يجعل منها قاعدة صلبة للتداول السلمي للسلطة عند استعادة دولة اليمن الجنوبي.
وسوف تبدأ قيادة الشباب والطلاب لهذه المرحلة بتوجيه الدعوة إلى شعب الجنوب للمشاركة في احتفالات يوم التصالح والتسامح الجنوبي الذي سوف تقام فعاليته الرسمية في مدينة عدن ـ عاصمة الجنوب السياسية والتاريخية ـ وفي بقية عواصم محافظات الجنوب البعيدة. وكذا في التنفيذ الفعلي للخطة الوطنية الجنوبية لرفض الانتخابات الرئاسية التي اعلنت سلطات صنعاء ومعارضتها الاستعماريتين عن إجرائها في 21 فبراير القادم, باعتبارها ليس انتخابات وإنما مؤامرة الهدف منها جعل الانتخابات الرئاسية استفتاء على استمرار احتلال الجنوب.. هذه الخطة تم وضعها من قبل الحراك السلمي الجنوبي والحركة الشبابية والطلابية الجنوبية الموحدة.
نود أن نؤكد أن قيادة فعاليات المرحلة المقبلة من قبل الشباب والطلاب هي بمثابة اختبار وطني لهم من قبل شعبهم, لهذا فان هذا الاختبار يفرض عليهم مهام جسيمة, وفي مقدمتها التنفيذ الفعلي لخطة مقاطعة الانتخابات الرئاسية, واستكمال هياكل كيانهم السياسي الشبابي والطلابي, وتأسيس اطره الجديدة التي لم تنش بعد على مختلف مديريات ومدن ومناطق وقرى الجنوب, وتفعيل دورها النضالي في مختلف المجالات, والتنسيق المستمر مع كل فئات شعب الجنوب بما يضمن لهم التفاف شعبي واسع , وتركيز نضالهم على مدينة عدن عاصمة الجنوب, ومدن الجنوب الاخرى, وفي المدارس والمعاهد والجامعات. باعتبارها بؤر نضالية هامة.
نصيحتنا لشبان وشابات وطلاب وطالبات الجنوب ان يتجنبوا أخطاء المراحل الماضية, فليس من المعيب أن يقع المرء في الخطأ, ولكن المعيب أن يكرر المرء الخطأ, لهذا ندعوهم أن يكون ولائهم لله ثم لوطنهم وقضية شعبهم, وليس للأشخاص والزعامات وتوجهاتها السياسية, فالأشخاص زائلون والوطن هو الباقي ابدا. والاخلاص للوطن هو اسمى وارفع مقاييس الوطنية والنبل الانساني. وأن يكون وفائهم لشهداء الجنوب الابرار, وجرحاه ومعتقليه الاخيار, فهم خير واشرف من ترفع صورهم إلى جانب العلم الوطني على هامات مناضلي ومناضلات الجنوب, وهم خير من تهتف بأسمائهم إلى جانب النشيد الوطني الجنوبي حناجر مناضلي ومناضلات الجنوب.
كما ننصح الشبان والشابات إلى التحلي بروح نكران الذات الرافضة لشغل المناصب القيادية النضالية الا في حالة التكليف الذي لا مفر منه, والظهور المستمر على منصات الخطابات, فهذا مرض قاتل لهم ولنضال شعبهم, ولهذا فأن السبيل الافضل لتشكيل قيادات الأطر النضالية الشبابية والطلابية يتوجب أن تعتمد على احد المبادئ: التدوير المستمر للعمل القيادي بين فترة واخرى لا تزيد عن ستة اشهر, المرونة في القيادة على كل المستويات بما يحقق للمحافظات والمديرات والمدن حرية العطاء والابداع النضالي. أو تكون قيادة العمل النضالي قائمة على اساس تشكيل لجان تنسيق شبابية وطلابية على مختلف المستويات.
وأخير نؤكد أن الحراك السلمي الجنوبي عندما اوكل مهمة قيادة هذه المرحلة للشباب لا يعني أن الحراك السلمي تخلى عن دوره كحامل سياسي لقضية شعب الجنوب, ولا نعني أن قيادات ونشطاء الحراك السلمي الجنوبي سوف يتركون الشباب بمفردهم, وإنما سوف يكونون سندا وعونا لهم من خلال المشاركة في كل الفعاليات النضالية والتوجيه السياسي والنصح والمشورة والدعم المادي والمعنوي. ونحن على ثقة من قدرات شبان وشابات وطلاب وطالبات الجنوب أنهم سوف يكونون على مستوى المسئولية الملقاة على عاتقهم, وانهم يدركون جسامتها وسوف يبذلون اقصى جهودهم بما يحقق امال وطموحات شعبهم في الحرية والاستقلال, وانهم لن يكونوا ذيلا لفلان أو علان, فمن يريد أن يقدم دعما ماديا لوطنه نشكره على ذلك, ولكن عليه ان يعي أن ذلك الدعم ليس مقبولا عندما يصبح مرهونا بالولاء لشخصه.