بقلم د.يوسف خالد -
يوما بعد يوم تاكد الاحداث صحة نهج مسيرة الهويه , الهويه التي لابد وان تكون الوعاء الذي تنصهر فيه كل مكونات شعب الجنوب السياسيه والشعبيه والملاذ الامن الذي سيحتمي به الجنوبيون وتطمئن نفوسهم اليه و بعد طول عناء اشرقت شمس الهويه في يوم 7-7-2004م و اكتسبت مسيرة الهويه منذ ذلك اليوم بعدا جديدا واخذت ترنو افئدة الجنوبيين اليها وان كابر البعض مكابرة الجاهليه الا ان الايمان بها بدا يتسرب الى قلوبهم وتداعب احلامها عقولهم وعبر الايام اخذت تشق المسيره طريقها ووصلت ذروتها في الخطاب السياسي المباشر في المهرجانات وعبروسائل الاعلام وخصوصا ما اعلنه الشيخ الجليل عبدالرب النقيب في صرخته المدويه عن هوية الجنوب العربي في مهرجان يافع التاريخي يوم15-10-2009م وتبعه في اقل من اسبوعين اعلان المناضل الشاب صلاح الشنفره نائب رئيس مجلس قيادة الثوره وعضو مجلس النواب اليمني سابقا وعضو اللجنه المركزية للاشتراكي اليمني ايضا سابقا و الذي شكل صفعة تاريخيه اكتسبت بعدا وطنيا وشعوريا في ان معا وحملت الكثير من الدلالات والرسائل للداخل والخارج وخصوصا الجوار .
هذه الصفعه التي وجهها بكل عنايه للاشتراكي والمشترك وللنظام اليمني برمته وطعن في شرعيتهم الدستوريه والقانونيه والشعبيه باعتبارهم جزء من الماضي ولا تنتمي الى حاضر الجنوب ومستقبله وان ايديولوجيتهم جميعا تستمد المشروعيه في اطار جغرافيا الجمهوريه العربيه اليمنيه فقط واعتبار جدار اليمننه لم يعد مقدسا ولا يقف سدا منيعافي وجه نور الهويه وان هدمه اصبح وشيكا على غرار هدم جدار برلين ولكن في الاتجاه المعاكس في المسار , وهذ الصفعه التي ستفقد الاشتراكي اليمني والمشترك توازنهم ,يجب اعتبارها نقطة تحول تاريخي في وعي الجنوبيين المنضويين في الاشتراكي و يجب ان تكون خطوه تبني عليها بقية الخطوات اللاحقه وان تكون جرس انذار لبقية الجنوبيين المترددين وانتهاز اللحظه التي تذكرنا بصفعة حمزه لوجه الشرك ابي جهل امام الكعبه !! وانها تعد سابقه تاريخيه في تقويض المؤسسه التشريعيه اليمنيه بتسجيل اول خروج منها منذ عام 1994م ولم يسبقه اليها احد وانها يجب ان تكون بداية مشروع استراتيجي جنوبي لافراغ احزابهم اليمنيه ومجلس نوابهم من الجنوبيين , هذا المشروع الذي طالما نادينا به ونادى به معنا اخرون منذ سنوات واستجاب له البعض وسجلوا فيه سبق بخروجهم من الاحزاب اليمنيه ومنهم :ناصر علي النوبه وعلي هيثم الغريب واحمد عمر فريد وحسين زيد يحيى الذين ترسخت لديهم هذه القناعه وغادرواوالى الابد مشروع الشرك بالهويه الذي غرسه قهرا حاخامات الاشتراكي اليمني في عقول اعضاء الاحزاب وفي وعي الاجيال و سلوك المجتمع .
ان هذا الخطاب الحميم والتغني بعودة الوعي بالهويه قد عكسه ايضا شبيبة الجنوب العربي في بيان اتحاد شباب الجنوب (اشج ) يوم27-10-2009م لتتناغم كل مكونات النسيج الجنوبي في عزف فريد في ظل احتلال غاشم يتحدونه بصلابة الايمان وعدالة القضيه .. قضية الاستقلال والهويه .
dryousefkaled@yahoo.co.uk