هذة هي أبرزملامح تعقيدات المشهد السياسي في اليمن والجنوب وصورتها بدت واضحة في أنسداد الأفق لايجاد المخرج لغياب الأرادة السياسية حامل رئيس لتطويق المشهد والخروج من المأزق المأساوي. وتضيف هذة الصعوبات جملة من النتائج المأساوية التي ألقت بظلالها على كافة القضايا الماثلة في ملفات الأستحقاقات الرئيسه التي لو كانت المبادرة الخليجية والمشرفين عليها أقليميا ودوليا يريدون وضع حل نهائي للأزمة المركبة والمعقدة التي عصفت ولازالت تعصف بالبلاد والعباد, لكانت لم تنتقصها عن أشتمالها في المبادرة وهي قضية الجنوب وقضية ثورة التغيير بتضمين ملف صعدة؟
ظلّت المبادرة تلف المشهد السياسي غموضا لترقيع فجواته القاتله بشد أنظار الناس ترقبا لما تفضي اليه, ولأمتصاص هذا الوضع القائم بأسفنجية ماتبقى من النظام والمشترك أهداف ثورة التغيير وتهميش واقع مسيرة التحرير السلمية في الجنوب مع الأبتعاد عن أحداث تقارب معها, بل لقد جنحت المبادرة على حساب هذة القضايا الأساسية بالعمل على وضع حزام طوق نجاة لما تبقى من نظام صالح. ولو لحين. ليرد أنفاسه لمرحلة تصادمية قادمة تأتي ضمن خطة وضعت أساسا منذو زمن لترتيب الملعب السياسي أقليميا ودوليا وتحديدا الولايات المتحدة بأصابع محلية أعمدتها ماتبقى من النظام والمشترك مع أستثناء قوى ليبراليه فيه. لذلك وكون أن مهمة الرئيس اليمني السابق لم تنتهي ولم تستكتمل حلقاتها بعد ومنها أستكمال البنية التحتية للأرهاب بصورة مايجري هذة الأيام لخلخلة الأوضاع أمنيا وسياسيا وعسكريا والعمل على أحداث أنهيارات في المشهد عامة.
لذلك عاد صالح الى صنعاء وسط موافقة المشرفين تخوفا من أختلاط الأوراق من قبل بعض الأطراف الغير مضمونه بالكامل, بعدما أصبح مؤكدا بعد حادثة النهدين, ان صالح لم يعد هو نقطة الحسم في المعادلة السياسية التي تشكلت في ضؤ نتائج أحداث ثورة التغيير والواقع المستجد في الجنوب وتطورات وضع صعدة. لهذا عاد الرئيس السابق صالح وكأنه أمير حرب. حضوره كان بالفعل فاعلا ومؤثرا في تجميد العملية السياسية, لتفرده بالقرار السياسي لخبرته في الحكم خلال 33 سنة, حيث كان فلتر تحديد القوى المتحالفه معه في رسم قواعد فلسفة الحكم. رغم الأعلان شرعيا نعي حضورة في المشهد السياسي برمته بتنصيب عبدربه.
وبدل ما تكون المبادرة ملتقى للعناصر الرئيسة في المشهد عملت على أيجاد توازن جديد في المعادلة السياسية من خلال مامثلته القوى المنضمة الى ثورة الشباب كحصان طروادة لتسهيل عبور المبادرة اللخروج ولو حتى بأدنى صورها الدبلوماسية. تجنبا لميلان كفة طرف على حساب الآخر وخصوصا في مانلاحظة حتى اللحظة في وضع مربع صنعاء المتشكل هناك والمتمثل في بقايا النظام وحلفائه والمشترك المنطوي تحته التحالف الحزبي القبلي والسياسي الديني الغالب عليه صبغة أطراف التجاذبات والصراعات مع مشاقرها العسكرية للوحدات المنشقة من الجيش وبقية الأجهزه الأمنيه.
هذا الميزان السياسي العسكري القبلي الجديد عاد بالأوضاع الى سابق حالتها بعد تغيير الخطاب السياسي للقوى المتناحرة على السلطة من خلال تواصل الاتهامات المتبادلة بين الأطراف السياسية، المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك حيث لازالت مستمرة على سابق عهدها.
المؤتمر يتهم أحزاب المشترك وحزب الإصلاح، واللواء المنشق علي محسن الأحمر، والزعيم القبلي المعارض حميد الأحمر، بالتخطيط لعمليات ضد معسكرات الحرس الجمهوري، في منطقة أرحب القريبة من مطار صنعاء الدولي، فيما اتهمت قيادات قبلية وسياسية تنتمي إلى أحزاب المشترك، قوات الحرس الجمهوري بالاعتداء على قرى المواطنين في أرحب، وقصف منازلهم بالأسلحة الثقيلة، وتشهد العاصمة صنعاء توترات عسكرية، وعودة المظاهر المسلحة إلى عدد من شوارعها التي شهدت مواجهات عسكرية العام الماضي. وكأن شئ لم يحدث؟
وفي الوقت الذي فيه هدفت المبادرة الى وضع حد نهائي للمشكلات أصبحت تختبي تحت سقف التوازنات المشاره أعلاه لحماية ذاتها من فشلها الذريع . فمنذو توقيعها ومرورا بشكلية مسرحياتها الصورية في تنصيب عبدربه وتشكيل العديد من أذرعه الآليه وأساسها اللجنه العسكريه والأمنيه برئاسه رئيس الجمهوريه الحالي تركت وظيفتها الرئيسه لتخرج في صورة عدم قدرتها على حلحلة الأوضاع وتركت أبواب الأزمات مفتوحة أمام مزيدا من تشدد المواقف وتعددها دونما ترى آليتها النور, بل فقدت رؤيتها الواقعية.
وهو ما رسمه الصمت للدول المشرفه هذة الأيام بأ ستثناء بعض التصريحات للموكل اليهم حمل مهام المراقبة والاشراف اوربيا وأمريكيا وأقليميا. مما يعطي مؤشرات جديدة على وضع سناريوهات جديدة تتشكل في مجمل أهدافها وفق تحالفات جديدة كخيارات الحسم المرتقب التي تصاغ على النحو الذي يريده الغرب طريقا لمواجهة المستجدات في الساحة السياسية والأمنية والعسكرية,؟ بحكم وضع ما آلت اليه الأوضاع في الجنوب ومحاولة الأبقاء على قبضة التحكم والتوجيه في صنعاء ولو كان نسبيا.
ولتقوية شبكات مصالحها باتت تتحكم في ظهور قوى جديدة قديمه لتكن حاضرة على الأرض منافسا قويا للقوى الحراكيه الجنوبية. لأيجاد تسوية كند في أية خيارات قادمة تتشكل على ارض الواقع.
وتكمن قوة الجماعات المسلحة من خلال الدعم اللوجيستي والمالي والتدريب العسكري المحترف من قبل نظام صنعاء, مستحلبة كل مخصصات الدعم لمكافحة الأرهاب ,وسخاء قوات صالح في تسليم العديد من الألوية بآلياتها وأمكاناتها في ظل صمت أمريكي وخليجي. وهي العناصر التي يفتقرها الحراك.
كما أن تهمة خروج الحراك الى مربع العنف سجن الحراكيون في عدم تمكنهم من أمتلاك أدوات القوة للحسم النهائي المتعامل معه. هذا أدى الى وضع الحراك في موضع الأعاقة عن مجارات التطورات العسكرية. مماجعل الحراك يتعامل معها سياسيا فقط وفق مركزها وقوة نفوذها في المعدلات الجديدة.
فمنذو 21 فبراير لم يحدث أية تقدم يذكر لا بتطبيق الآليه المزّمنه ولجانها ولا من حيث الشروع في هيكلة القوى العسكرية والأمنيه. وعند هذا الوضع تجمدت مسارات التنفيذ وذهبت لتبقى الأمور عند المبرع الأول.
بقت صنعاء عاصمتان والمتاريس لم تتحرك سوى الى الشوارع الثانويه. وبرزت عن هذا التفاقم والتصعيد المستمر أختلالات في منظومة الأجهزة الهلاميه لتغرق حكومة الوفاق وتفشل في قدرتها على الأمساك بزمام الأوضاع بفقدان حضورها. لتستمر التصادمات عسكريا وسياسيا بين فرقاء العمليه السياسيه. عمّت هذة الصراعات مختلف الوزارات والمؤسسات. مما أنتج مرحلة أكثر تعقيدا عن مامضى, لتركد المعالجات وترتهن آلية التنفيذ في التهدية فقط بعدم التصادم المسلح وبترحيل الأزمه الى القادم المجهول.
ولهذا لم يحدث تقدم في الوضع الذي عنده المشكله وجدت أسبابها مما عكس الصورة رأس على عقب في أبقاء الكل على الزناد في صنعاء وكل على مواله في التسابق لدخول القصر الجمهوري.
بينما أنهم أي الفرقاء بمختلف توجهاتهم القبلية والعسكرية والسياسية من أقصى اليمين الى أقصى اليسار مجمعون على أستمرارية أبقاء الجنوب تحت الأحتلال. وما الأشارات هنا وهناك عن حقوق شعب الجنوب سوى ذر رماد في العيون.
ولكن أنتقام صالح منهم وحتى أيضا من الحراك تمثل في ألتفافه خفية عنهم لمحاولة نقل الصراع من صنعاء الى الجنوب وذلك من خلال قاعدة القصر الجمهوري وعبر تموضع تلك العناصر المسلحة في أهم أحداثيات جغرافية الجنوب العسكرية والأجتماعية والسياسية, يتسق ذلك بتوافق معد سلفا عبر خطة متكاملة من خلال وضع قنوات تواصل للدعم العسكري والأمني الناجم جراء الأنسحاب والتسليم دون مقاومة وفي السابق لوجستيا بتثبيت مسارات فرض الأمر الواقع النآشي جراء الفراغات الأمنية والسلطوية وغياب تام لمؤسسات النظام عن ممارسة مهامه. لتملئتها عبر العناصر المسلحة وبغياب مكونات الحراك في السيطرة والحضور على المشهد عسكريا. يأتي ذلك بدليل شدة وسرعة الأحداث وخاصة منذو 21 فبراير2012 وتطوراتها الدراماتيكية وبأتساع قاعدة السلطة لتشرف على أغلب مناطق الجنوب في غضون أسابيع والهزائم المتلاحقة لقوات الجيش أمامها, بتواطئ ومباركة الحرس الجمهوري والأمن المركزي والأمن القومي بتوجيهات من أطراف متنفذه لبقايا نظام صالح رئيس الرئيس؟
الجدير بالأشاره أن القاعدة ستصبح خلال الفترة القادمة الشبح الذي يسند اليه تهم عمليات القتل بين الخصوم السياسيين لتغطية عمليات التصفيات الجسدية لتلك العناصر. وقد برزت العديد من حوادث القتل هذه المنسوبه لعناصر من القاعدة. وأزدادت هذة الحوادث أثناء فترة تململ وتهرب رئيس النظام السابق من توقيع المبادرة وأزدادت حدة منذو اليوم الاول لتنصيب خليفة صالح وسط ذهول الناس من سرعة العجلة ودرجة التنظيم والتنفيذ. وآخر هذة الأغتيالات يوم الجمعة المنصرم وفي مدينة عدن، قتل شخصان ينتميان إلى قبيلة آل عشال، في محافظة أبين الجنوبية.
تهدف مثل هذة الأطراف الى تأجيج الصراع الجنوبي الجنوبي وتضييق خناق جهود التقاربات الجنوبية وبالذات في هذة الأيام لنضج عناصر مقتدرة جنوبية على فهم واقع المأساة الجنوبيه؟ بمحاولة شد اللحمة ورص الصفوف تجاوزا لأخطاء الأمس.
سبق ذلك تآمر واضح على مكونات الحراك عبر تفكيك وضرب المكونات الرئيسة أبتداءا من تاج وتلتها الهئية الوطنية العليا للاستقلال ومرورا بمحاولات تدمير المجلس الوطني الاعلى وأتحاد الشباب وأسئجار وشراء ومبايعة لوسائط دائمة تهاجم وتدمر أية نهوض جديد لقوى الحراك. كبدت الحراك والقضية لجنوبية خسائر فادحة. أخرت مسارات الحل وشتت الصوت الواحد ونبشت في حالات عدة خلافات الأمس بفقدان الثقة, لتملك نظرية المؤامره على عقلية البعض من يعتقد أن هذا المنحى يفضي لة طرائق ومكاسب في التواجد لممارسة الحكم, وفق منظومات جرت العادة على فعالياتها في الماضي الشمولي دونما القائمون عليها لايستطيعون معرفة موقع عقارب الساعة اليوم وماكانت عليه قبل40 عام خلت والتفريق بينهما لتوقف التاريخ وحركة تطورة الأنساني عن تلك الحدود.
هذاه الدوامه ساعدت نشؤ قوى أخرى تحل محل القوى التقليدية العاجزة عن تملية الفراغات وحتى وأن كانت ذو المنشأ المعروف بالقصر الجمهوري, ألا أن السحر تمرد على الساحر في كثير من معالم هذة الضاهرة, وخصوصا عندما تم قسرا فرض وتعميم العادات والتقاليد والمفاهيم الأجتماعية الجديدة في المناطق المسيطرة عليها حسب أعتقاد هذة الجماعات المسلحة ونسبها الأسلامي مع أنها بعيدة أساسا من الدين الحنيف وتخالف المثل والقيم والمعايير الأخلاقية التي يتسم بها شعب الجنوب والدور العظيم الذي لعبه عبر التاريخ في نشر الاسلام ونتائجها واضحة في شرق أسيا وأفريقيا.
ولكون شعب الجنوب معروف بكارزميته. يتم الرفض بقوة للخطاب السياسي للجماعات لتطرفه. ليخضعهم الى للأستجابة الى ما على الأرض من أستحقات والقبول ولو حتى دون قناعة, و لكن للمسائرة وتجنب الخسائر الناجمه من مواجهة وتصادم المجتمع لهم. مما جعل الرسائل التي من خلالها صالح حاول أرسالها الى الدول المشرفه على المبادرة تتقبل فهم للوضع المستجد ولكن كل يراه من مصلحته ويندرج في خصوصيات تميز موقع الأطراف الأقليمية الدولية في مشروع مكافحة القاعدة والأرهاب المزعوم لمبررات تحقيق أهدافهم.
لهذا أذا لم تستكمل صحوة الوعي الجنوبي قوام فعلها في جمع مكونات الحراك وفق أصطفاف على قاعدة ومرجعية مبادئ الأجماع الوطني والهوية عبر الأستقلال الناجز. حتما سيتم تعطيل هذا التراكم السياسي القائم ويجعلنا في وضع متأخر جدا عن القضية ونفقد حتى تواجدنا في أية تسوية للحل.
ونتيجة لتسارع وتيرة الاحداث وأنعكاساتها السلبية على حياة الناس المعيشية وتدهور الأوضاع الأمنية وتضرر سكينتهم بفقدانهم الأمن والأمان, خاصة بعجز فرضية الحل لقضية الجنوب. تفتح هذة الاوضاع مسارات جديدة قد يمكن بعد أستكمال البنية التحتية والسيطرة لتلك الجماعات التحكم والسيطرة على أغلب مناطق الجنوب في حال ربما سقوط لحج وعدن والمكلا تباعا .
لتعطى فرص جديدة للولايات المتحدة الاتفاق مع الحلفاء الغربيين, وفق مكانة كل منهم في الحضور والمشاركة للسيطرة على المشهد. تنشأ حاجة الصعود الى مجلس الأمن لأستصدار قرار الوصاية بحجة مقارعة الأرهاب والقاعدة. ومع ما يفكر ويتصوره صالح يكون له مبررا في الأمساك على ناصة الأحداث في صنعاء ونشؤ الحاجة ضرورة تأمين الاوضاع وعودتها الى سابق عهدها قبل الأحداث, تحت ضغط وهم لإقناع الشارع السياسي.بتلك الحاجة. هنا يرضخ الناس من أن غياب صالح يؤكد حقيقة ما اعلنه أنا أو ما بعدي الطوفان. ما خلصت اليه التطورات من وضع مأساوي لايطاق أستمراريته ويصعب ترحيله. وبالأسدلال الى نتائج المشهد القائم يتم لي أذرع عناصر ثورة التغيير لتقبر الثورة نهائيا وتبقى شعارات تحت خيم الساحات.
ولتجنب خطر أتساع رقعة الحوثيون كما يسموه, يتم التعامل مع الحوثية ولو لحين بتحالف تحت سقف حكم ذاتي لتفويت الفرصة على الخصوم الأساسيين. وكما خرج صالح في 21 فبرائر وعاد خلسة من عبدربة من الباب الخلفي في دار الرئياسة تخرج شرعية الرئيس الجديد ما بعد عبدربه بصورة صالح الماتروشكيه أو من يخلفة من جديد ولكن بثوب آخر يكون مفصلا وفق توافق محلي قبلي جاهز وأقليمي ودولي يمنح ضمان مصالحهم بتواجدهم كما يحلو لهم.
الدفاع على عدن ومكافحة انصار الشريعة ومصاعب أستمرارية صنعاء عاصمة وفق مشهد دار الرئاسه و وضع عبدربه,رئيس مع وقف التنفيذ بحكم سر خفي جدا حتى الكل المتناحر مجمع عليه. يخرج من الدستور الحاضر النافذ والغير معلن بسيادة المذهب الزيدي ومن يعتلي سدة الحكم يجب أن يكون منه. فالدمرسوم لعبدربه تحصيل حاصل, قبل تقمصه لوقوعه تحت ضغط لابد من مجاراته في غلاف سيناريوتخريج مسرحية الحاكم الجديد في صنعاء لفتح قناة خروج عدربه الى عدن.
تكون مظلة لتمكن التحالفات الجديدة من وضع لمسات واقع الجنوب. ينزل الى مستوى متطلبات أهالي الجنوب اليوم. والعناصر الجنوبية في صنعاء ومنها ما كانت تسمى بالزمرة تكون حاضرة وبقوة في المشهد بتشابه ولو الى حد مع نفس تحالفات 1994 ولكن بمرونه تبيح للقوى العسكرية القبلية في صنعاء تأمين عدم تفردها كما اسلفنا سابقا بالسلطة وتجنب زعزعة الوضع مع السعودية وتعزز الحكم وفق الدستور الغير معلن وأستمرار الاوضاع عبر1200 سنه للتعامل معه وتثبيته كواقع عبر الدستور الأمامي. خصوصا ما يذكرنا التاريخ القريب من عدم ضمان ثقة القبائل والمشائخ في اليمن في أستمرارية الأمساك بموقف ثابت دونما لشيخ القبيلة قبضة على توجيه وتحديد وضع القبيلة من السلطة وهو وفق العقلية المتحكمة في شؤون الحكم عامة.
وما نلاحظه هذة الايام من لقاءآت وأجتماعات وتحالفات غريبه عجيبه تحت الطاولة وخلف الكواليس. أنما تأتي ضمن هذا السيناريو وستتوالى شخصيات متعددة المشارب السياسية والفكرية والدينية والجهويه العودة الى المشاركة ضمن تشكيل الملعب السياسي القادم الجنوبي؟
في ظل تلك التطورات وعبر مبررات الحديث عن قطع الطريق على الحراك في أستمرارية مطالبه بالعودة الى ماقبل 22 مايو 1990 ومن خلال أستمرارية هذا الوضع, معادلة جديدة تنشأ وسط هذا الوضع دونما حل سياسي ملزم أقليمي ودولي. تخرج هذة المعادلة الى السطح تتقاطع ولو الى حد مع أستحقاقات شعب الجنوب ولكن بتغليف مبرمج ومدروس. يرى الجنوب فيه أنه على الأقل خرج من محنة الجوع والقتل, ولكن تحت خريطة جيوسياسية, ربما يكون ميلان سياسي آخر في شرق الجنوب يندرج ضمن تشابك مصالح محلية ودولية وأقليمية على وجه الخصوص.
وهذة العمليات في مجملها ستخلص في الوقوع والسيطرة التامه على الموقع الجيو عسكري أستراتيجي وأقتصادي للجنوب والتحكم في باب المندب وخليج عدن والبحر العربي مع التواجد القوي والمهم في القرب من أهم بحيرة نفط في العالم. وما خطة وضع الصواريخ الجديدة الأمريكية في دول مجلس التعاون للدفاع عنها من ايران الا اول مؤشرات ما ذهبنا الية في هذا التحليل.
وفي أطار هذة التجاذبات والصراعات أحتدام صراع في القصر الجمهوري بين عبدربه وصالح, لتخرج الى السطح عدم رضاء قادة المؤتمر وبقايا نظام صالح على بعض التعيينات الاخيرة لعبدربه على الرغم من عدم تأثيرها في القرار السياسي على جدية التغيير ولكن من تحت مجريات هذة الأختلافات وعبر قنوات يدير بعضها السفير الامريكي في صنعاء يمكن أن تبدأ مرحلة أعتكاف أو بقاء أجباري لعبدربه في عدن مبنية على عدم ممارسة مهامة وأنتقاصها في مواكبة المبادرة وبقاء الأوضاع كما هي, لتغطية الخطة الجديدة لعبدربه أثناء زيارته لواشنطن للتمرن على الرقص خلف الثعابين ومعلمهم وأستغلال الأنهيارات الأمنية والعسكرية وضعف واضح ومشهود للقوات المسلحة والأمن العم وخوصا في الجنوب خوفا من الاخوة الاعداء هناك والمتربصة بأستمرار وعدم قدرة خروج الحرس الجمهوري والأمن المركزي من مواقعها في صنعاء لكي لايختل الميزان العسكري. ومن ثم ضعف الحظور للقوى التابعة لصالح. لهذا بفعل هذا الغياب عن ساحة الجنوب ونتيجة تواجد الجماعات في أبين وشبوة مع القوى القبلية والعسكرية في أبين الملتزمة والمتعاطفة مع الزمرة تمهد مناخ ملائم لعبدربه على أعتلاء قيادة المهد للتحرير تعويضا عن مشاركته في أحتلال الجنوب لصالح صالح في حرب صيف 1994. ينسجم هذا الموقف برضاء واضح من الجنوبيين ومكونات الحراك في القبول بالأمر الواقع للتخلص من هذا الواقع المزري للأحتلال. وفق المثل القائل: هدده بالموت يقبل بالحمى؟ تتم الأستجابة أستنادا لتقارب مفردات عقلية هذة الأطرف الجنوبية ضمن الخارطة العصبوية أساس النسيج الأجتماعي الجنوبي. من ناحية تكون ضامنة للقائمين على الأمر ومن يقفون خلف عربة أحداثه ولو لفترة أنتقالية لتسوية الملعب بصورة دائمة تكون أساس ما يتفق ومع قدرة شعب الجنوب للتقبل لمفهوم الدولة العصرية والخضوع للقانون والنظام لأن الماضي القريب لازال يحاكي كل من عرفها وعاش في كنفها بسلام وأمان. ويقف هذا الأستيعاب على أرضية الموروث الأسلامي العربي واالحضاري المستوعب من التقاليد الغربية في الأدارة والتجربة الطويلة مع واقع الأنتداب البريطاني في بناء أركان وأسس الدولة العصرية.
القاعدة ستمد بساطها على خلفية بداياتها في ما بعد 22 مايو 1990 وتاريخ جيش أبين عدن وكذا بقية مراحل تأسيسها في نسق منظم وبموازرة نظام صالح. لتتحول جبال المراقشة وكور العوالق الى تورا بورا.
وتعم هجمات الطائرات من غير طيار جميع ماتبقى من مناطق الجنوب لتحصد أرواح الأبرياء.
وسوف يعمد مخرجي هذا السيناريو على حشد المزيد من الجماعات المسلحة مع تنويعها لتلائم حقيقة مواصفات القاعدة بأشراك صومال وأفغان وشيشان وعرب وأفارقة لأستكمال كوكتيل القاعدة الصورة المطلوبه في السيادة على الموقف والمشهد السياسي والأمني. مع توفير الأمن والنظام للمناطق تتسع دائرة التعاطف ولو لوجستيا مع القاعدة. ويستغل الفقر الذي يعم هذة المناطق ليكون سببا آخر لتأمين حياتهم وغياب الدولة منذو أكثر من 18 سنة هذة الأسباب تندرج ضمن قراءة الجماعات المسلحة لأستيعابها سبيلا لتثبيت وضعها على الأرض؟.
وهو ماتنتظره ساحات الجنوب من تضحيات بالجمله؟ شواهدها في سقوط الأبرياء يوميا بقصف متعدد من قبل الآلة التدميرية الأميريكية,دونما حق سواء شهوانيتها في السيطرة على منابع الطاقة على حساب جماجم أهلنا وناسنا المظلومين لمعاقبة شعب الجنوب للمرة الثالثة؟
ولأن العقلية في اليمن لازالت تقف على مسافة بعيدة من أستيعاب الدولة الحديثة.
لهذا من العيب القاتل سجن الجنوب لقرون في أنتظار مجهول يولده سراب عواطف الأنتماء في العقيدة والعروبه الخاضع لعواطفها دونما للعقل يكون فيها حاضر.
وهو ما أكده مبعوث الأمين العام و كشفته الشخصيات الدولية المتعاقبة للأشرف على احداث ومجريات الفترة الملتهبة التي لم تغادر ألسنه لهب نارها الحارقة الوضع برمته حتى اللحظة. لذلك تأتي معالجة الوضع في الجنوب وفق أرادة شعب الجوب.
علما أن أفق ترميم وأعادة البيئة السياسية في الجنوب على قاعدة الهوية وحاملها دولة المؤسسات سوف تنتظره مفاجآت مؤسفه ومؤلمه. لأن عملية المخاض تواجهها صعوبات جمّة وتحديات عسيرة,لكن خلاصتها تصب في منفعة الكل بما فيهم اليمن ودول الجوار ومصالح الغرب والشرق بنزع فتيل تصادم المصالح الدولية والأقليمية وضمان السلم والأستقرار أقليميا ودوليا وذلك بتقاطعها مع مصالح وأرادات ومنفعة شعوب المنطقة عامه. فهل يسترد الجنوب عافيته أم ستكون أرضه وناسه ضحايا وهم مكافحة الأرهاب. هذا ما تكشفة الأيام القادمة وماتحمله جعبتها من مفاجآت قادمة خبيثة أم حميدة. والله على كل شئ شهيد وعليم.
*كاتب وباحث أكاديمي
لندن في3 أبريل 2012