أكد مصدر دبلوماسي يمني أن الدول العربية المعنية أوكلت قيادة احتواء الأزمة اليمنية إلى مصر، لأنها تحظى بثقة معظم اليمنيين.
وعلمت «الجريدة» من مصادر دبلوماسية رفيعة أمس، أن مصر بدأت تحركاً دبلوماسياً وميدانياً، في محاولة لاحتواء الأزمة اليمنية بوكالة من أطراف عربية. في هذا السياق، يصل إلى صنعاء اليوم، وزير الخارجية المصرية أحمد أبوالغيط، ورئيس جهاز الاستخبارات المصرية العامة عمر سليمان، لإطلاق تحرك عربي مهم لاحتواء الأزمة بين السلطة والمتمردين الحوثيِّين، وبين السلطة والانفصاليين الجنوبيين. وتأتي زيارة أبوالغيط وسليمان، في أعقاب تسريبات دبلوماسية بشأن تدخُّل مصري مدعوم من الجانب السعودي والإماراتي والأردني، لوضع حد للتدهور في اليمن والتنسيق لعقد حوار وطني يشمل جميع الفرقاء في الداخل والخارج بهدف استراتيجي رئيسي هو الحفاظ على الوحدة اليمنية.
وقال مصدر رفيع في السفارة اليمنية في القاهرة لـ«الجريدة»: إن «الدول العربية المعنية أوكلت قيادة هذا التحرك إلى مصر، لأنها تحظى بثقة معظم اليمنيين ولا تعادي أياً من الأطراف اليمنية، وتمتلك رصيداً ضخماً من العلاقات التاريخية مع اليمن، وبالتالي فإن تحركها سيكون مقبولاً ونزيها عند معظم هذه الأطراف، سواء مع الحراك الجنوبي، أو مع الحوثيِّين في الشمال، أو مع أحزاب المعارضة اليمنية». وكانت مصر قد حذرت في وقت سابق من تدخل «أطراف خارجية لها أجندات إقليمية» في الشأن اليمني، دون أن تذكر هذه الأطراف بالاسم، وأعربت في تصريحات على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية السفير حسام زكي، عن قلقها من «اتجاه بعض الأطراف المحلية اليمنية إلى تبنّي مواقف من شأنها تهديد الأمن والاستقرار الداخلي ووحدة أراضي البلاد، بالنظر إلى ما قد يستدعيه ذلك من تداعيات تسهم أيضا في تدعيم تيار التطرف والغلو».
ويرى رئيس تحرير مجلة «أكتوبر» المصرية والخبير في الشأن اليمني مجدي الدقاق أن الاتصالات بين الرئيس المصري ونظيره اليمني كانت متصلة منذ بدء اندلاع الأزمة في صعدة والمناطق الجنوبية، وأن الأجهزة المصرية على اتصال بشكل مستمر بالأجهزة اليمنية المعنية.
وعن زيارة أبوالغيط وسليمان، قال الدقاق لـ«الجريدة» إنها «تأتي استكمالا لهذه الاتصالات، وتأكيداً لسيادة اليمن واستقلال قراره واستقرار وضعه ووحدة أراضيه، فنحن نعلم أن مصر وقفت مع الشعب اليمني عبر مسيرته الوطنية كلها، سواء الثورة أو الجمهورية أو الوحدة».
وربط عضو لجنة السياسات في «الحزب الوطني الديمقراطي» أستاذ العلوم السياسية في جامعة حلوان جهاد عودة، في حديث مع «الجريدة» بين ملف القرن الإفريقي وملف دول حوض النيل، لافتاً إلى أن «التحرك المصري في الملفين يأتي في إطار واحد، ويخضع لرؤية واحدة، فاليمن جزء مهم جداً في إطار أمن القرن الإفريقي، وهو جزء من الأمن المصري والعربي، وأي توتر في هذه المنطقة يُخصم من الرصيد المصري مباشرة».
من جهة ثانية أكد موسى الذي يصل الى صنعاء الثلاثاء انه سيبحث مع صالح الاوضاع المتوترة من اجل المحافظة على وحدة اليمن واستقراره.
وقال عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية أن زيارته المرتقبة لليمن يوم الثلاثاء تهدف الى التشاور مع الرئيس علي عبدالله صالح والمسؤولين في اليمن حول الاوضاع المتوترة هناك.
وأضاف في تصريح صحافي له اليوم "إن هذه الزيارة تأتي في اطار التشاور من منطلق الرغبة في الحفاظ على وحدة اليمن ودعم تحرك كل الاخوة في اليمن نحو الوحدة و تحقيق الاستقرار في البلاد".
وحول ما اذا كانت الجامعة العربية ستطرح افكاراً في هذا الاطار اوضح موسى انه سوف يطلع على الأوضاع وسيرى ما ستثمر عنه المشاورات.
من جهة ثانية وصل وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط الى العاصمة اليمنية، صنعاء، مساء أمس السبت حاملاً رسالة من الرئيس حسني مبارك إلى نظيره اليمني علي عبدالله صالح تتعلق بتعزير علاقات البلدين.
الأحد 4 أكتوبر - 18:31 من طرف المهندس