ياسين النقيبنائب المدير اللهم أرني الحق حقاً وأرزقني اتباعه,وأرني الباطل باطلاً ورزقني اجتنابه
عدد المساهمات : 1740
تاريخ التسجيل : 16/02/2009
| موضوع: هل ما يزال اليمن دولة..؟ بقلم: عمّار ديّوب الإثنين 9 نوفمبر - 5:29 | |
| هل ما يزال اليمن دولة..؟ عمّار ديّوب
|
شغلت أوضاع اليمن منذ اندلاع الحرب بين الدولة الحوثيين العالم العربي ، الذي كان يتابع سلسلة الأحداث المتعلقة بالحراك السلمي الجنوبي منذ عام 2004، ويستغرب بشدّة، كيف لا يجد النظام اليمني حلاً لها ، ولماذا، يُدفع الجنوبيين دفعاً-عبر عدم إنصافهم والإقرار بحقوقهم- لإعلانالاستقلال، الذي أعلنه بوضوحٍ كامل مؤخراً علي سالم البيض من الخارج، بعد أن هزمه نظام اليمن الشمالي عام 1994. الحرب السادسة في صعدة تشير إلى معطيات جديدة سواء تعلق الأمر بحجم القوات المستخدمة أو الزمن الطويل لاستمراريتها
. في حيثيات الأزمة لا بد من البدء بلحظة التأسيس، فاليمن ولا سيما مع علي عبد الله صالح ومنذ عام 1978 ، أصبح يدار وفق نظام قبلي أسري، فقبيلة حاشد التي ينتمي إلى إحدى فروعها الرئيس تعتبر نفسها محدثة ثورة 1962 وداعمة لحكم علي عبد الله صالح، وقد وقفت مع الأخير في حرب 1994 ضد اليمن الجنوبي وليس ضد الحزب الاشتراكي حيث تحالف حزب الإصلاح مع الجيش مع قبيلة حاشد، وتمت استباحة كلية غزو- للجنوب بمؤسساته وأراضيه وبقايا جيشه وعاثوا تخريباً بكل ما أتفق على استمراريته وفق اتفاقيات الوحدة عام 1990. وبالتالي تعدّ قبيلة حاشد - ولا سيما زعمائها- أن السلطة باليمن لها...! في موضوع صعدة، فإنّ الحوثيين هم محورها الرئيسي، حيث، وهنا المفارقة، فقد دعم الرئيس اليمني نفسه حركة 'الشباب المؤمن'عام 1997 التي كان يقودها حسين الحوثي -وقد قتل لاحقاً- لشق حزب الدعوة 'الشيعي' ومواجهة جماعات دينية متشددة أقرب إلى حزب الإصلاح، ولكن ومع تصاعد التعليم الديني المتشدد والمخالف لقوانين التعليم العام، وعدم تنمية منطقة صعدة والمناطق المجاورة لها، فإن التعليم الديني ذاته انقلب ضد علي عبدالله صالح فتحوّل الحوثيون إلى حالة سياسية وبدأت بالتمرد على الدولة ومؤسساتها في صعدة والمناطق المجاورة لها، وساعد هذا الرئيس للاستفادة من هذه الحالة الحوثية لاصطـــفاف قبـــيلة حاشد خلفه، وهذا ما كان سبب الحروب الستة التي إندلعت في اليمن. شعور الحوثيين بالظلم ومنذ الثورة اليمنية، دفعهم للاقتراب من إيران، التي أيضاً وعلى ما يبدو لها مصالح في اليمن، وبالتالي أصبح لدى الحوثيين دعم مالي وربما ديني، رغم أن الحوثيين لم يصبحوا شيعة ولم يأخذوا بالمذهب الإثنى عشرية. هنا لا يمكن تجاهل أنّ ذلك الدعم لم يكن بعيداً عن أعين السلطة، بل ربما هي من سمحت به وبنقل السلاح إلى الحوثيين، من أجل حسم المعارك الأسرية والقبلية على السلطة، والاستفادة من موارد تجارة السلاح التي كان يؤمنها مقربين من السلطة. لن نتكلم هنا عن الأوضاع الاقتصادية المتأزمة في اليمن وعن تدهور الخدمات وانتشار الفقر بكل أرجاء اليمن وعدم وجود مؤسسات للدولة في كثير من الأماكن وأن تلك الأماكن محكومة من قبل القبائل ولدى الأخيرة سجون خاصة بها. أزمات اليمن المتعددة الأشكال، تسمح بالتشكيك باليمن كدولة، ولذلك أصبح قسم من التحليلات يصنف اليمن كدولة فاشلة ويشبهها بالصومال أو أفغانستان، وبالتالي أصبح يقرأ مصير اليمن في الصومال، عدا عن توسّع تنظيم القاعدة فيه واحتمال تحوّله إلى منصة انطلاق في الخليج العربي، بعد تراجع مواقعه في كل من أفغانستان وباكستان والعراق. وهو ما يشير لعمق أزمة السلطة اليمنية، مغالاتها في إنكار الأزمات، وتحميلها إما إلى المعارضة أو إلى جهات خارجية إيرانية أو دولية. فاليمن في حالته الراهنة لا يمكن أن يستمر موحداً ما لم ينصف أبناء الجنوب، بدءاً بالعسكريين المتقاعدين الذين طردوا من الجيش و إعادة ما تمت استباحته بعد 94 ورفع كل المظالم التي لحقت بالجنوبيين بعد تشكيل الحراك الجنوبي. وأيضاً لا بد من وضع إستراتيجية تنموية تشمل منطقة صعدة والمناطق المحرومة من ذلك وتفترض حلاً لها بدلاً من تدميرها بالسلاح، وإلا فإنّ اليمن غير السعيد، ذاهب بإصرار حثيث نحو حروب أهلية لا ريب فيها، أسبابها نظام إستبدادي فاسد، ومشكلات مناطقية ودينية وقبيلة لم تحل في وقتها ولا في الزمن الضائع. وكلها أسباب لا تنفك تطرح منذ زمن الوحدة القسرية عام 1994 ولا تزال لا تجد لها أذان مصغية لدى السلطة اليمنية والافحل الدولتين هو الافضل
' كاتب سوري |
|
|