أبحث عنك يا سيدتيكغريبٍ في كل مكان
أبحث عنك بين أساطيرٍ ووعود
قد ذهبت سحباً ودخان
وخطاباتٍ قد ردمت
بنوايا الحيلة والنكران
أبحث عنك
بشهاداتي
بوساطاتي
بوجاهاتي
بخياتم أمي وامرأتي
ودعاء الجدة والصبيان
سنوات في البحث احترقت
وطموحاتٍ كَلمَى رحلت
والسهر استوطن في الأجفان
وأنا في أرقي ... في وسني
أبحرت على سفن الأحزان
عزفت مووايل النسيان
أغثت الليل بصوت الدان
ورجعت إلى شاطئ كُرْبِي
حيراناً .. حيراناً .. حيران
بيساري تلك ملفاتي
ويميني ترقص كالسكران
والغضب الحائر في خلدي
كالموج الضارب في الشطآن
وأنا وجميع أُصيحابي
نتفقد آثار الإعلان
إعلانات الزمن الغابر
والكبت بمزبلة السلطان
أنُسائل أوراق التأريخ
لنسمع أسباب الإدمان
أيُطِلُّ البدر على ( نقمٍ )
وتغيب الشمس على ( شمسان )
وتنام ( الحيمة ) حالمة
( والحوطة ) في أرق الهذيان
ما السر أجيبي يا ( صنعا )
وما تفسيرك يا ( حيفان )
ألأني أعشق سيدتي
ينصبُّ جزائي بالحرمان
خلفي رابضةٌ حسراتي
مرهقة كل مسافاتي
فأهيم .. أهيم .. على الأركان
وأنا ما زلت معذبتي
كالنبض الصاعد في الشريان
أبحث عنك يا سيدتي
في أدراج المسؤولين
بين ملفاتٍ مُثقَلةٍ
بشهادات الخريجين
بين أناسٍ باعو العزّة
قرباناً للمهجورين
أبحث عنكِ
بين طوابيرٍ وطوابيرٍ
للموكب منتظرين
وقفوا في بابك أفواجاً
أفواجاً قد باتوا يقضين
وأتوكِ يشاكسهم أملٌ
قد أُنهِكَ في قيض العشرين
فهنا طابور وجاهاتٍ
وهنا طابور سماسرةٍ
وأنا في صف المجهولين
حولي آلاف المقهورين
أتتبع لمح الومض الخافت في الأرجاء
أبحث عن سبحاتٍ أخرى
عن وجهٍ حَضَريٍّ
يغمُرُهُ صفوٌ وثراءٌ فوق ثراء
طلْعَتَهُ كالقمر الساري في الظلماء
عن جسدٍ عصريٍّ
يسكنه الإغراء
أبيع سجاياهُ بخسا
بخساً بحوانيت الوزراء
فالدهر بموضته الآنية
لا يرضى أبداً بقرابين الفقراء
وليس بكفيه حيْزٌ ورصيدٌ لحقوق الإنسان
أبحث عنكٍ يا سيدتي
كغريبٍ في كل مكان
12-8-2003م الضالع