أكد رئيس الوزراء اليمني الأسبق حيدر أبوبكر العطاس القيادي البارز في المعارضة الجنوبية في الخارج، أن التسوية السياسية القائمة في اليمن عقب التوقيع على المبادرة الخليجية، مرشحة للانهيار كون الأطراف الرئيسة الموقعة على الاتفاقية انصرفت إلى التنافس على تحقيق أكبر قدر من المكاسب، وانه بالرغم من أن اليمن أصبح حالياً تحت الوصاية الدولية، إلا أن الأطراف الإقليمية والدولية الراعية لاتفاق التسوية السياسية الراهنة وإن لم تسمح باندلاع مواجهات مسلحة بين الأطراف اليمنية المتصارعة، فهي لن تستطيع أن تمنع حدوث الانهيار الوشيك للأوضاع في البلاد .
وكشف العطاس عن طرح المعارضة في الخارج اشتراطات على الرئيس عبدربه منصور هادي للموافقة على المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، مشيراً إلى أنه تم إشعار لجنة التواصل المكلفة التهيئة لمؤتمر الحوار بهذه الاشتراطات وتعهدت الأخيرة بنقلها للرئيس هادي الذي لم يبادر بتحديد موقفه منها حتى الآن .
وأشار العطاس في أول ظهور لافت له على شاشة فضائية “اليمن اليوم” المملوكة للنجل الأكبر للرئيس السابق علي عبدالله صالح، إلى أنه وعدد من القيادات الجنوبية في الخارج التقوا نهاية الشهر المنصرم بأعضاء لجنة التواصل المكلفة من قبل الرئيس هادي للتهيئة لمؤتمر الحوار الوطني، منوهاً بأنه تم طرح حزمة من الاشتراطات والمطالب على اللجنة لمشاركة القيادات الجنوبية في الخارج الممثلة لقوى الحراك الجنوبي في مؤتمر الحوار الوطني .
وأوضح أن من أبرز هذه الاشتراطات ضرورة موافقة الرئيس والحكومة على حزمة من الإجراءات المسبقة لانعقاد الحوار، ومن أبرزها استعادة الثقة والاعتراف بحق تقرير المصير للجنوبيين، والإقرار بالقضية الجنوبية، وإدانة الفتاوى الدينية المتطرفة التي أصدرها عدد من رجال الدين الموالين للنظام السابق خلال حرب صيف 1994 .
واتهم العطاس حزب المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك ب “السعي إلى ترحيل حل القضية الجنوبية المرتكز على مبدأ فك الارتباط بين الشمال والجنوب”، معتبرا أن رؤيته التي يشاطره فيها العديد من القيادات الجنوبية الممثلة لقوى الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال، تتمثل في إقرار خيار فك الارتباط بين شطري البلاد، بحيث تكون هناك دولتان ترتبطان مع بعضهما البعض بالشراكة في ثلاث قضايا هي المصالح والمنافع والأمن والاستقرار والتنمية الشاملة .
واعتبر العطاس أن معظم المكونات المجتمعية والشعبية في المناطق الجنوبية تؤيد خيار الانفصال عن الشمال بما فيهم القيادات الجنوبية المنضوية في أحزاب المؤتمر الشعبي العام وحزب التجمع اليمني للإصلاح وبقية أحزاب المشترك، وأن قوى الحراك الجنوبي أصبحت تتعاطى مع الثورة الشبابية والشعبية التي أطاحت الرئيس صالح بأنها “ثورة انحرفت عن مسارها وتحولت إلى حالة من الصراع بين التوليفة القبلية والعسكرية التي مثلت جزءاً من نسيج النظام السياسي السابق” .