عدن - دنيا الوطن - ياسين النقيب
يسود الشارع الجنوبي موجة سخط وتذمر من سياسة السلطات اليمنية وخصوصا سياسة ما بات يعرف بحكومة الوفاق تجاه صحيفة الأيام التي لا تزال موقوفة ولم تحصل على أي تعويض حتى اللحظة، في حين لا يزال ناشري الصحيفة المرحوم هشام وشقيقه تمام باشراحيل يتعرضون للمحاكمة، بالإضافة إلى استمرار اعتقال المناضل احمد عمر العبادي المرقشي بعد الحكم عليه بالإعدام في قضايا مفبركة وجدت بالأمس كسياسة استخباراتية لشد الخناق على صحيفة الأيام لإغلاقها والقضاء عليها كمشروع ناجح أدى إلى فضح سياسة صنعاء، وفيما ناشطين جنوبيين يشيرون إلى إن الأيام تعرضت للخذلان من قبل الكثير من الجنوبيين سواء كانوا كتابا وصحافيين تعلموا المهنة في مدرسة الأيام وتتلمذوا على أيدي أعظم أستاذ صحافة وهو الراحل هشام باشراحيل، بالإضافة إلى قادة في الحراك الجنوبي لعبت الأيام الدور الأكبر في إظهارهم وتقديمهم لشعب الجنوب، وآخرين من المسئولين في السلطة اليمنية وقفت الأيام إلى جانبهم في أشد الظروف وأصعب مراحل الانكسار، جميعهم تخلوا عنها ولم يردوا الجميل ولو بأقل القليل، لكن الغالبية والذين يرون ويؤمنون بان الوقوف إلى جانب أسرة الأيام هو واجب ديني وأخلاقي ووطني يقع على كل الجنوبيين الذين كانت الأيام ملاذهم لسنوات مضت ومن خلالها صنعوا أساس وقواعد ثورتهم السلمية وبين أروقتها وبرعاية الراحل هشام باشراحيل وجد مشروع التصالح والتسامح، وان الجنوبيين لم ولن ينسوا هذه الصحيفة وأنهم على أتم الاستعداد للتضحية في سبيلها فهي جزء لا يستهان به من وطنهم المنشود، ويرون إن المنظمات والاتحادات المدافعة عن حرية الرأي والتعبير هي التي لم تقم بواجبها الأخلاقي، وجدد الناشط الإعلامي والسياسي صلاح القعشمي دعوته إلى كافة أبناء الجنوب لتجديد تضامنهم مع صحيفة الأيام ومع الأسير المناضل احمد عمر العبادي المرقشي، وناشد القعشمي الجنوبيين إلى ضرورة تصعيد فعاليات التضامن مع صحيفة الأيام ومع كافة منتسبيها باعتبار صحيفة الأيام هي أساس ثورة الجنوب من خلال الدور الكبير الذي لعبته قبل وخلال انطلاقة الحراك الجنوبي ما جعلها تدفع الثمن غاليا، وطالب الجنوبيين إلى تخصيص يوم في الشهر للتضامن مع صحيفة الأيام، من جانبه الناشط الإعلامي والحقوقي رائد الجحافي، مسئول المرصد الجنوبي لحقوق الإنسان وعضو منظمة العفو الدولية، قال أن صحيفة الأيام تعرضت لظلم كبير وان استمرار توقيفها للعام الثالث يعد جريمة جسيمة وأبدى الجحافي استيائه من الموقف الضعيف للمنظمات والكيانات الدولية المعنية بحرية الرأي والتعبير تجاه صحيفة الأيام التي مثلت قرابة عقدين من الزمن قبلة الثقافة والمدنية وكانت مركزا لنشر ثقافة الوعي المتمدن القائم على روح التعايش السلمي بين مختلف الملل والنحل، وأسهمت إلى حد كبير في تقريب المسافات بين حضارات مختلفة من خلال طرح وكشف مشاكل المجتمع وتوضيح صورة ما يستحق إن تسهم به المنظمات والحكومات الأجنبية في دعم المجتمع المحلي وبناء التنمية المستدامة لتخفف العبء على الوفود الأجنبية وتقدم صورة حقيقية لنشاط وإسهام تلك الجهات، ولكن مشروعها العظيم لم يشفع لها تجاه الاتحادات والجهات الدولية التي تدعي رعاية والدفاع عن حرية الرأي والتعبير والصحافة وما شابه ذلك، واختتم الجحافي تصريحه بمناشدة الجنوبيين وكل الأحرار أينما وجدوا في كل المعمورة إلى التضامن مع صحيفة الأيام وإرغام السلطة اليمنية على تعويضها والكف عن محاكمتها وإطلاق سراح الأسير المناضل احمد عمر العبادي المرقشي، وقال الجحافي إن الجنوب مليء بالأوفياء المخلصين وأنهم لم ينسوا تلك الصحيفة وانه باستطاعتهم استعادتها وإرغام السلطات اليمنية على تعويض أسرة الأيام، وتمنى على الجنوبيين تفعيل صور التضامن وتصعيدها في الأيام القادمة.
المحامي عارف الحالمي، رئيس القيادة المؤقتة لنقابة المحامين الجنوبيين، جدد استنكاره لاستمرار إغلاق صحيفة الأيام وامتناع سلطة صنعاء عن تعويضها، وقال انه لا يجوز شرعا أو قانونا استمرار إغلاق صحيفة الأيام والجريمة استمرار محاكمة ناشري الأيام حتى بعد وفاة رئيس التحرير المرحوم هشام باشراحيل، وأكد الحالمي إن استمرار وضع صحيفة الأيام على صورتها هذه يعد وصمة عار في جبين ما يسمى بحكومة الوفاق اليمنية التي تدعي أنها جاءت للقضاء على الفساد والظلم وأنها جاءت لمعالجة المشاكل التي خلفها نظام المخلوع صالح، لكنها عجزت بل وتخاذلت عن مجرد تعويض أسرة باشراحيل والأمر المخجل المضحك في آن واحد إن هذه الحكومة جاءت لتحاكم هشام باشراحيل بعد وفاته بدلا من تعويض أسرته وتكريمه على الدور الكبير الذي لعبته صحيفة الأيام في كشف وتعرية السياسة الخاطئة لنظام صالح.