أكدت إحداث ثورات الربيع العربي التي بداءت العام الماضي بما لايدع مجال للشك على الدور الايجابي للإعلام في إحداث تلك الثورات التي استطاع أنصارها من خلاله قلب الكثير من الحقائق على الأرض وإيصال رسائلهم إلى العالم وحشد الكثير من أنصارهم والسيطرة على فعالياتهم وأنشطتهم الميدانيه0
كما لعب الإعلام أهميه كبيره في إدارة وتوجيه الكثير من إحداث تلك الثورات وتعرية اوتوقراطية ألأنظمة المستبدة وأجهزة حكمها والدفع بالجماهير للمشاركة الفاعلة في مختلف مراحلها من خلال الاستغلال الأمثل لوسائل الإعلام المختلفة بشكل غير معهود جعل البعض يطلق على تلك الثورات مجازا" بثورات الإعلام العربية(ثورات الفيس بك) وهو ما يجب إن تدركه وتستوعبه الحركة الشعبية السلمية لتحرير الجنوب 0
لهذا نراء بأن تجربة هذه الثورات يجب إن لأتمر علينا مرور الكرام من خلال تقييم هذه التجربة وإعادة النظر في الخطاب السياسي للثورة لايصال رسالتنا إلى الداخل والخارج بشكل واضح ومبسط يفهمه الجميع مع الاستغلال الأمثل لوسائل الإعلام بمختلف أنواعها المرئية والمسموعة والمقروئه للقيام بهذا الأمر بل علينا ابتكار أنواع أخرى لم يكون قد سبق وان دخلت في هذا المضمار نطرح ونسوق من خلالها قضيتنا بشجاعة واقتدار0
لذالك قد تكون الشجاعة في عملنا الثوري هذا ليست الفضيلة الأمثل في هذا العصر لمواجهة جبروت وقوة هذا النظام الغاشم ولاكتنا نراء بأنها الفضيلة الوحيدة التي تجعل الفضائل الأخرى ممكنة, لان شعب الجنوب أصبح على يقين من أن سعادته في حريته وسر حريته يكمن في شجاعته بمواصلة نضاله حتى استعادة دولته0
إن الحركة الشعبية لتحرير الجنوب والممثلة بالمجلس الأعلى للحراك السلمي وكافة القوى الوطنية ومنظمات المجتمع المدني تتطلب منى خطابا سياسيا مختلفا عن خطاب ألحقبه الماضية من مرحلة حكم صالح وقيام ثورات الربيع العربي خطابا شفافا مركزا مرتكزا على رؤية صحيحة وواضحة لمسيرة نضالنا ومبنية على الحقائق المجردة التي تقوم على المنطق السديد والفكر العالي لتسويق قضيتنا وبلورة أفكارنا والتوجه الإعلامي الموضوعي الذي نستطيع من خلاله إقناع العالم بعدالة قضيتنا ويعكس معاناة شعبنا وما يمارس ضده من ظلم وجور وعنف واضطهاد على يد هذا النظام وأعوانه وبما يدحض كل افتر ائته وأكاذيبه تجاه شعب الجنوب0
وهنا استحضر ما قاله مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشرق الأدنى جيفري فيلتمان لممثلين الحراك الجنوبي خلال لقائه بهم في مقر السفارة الامريكيه بالعاصمة صنعاء مساء 27 مارس من هذا العام بحضور السفير الأمريكي وعدد من المسئولين بالسفارة ردا" على رفضهم مشاركة الحراك في مؤتمر الحوار اليمني اليمني ومطالبتهم بالضغط على نظام صنعاء لإجراء التفاوض عن الجلاء من أرضهم بدل الحوار حيث قال ً( إذا أردتم إن يقف المجتمع الدولي معكم فعليكم أولا" توحيد صفوفكم وثانيا"بذل كل الجهود لا ظهار مدى عدالة قضيتكم للعالم بكل الوسائل السلمية الممكنة وحتما" سيقف المجتمع الدولي معكم ) وهذا ما يؤكد لنا أهمية وضرورة تغيير طريقة تسويق قضيتنا وخطابنا السياسي بشأنها 0
وفي الوقت نفسه يجب إن نذكر بأن هناك خطرا" حقيقيا" يعيق انتصار ثورتنا يتمثل في عدم استطاعتنا خلال الفتره الماضية من كسب التأييد الدولي الداعم للقضية بل فقدنا التأييد والالتفاف الإقليمي الذي حققناه في عام 1994م بغض النظر عن البعد السياسي مع إننا نراهن على ارادة شعبنا ولانراهن على تلك المواقف لكن يجب علينا إن ندرك الأمر ونعالج أسبابه كون الوقت يداهمنا طالما وإمامنا فرصه حقيقية يمكن استغلالها لتحقيق هذا النصر وكسب تأييد المجتمع الدولي وتغيير قناعاته إذا ما غيرنا وسائل عملنا وتكتيك نضالنا ودفعنا بالجانب التنظيمي والإعلامي بشكل موازي لفعاليات وأنشطة الجانب الميداني للثورة وتخلينا عن التنظيرات السياسية والتصريحات الكلامية والإنجازات الوهمية التي لا تغير قناعات الآخرين نحو القضية ولا تخدم موقفنا0
وبقدر ما تكون تلك المخاوف مشروعة لكننا لا نريد لها أن توقف أحلامنا أو تكسر طاقتنا وثقتنا في انتصار إرادتنا، ولا تؤثر على نشاطنا في الميدان أو فاعلية الضغط الثوري السلمي لأن الشك وفقدان الثقة هما أكثر ما دفع ببعض قوى الحركة التحررية في الجنوب يوماً إلى رفع شعار إسقاط النظام بدل مطلب التحرير والاستقلال والوقوع تحت سيطرة بعض القوى الضلالية التي تحاول السيطرة على عقولنا واحتواء ثورتنا بعد إن سيطرة على أرضنا تحت مسمى واحديه الثورة مع إن مطلبهم مطلب تغيير ومطلبنا مطلب تحرير0
إذن فأنه من الواجب علينا إن نركز عملنا التنظيمي في اتجاه وحدة قوى ثورة التحرير بشكل موضوعي وعلى أساس معايير منصفة تتوافق عليها كل القوى الوطنية في الجنوب وتمثّل فيها كل أطياف المجتمع الجنوبي للخروج برؤية واضحة حول المرحلة القادمة وموقفها من الحوار مع نظام صنعاء وكذا مما يجري على الساحة الجنوبية من صراعات دامية خلقتها سلطه صنعاء لجعلنا ننشغل بها حتى تتجاوز ازمتها ألقائمه وتعود لممارسة سيطرتها علينا وذالك من خلال عقد مؤتمر جنوبي جنوبي في اقرب وقت0
ان تحقيق الإرادة الشعبية بتوافق جميع شرائح المجتمع الجنوبي وتحقيق الاستقلال يتطلب منى الاستعداد لتنفيذ معايير العدالة الانتقالية لكافة القوى ألمساهمه في هذه العملية وإرساء تصالح وتسامح حقيقي شامل وكامل بين قوى كل الصراعات السابقة في الجنوب وكذا تحقيق أهم حق من حقوق الشهداء في القصاص من قاتليهم ومن كل مَن دمرو ونهب ثرواتنا وانتهك حقوقنا وصادر حريتنا وعاث بأرضنا فسادا"وبما يضمن استعادة كل ممتلكات دولتنا والحصول على التعويضات العادلة لكل ما نهب ودمر واتلف خلال 21عام 0
كما يجب علينا العمل معا"على تنسيق كافه جهود الحركة الوطنية التحريرية في جبهة ثورية موحده لتفعيل الزخم الثوري، على المستوى العملي، حتى الانتهاء من عملية التحرير ونيل الاستقلال الكامل والناجز مع الحفاظ الفعلي على سلمية وبياض الثورة, لأن المعلوم لدى الجميع أن هناك مخطط تعمل على تنفيذه بعض القوى في الداخل والخارج لإجهاض ثورتنا يقوم على تفرقة الصف الثوري و زرع الخلافات والشقاق بين مكونات الحراك وتياراته المختلفة وبين الثوار أنفسهم حتى ننشغل عن تحقيق أهدافنا فتضعف عزيمتنا وتجهض ثورتنا كما أجهضت ثورة الشباب في صنعاء على غرار الثورات الشعبية والعمالية التي قامت في أوربا ضد الانظمه الملكية عام 1848م 0
إن وحدة الصف الجنوبي وتوحيد خطابنا السياسي وعملنا الميداني سيقضي على كل المراهنات التي تحاول النيل من صمودنا وإرادتنا وعزيمة ثورتنا وستتحطم على صخرتها كل المؤامرات والدسائس حتى ننتصر لقضيتنا .
ويجب إن نتذكر اليوم انه بعد كل هذا النضال الطويل والتضحيات الجسام لشعبنا مازال يطل علينا فقهاء السلطة في صنعاء ومن سار في فلكهم ممن يدعون انتمائهم إلى الجنوب وهم منه براء كالفدراليين ودعاة المشاريع الصغيرة المصابين بعقدة الماضي فيتحدثون تارةً باسم الوحدة والاخوه والعروبة والإسلام وتارةً باسم مستقبل اليمن والجنوب وهم بذالك يشرعون لإعادة تسليم أرضنا وشعبنا لمن خاننا وانقلب على كل المواثيق والعهود التي كانت بيننا واستباح لأجل المال والثروة دمائنا وعرضنا, مستغلين بذالك خلافات تيارات الحراك وتفشي لغة التخوين والتخمين فيما بينها ومراهنين على حصان طروادة المكون من المفرخين والمستجلبين إلى ساحات الجنوب من الدخلاء وممن يبيعون ذممهم بالاضافه إلى ما تمارسه وسائل إعلامهم من زيف وخداع وتضليل للواقع وقلب للحقائق عبر قنواتهم ومواقعهم الاخباريه 0
ولكننا نقول لهولا إن كل ذالك لن يثنينا من المضي قدما" في مسيرة ثورتنا السلمية على ركب شهدائنا وبعون الله سننتصر وننتزع استقلالنا ونستعيد دولتنا والخيارات كثيرة امامنا0
محمد ألحميدي