لقد كانت انطلاقة الحراك الجنوبي انطلاقه ثورية الطابع ووطنية المضمون والأهداف بكل ما تعنيه لحظات التجلي الثوري من عفويه وصدق ونقاء وبراءة سياسيه ولم يتم الانتباه كثيراً لطبيعة المهام القادمة بكل جوانبها ولا بكيفية التوافق التي سيناط بها مهمة القيادة للثورة السلمية التحررية ولا الاليه التي سيتم من خلالها اختيار تلك القيادات أو الاحتكام إليها مستقبلاً
حيث كانت للميادين والساحات الصوت الأعلى في تقديم تلك القيادات والدفع بها إلى الصفوف الأولى دون الاحتكام إلى أية معايير أو ضوابط غير الثقة التي منحتها الجماهير الثائرة ميدانياً لتلك الجماعة يقابلها الشجاعة والإيثار التي توفرت عند من تحملوا تلك المسؤليه بإخلاص وطني لاغبار عليه وهو الأمر الذي أسس لتلك القيادات شرعية الميدان وهي شرعيه مؤقتة ومرتبطة بمرحله معينه ولا يمكن إن تكون بديلاً عن أصول وأسس الشرعية المطلوب توافرها عند من يراد لهم إن يكونوا قادة العمل الوطني أو قاده لقيادة قضيه بحجم ومكانة القضية الجنوبية بما تعنيه سياسياً ووطنياً وتاريخياً وما تستلزمه من قواعد وشروط للنجاح يكون الفصل فيه للإجماع الوطني وليس للميدان
حيث من الملاحظ إن عفوية الجماهير في السير خلف تلك القيادات التي صنعتها الميادين وترديدها الشعارات والهتافات باسمها وحملها على أكتافها قد اثر سلباً على سلوكها وتصرفات الكثير من أعضائها بسبب سوء فهمها في استيعاب تلك الرسالة حيث اعتبرت هذا التأييد الجماهيري بمثابة تفويض مطلق لحقها دون غيرها في القيادة وعدم أحقية كأن من كان في منازعتها هذا الحق
لذالك نعتقد إن الجماهير في الجنوب الثائر قد اعطة تلك القيادات جرعه اكبر من حجمها الأمر الذي لم تستوعب معه أجسادها ولا عقولها ولا مشاعرها وثقافتها تلك الجرعة فأختل التوازن عند البعض منها وتخيلت إن وضعها القيادي هذا غير قابل للنقاش كما اعتبر البعض منها مسألة تغييرها نوع من أنواع التأمر عليها وما يجري اليوم على طول الساحة الجنوبية من الضالع إلى المهرة دون ذكر الأسماء من صراعات بشأن الدفاع عن استمرار بعض الزعامات هناء وهناك خير دليل على ذالك حتى صار من الواضح إن البعض منهم يلعب اليوم دور أمراء الحرب لا دور المناضلين من اجل الحرية .
لذا نقول بأن الوقت قد حان لاجتثاث شرعية الميدان وإحلال شرعية الإجماع الوطني وتأسيس عمل مؤسسي يحتكم إليه الجميع إذا أردنا النجاح لثورتنا والخروج من الأزمة ألقائمه قبل إن تستفحل تلك ألازمه وندخل في صراعات داخليه نحن بغنى عنها قد تكون سبباً في وئد ثورتنا مستقبلاً
محمد الحميدي