أقامت الحركة الشبابية والطلابية لتحرير واستقلال الجنوب بمديرية الحصين بالضالع ظهر أمس الأربعاء ندوة بعنوان" أهداف الانتقال السلس لتنظيم القاعدة إلى الجنوب وخطرها على دول الجوار والعالم" وفي الندوة التي أقيمت بقاعة نادي الحصين وشارك فيها المئات من أبناء الحصين ومناطق الضالع الأخرى، افتتحت بآية من الذكر الحكيم، ثم ألقى الشاب نبيل احمد عبدالله نائب رئيس الحركة الشبابية بالحصين كلمة الترحيب، رحب فيها بالمشاركين والحاضرين الذين توافدوا من مختلف مناطق الضالع، وقد أدار الندوة القياديين في الحركة الشبابية بالمحافظة، الإعلامي الشاب زياد علي حيدرة والمحامي عبد العزيز قاسم، ثم ألقيت كلمة مجلس الحراك السلمي بمديرية الحصين ألقاها الأخ عبدالله مقبل، رئيس مجلس الحراك السلمي بمديرية الحصين، شكر فيها الحركة الشبابية والطلابية بمديرية الحصين على تنظيم الندوة، وتطرق في كلمته إلى مسمى تنظيم القاعدة الذي وصفه بأنه تنظيم ليس له وطن أو هوية أو تاريخ إلا انه تنظيم في اليمن وهو جزء لا يتجزأ من نظام الجمهورية العربية اليمنية ومدعوم وممول من القصر الرئاسي بصنعاء وهدفه هو ضرب الحراك الجنوبي، كما تحدث عن أسباب انتقال تلك العناصر إلى الجنوب الذي قال انه جاء من اجل تصفية رموز الحراك الجنوبي وطمس الهوية الجنوبية، ثم ألقى المناضل شلال علي شايع، رئيس مجلس الحراك بمحافظة الضالع، نقل فيها تحياته لكل الشباب، وقال إن هذه الندوة التي حملت هذا العنوان تزامناً مع ما يجري في الجنوب من مسميات عدة من ضمنها أنصار الشريعة وما هذه إلا مسميات لاحتلال الجنوب بقيادة علي محسن الأحمر، ودعا القيادات الجنوبية التي تتبنى مشاريع منتقصة إلى الخروج من الأماكن الرمادية والوقوف مع شعب الجنوب في التحرير والاستقلال واستعادة الدولة الذي لم يأت إلا بمساندة العالم اجمع، كما تحدث عن المؤشرات بالقرارات الدولية واحترام الاتفاقيات مع دول الجوار، ودعا إلى الاصطفاف الوطني الواضح خاف الرئيس علي سالم البيض ومنديلا الجنوب الزعيم حسن احمد باعوم، التي تنسجم مع الهدف وفي خندق استقلالي ومن الحصين التاريخ ندعو إلى التصدي إلى كل المشاريع المنتقصة من حق شعب الجنوب في التحرير والاستقلال واستعادة الدولة وان بصمودكم تتحطم كل تلك المشاريع"، بعد ذلك شرع المشاركون في تقديم أوراق الندوة، وكانت الورقة الأولى والرئيسية للدكتور علي ناجي مسعد الجحافي، وتناولت الورقة جملة من القضايا المتعلقة بالعنف والإرهاب والتطرف والتي تأتي تحت مسميات من ضمنها (سني - شيعي) وذكرت الورقة إن الدين الإسلامي هو دين التسامح والسلم ودين الحق والرحمة، كما تطرقت الورقة إلى بداية ظهور تلك العناصر الإرهابية في اليمن والذي ظهرت في العام 1990م، وقال إن الإخوان في صنعاء لا يزالون يتآمرون على الجنوب حتى اللحظة من خلال استخدام هذه الأوراق التي تهدف إلى ضرب الثورة السلمية الجنوبية والقضاء عليها، وقدم الزميل رائد الجحافي ورقته المعنونة مراحل نشؤ وانتشار عناصر القاعدة في الجمهورية العربية اليمنية ومحاولة السلطة اليمنية استغلالها كورقة لضمان استمرار احتلال الجنوب، وقد نصت الورقة على الآتي: " في ظل اشتداد الصراع العالمي بين المعسكرين الرأسمالي والاشتراكي في القرن المنصرم، والذي كان الاتحاد السوفيتي يتزعم فيه الاشتراكية ويحتل أفغانستان البلد المسلم، نشأت عندها العلاقة بين الجهاد المعلن ضد الشيوعية آنذاك وبين اليمنيين من أبناء العربية اليمنية وخصوصاً بعض الشخصيات المتطرفة التي تحظى بنفوذ سياسي في سلطة الحكم وبنفوذ قبلي أمثال الجنرال علي محسن الأحمر، وعبد المجيد الزنداني اللذين عملا على التجنيد والحشد لآلاف اليمنيين للجهاد في أفغانستان ضد السوفييت في ثمانينات القرن الماضي جعلت من القيادات الجهادية اليمنية التي تواجدت في أفغانستان مثل عبد المجيد الزنداني وزملائه اليمنيين يطرحون بأنه لابد من تلقين السوفييت دروساً في كافة المناطق العربية والإسلامية الموالية لهم ومنها جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ( الجنوب) الذي كان يسطر على الحكم فيه الحزب الاشتراكي اليمني الموالي لموسكو أبان الحرب الباردة وهذا ما جرى إقناع أمراء الجهاد به من قبل اليمنيين الذين عادوا لطلب تأجيل أي عمليات في الجنوب إذ بلغهم إن هناك محاولات للدخول في الوحدة مع الجنوب من قبل نظام الشمال الذي كان يرعي تلك العناصر الجهادية ويعمل بترحيلها إلى أفغانستان، ويشير القيادي الجهادي السوري أبو مصعب في كتابه الإلكتروني ” دعوة المقاومة الإسلامية العالمية الصادر في يناير 2004م ” بان المشروع الجهادي للشيخ أسامة كان يقتضى إحداث حركة جهادية كبرى في جنوب اليمن وخاصة بعد ضعف وتضعضع جمهورية الرفاق الاشتراكية بعد صراعهم الدامي في يناير 1986م.
إلا أن هذه الخطة أو المشروع قد تم تأجيله بانتظار إقناع قيادات الصحوة الإسلامية في اليمن من الإخوان والسلفيين للدخول في هذا المشروع إلا أنهم جميعا لم يصلوا إلى نتيجة في هذا الخصوص وخاصة مع الخطوات الإجرائية السريعة التي أدت إلى إعلان قيام الوحدة في مايو 1990م".
وبعد الإعلان عن وحدة 22 مايو1990م سارع الجهاديين إلى الانخراط في مكونهم السياسي (حزب التجمع اليمني للإصلاح) كما عمدوا إلى فتح مراكز للتدريب على مختلف أنواع السلاح وتنفيذ العمليات الإرهابية من اغتيالات وتفجير المنشئات وكان التدريب في معسكرات فتحت خصيصاً لهم في ريف صنعاء ووادي آل جبارة بصعدة وفي مأرب والجوف ونشطوا في المدارس والمساجد ليدخلوا شركاء في حكومة عام 1993م وعندما اشتدت الأزمة بين الشمال والجنوب آنذاك طفت الشراكة والعلاقة الحميمة بين تلك المجاميع الجهادية وحزب المؤتمر الشعبي العام برئاسة علي عبدالله صالح، إذ قام كل من الزنداني وقادة الإصلاح بالنزول إلى مختلف المناطق اليمنية والمدارس والمساجد واستخدام الخطاب الديني التحريضي والداعي إلى محاربة الشيوعيين في الجنوب، كما جرى استدعاء كافة المجاهدين العائدين من أفغانستان إلى اليمن وفتح المعسكرات لهم وتسليمهم مناصب قيادية على حشود من المقاتلين اليمنيين المتطوعين للحرب ضد الجنوب، وبلغ الأمر بالمدعو عبد الوهاب الديلمي إلى إصدار فتواه المثيرة للجدل التي أباحت قتل أطفال ونساء الجنوب، إلا إن الجهادي السوري أبو مصعب أشار في كتابه المذكور أعلاه إلى رواية مختلفة بعض الشيء إذ أشار إلى إن أسامه بن لادن بعد إعلان الوحدة اليمنية حاول التقرب إلى كل المشايخ وكبار دعاتها من السلفيين وعلى رأسهم الشيخ مقبل الوادعي وكذا الإخوان وزعمائهم كالشيخ الزنداني لاستمالتهم للالتفاف حول هذا المشروع ولكن كل تلك الجهود والأموال الطائلة التي بذلت وأنفقت من قبل لادن في تأليف الشيوخ والقبائل اليمنية حول هذا المشروع الجهادي فشلت.
إلا أن إستراتيجية بن لادن حينها كانت قد تبلورت في اتجاه آخر يقتضي التحالف مع حزب المؤتمر الشعبي العام في صراعه المرير مع خصمه وشريكه في إعلان الوحدة وهو الحزب الاشتراكي اليمني والذي شهد خلال تلك الفترة عمليات تصفيات واغتيالات واسعة طالت العديد من قياداته وأنصاره.
وبعد إعلان الوحدة اليمنية وانتهاء الحرب الأفغانية دعا أسامه بن لادن أنصاره إلى التوجه نحو اليمن بعد أن تم تدريبهم وإعدادهم للحرب والجهاد في معسكرات خاصة أنشأت لهذا الهدف كمعسكر خوست في أفغانستان، وهو ما تمثل بدخول المجاميع الجهادية العائدة من أفغانستان في المعركة إلى جانب الجيش اليمني الشمالي في حرب صيف 1994م". (هذا الكلام بقلم واحد من ابرز منضري القاعدة السوري أبو مصعب).
وبالنسبة لظهور واستخدام تلك العناصر في اجتياح الجنوب ونشؤ العلاقة الوطيدة بينها والسلطة اليمنية ذكرت الورقة إلى انه عقب اجتياح الجنوب من قبل ما يسمى (قوات الشرعية) التي كانت عبارة عن وحدات الجيش اليمني المنظم بالإضافة إلى عناصر الجهاد ومن تبعهم وفق التعبئة الدينية وتشمل عناصر الجهاد العائدين من أفغانستان وعناصر حزب الإصلاح ورجال القبائل، كان موسم حصاد لغنيمة الحرب والانتصار وعلى كافة الأطراف المشاركة في اجتياح الجنوب تقاسم الكعكة وفق اتفاقيات سبقت الحرب على الجنوب، حيث مثل عناصر الجهاد حزب التجمع اليمني للإصلاح الذي نال حصته من غنيمة النصر بالسماح له ودعمه على توسيع رقعة انتشاره في الشمال والجنوب ونشر فكره الديني والسياسي، بالإضافة إلى التركيز على إقامة معسكرات تدريب لاستقبال وتدريب كافة عناصر الجهاد سواء اليمنيين العائدين من أفغانستان أو عناصر الجهاد العرب الذين يضيق عليهم الخناق ويتعرضون للملاحقة في بلدانهم، وكان هذا أهم مطلب للجناح الجهادي في حزب الإصلاح الذي يقف ورائه عبد المجيد الزنداني، ومن ضمن الامتيازات التي نالها حزب الإصلاح فتح معاهد دينية تابعة مباشرة له وتخضع لسياسته وتعمل وفق برامج خاصة يجري إعدادها من قبل خبراء خارجيين على أن تكون تلك المعاهد خاضعة لوزارة التربية والتعليم اليمنية وتمنح شهادات على المستويات التعليمية الابتدائية والمتوسطة والإعدادية والثانوية من قبل وزارة التربية والتعليم وبشكل رسمي تحت اسم المعاهد العلمية، في حين جرى افتتاح معاهد تربوية لإعداد المعلمين وتنتهج بسياسة الفكر المتطرف، وجرى التركيز في إقامة مثل تلك المعاهد العلمية والتربوية في مناطق ومحافظات الجنوب، واعتمدت لها موازنة كبيرة توازي موازنة وزارة التربية اليمنية آنذاك، في حين يجري تصريف موازنتها تلك من قبل حزب الإصلاح مباشرة، ومن ثم جرى تأسيس جامعة الإيمان الإسلامية التي رأسها عبد المجيد الزنداني ولا يزال، وفي تلك الفترة الممتدة من العام 1994م وحتى العام 2002م تعد المرحلة الأبرز للجهاديين في اليمن والذي انعكس نشاطهم على المستوى الخارجي وزاده اندفاعاً حيث يرجع اغلب المراقبين إن جماعة الجهاد التي طورت اسمها في فبراير من العام 1998م إلى تنظيم القاعدة وأعلنت مقاتلة الصهاينة والأمريكيين، وزادت قوة وتوسعاً "بحسب ما ورد في كتاب القيادي في تنظيم القاعدة أبو مصعب السوري"، كما تطرقت الورقة إلى ما يجري اليوم في الجنوب من محاولات لخلط الأوراق والتي اعتبرت الورقة ظهور ما يسمى بأنصار الشريعة وبهذه القوة التي هي عليها ما هي إلا ورقة سياسية تحاول قوى السلطة في صنعاء اللعب بها لخداع الرأي العام الخارجي ولضرب الجنوب وضمان استمرار احتلال الجنوب، وجلب الدعم المادي تحت مسمى التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب.
ثم قدم الدكتور صالح صوحل، الأكاديمي في جامعة عدن، ورقة تناول فيها صورة المؤامرة التي تطال الجنوب بهكذا مسميات والدور الذي لعبه الحراك الجنوبي في كشف الأوراق التي استخدمها المخلوع لضرب شعب الجنوب والقضاء على الثورة الجنوبية السلمية المباركة التي تعرضت لكل أساليب القمع والتنكيل وتطرقت الورقة إلى تلك المؤامرات التي استخدمها نظام الجمهورية العربية اليمنية بحجة الإسلام لتدمير الجنوب وتاريخه وأكد في ورقته إن الإرهاب كان كحلقة استخدمها نظام صنعاء عندما جاء أسامة بن لادن إلى صنعاء للقضاء على أبناء الجنوب تحت مسمى الحرب على الشيوعية في الجنوب تحت رعاية وقيادة أمراء الحرب في الشمال الذي جعل أبناء الجنوب يشعرون إن لا مكانة لهم في هذا الوطن رغم أنهم فتحوا صدورهم وضحوا بكل ما يملكون كتجربة نضالية ولكنهم تفاجئوا بهذه التجربة بأنها تحولت إلى سلب ونهب واجتياح الجنوب، كما تناول في ورقته التطورات التي قامت منذ العام 1990م وحتى يومنا هذا وعن تحركات القاعدة في أبين ورداع، بعد ذلك قدمت العديد من المداخلات لكل من الناشط في الحراك السلمي فؤاد مزيدة، والناشط الشاب وليد محمد عبدالله، والقيادي في الحركة الشبابية بمحافظة الضالع الشاب فؤاد صوحل، والصحفي غازي النقيب.
واختتمت اللجنة التنظيمية الندوة بالتضامن مع أبناء لودر وأبين ومع صحيفة الأيام المغدورة ومع المناضل الأسير احمد عمر العبادي المرقشي.