انتقد كاتبان أميركيان الطريقة التي تناولت بها وسائل الإعلام الأميركية المختلفة حادثة تكساس، وقال الصحفيان جوديث ميللر وديفد صامويلز في مقال لهما بصحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية إن عدو الولايات المتحدة ليس هو الإسلام، وإنما المتطرفون الذين يحاولون تحقيق أهدافهم عبر أعمال العنف. وأوضح الكاتبان أن وسائل الإعلام الأميركية المختلفة من يسارها إلى يمينها سيطر عليها شبح "الضبط السياسي" في تفسيرهم لإقدام الضابط الأميركي والطبيب النفسي نضال مالك حسن على إطلاق النار على زملائه في قاعدة فورت هود بولاية تكساس الأسبوع الماضي، ما أسفر عن مقتل 13 شخصا وجرح قرابة أربعين. ومضى ميللر وصامويلز إلى أن بعض وسائل الإعلام الأميركية عرضت نضال بوصفه ضحية للتوتر الناتج عما بعد الصدمة حتى قبل أن يشارك في حرب حقيقية، متجاهلة الخلفية الدينية والسياسية للطبيب النفسي. وأشار الكاتبان إلى أن بعض الصحف الأميركية تناولت الحادثة بوصفها لكمة أخرى ضد البلاد منذ الحربين على أفغانستان والعراق، وأن تلك الصحف أنحت باللائمة بشأن حادثة تكساس على الولايات المتحدة نفسها بوصفها السبب في ارتفاع معدل الجريمة والعنف من خلال حروبها الخارجية.
" بعض وسائل الإعلام الأميركية روجت لحادثة تكساس بوصف المتهم فيها سبق أن تعرض لتهديدات ومضايقات أثناء خدمته في الجيش الأميركي لكونه يدين بالإسلام " | تهديدات ومضايقات وأضاف ميللر وصامويلز أن بعض وسائل الإعلام الأميركية روجت لحادثة تكساس بوصف المتهم فيها سبق أن تعرض لتهديدات ومضايقات أثناء خدمته في الجيش الأميركي لكونه يدين بالإسلام.وأضافا أن بعض وسائل الإعلام وصفت الحادثة بما يوحي للناس بأن في قلب كل مسلم في الولايات المتحدة عدوا للبلاد، ما من شأنه توليد موجة من الكراهية ضد المسلمين، فقط لكونهم مسلمين، وأن طريقة تناول الحادثة في بعض وسائل الإعلام الأميركية أوحت للبسطاء والعامة وكأن جميع المسلمين المنخرطين في الجيش الأميركي هم "خونة محتملون". وقال الكاتبان إن وسائل الإعلام أوحت للناس بأن حادثة تكساس تنبع من روح الإسلام أكثر من كونها ناتجة عن فكر سياسي متطرف ترفضه الأغلبية الساحقة من المسلمين حول العالم. وأوضح ميللر وصامويلز بالقول إن التهديد الذي تفرضه بعض "الجماعات الجهادية" ضد الولايات المتحدة يذكر المرء بالهستيريا التي رافقت موجات الهجرة الهائلة أواخر القرن التاسع عشر، التي مكنت الآلاف من معارضي الأنظمة والشيوعيين في أوروبا الشرقية من الحضور والإقامة في البلاد.
" معظم المهاجرين من أوروبا الشرقية كانوا من اليهود الذين سرعان ما تسببوا في أعمال التفجير والفوضى الصناعية وعمليات الاغتيال التي طالت مئات من الناس بمن فيهم الرئيس الأميركي السابق وليام ماكينلي " | وأوضحا أن معظم أولئك المهاجرين من أوروبا الشرقية كانوا من اليهود الذين سرعان ما تسببوا في أعمال التفجير والفوضى الصناعية وعمليات الاغتيال التي طالت مئات من الناس بمن فيهم الرئيس الأميركي السابق وليام ماكينلي.جهل وإجحاف وأشارا إلى الأصوات الكثيرة في الولايات المتحدة التي علت في تلك الفترة وطالبت بوقف تدفق المهاجرين من أوروبا الشرقية وبحظر تولي اليهود مناصب حكومية حساسة وبمنعهم من العمل في المؤسسات التعليمية العليا، ووصفوا تلك المطالب بكونها تنم عن جهل وإجحاف. ودعا الكاتبان الأمة الأميركية لأن تعي جيدا أن الولايات المتحدة ليست في حرب ضد المسلمين أو الإسلام، وإنما هي في حرب ضد من وصفاهما بالمتطرفين و"الإرهابيين" الذين يستخدمون المفردات الدينية لتحقيق مآربهم السياسية. كما دعواها إلى عدم التريث في مواجهة "الإرهابيين" سواء أكانوا مسلمين أم يهودا أم هندوسا أم بوذيين أو من نمور التاميل أو من ناشطي حقوق الحيوان أو من أتباع ثورو (الفيلسوف الأميركي هنري ديفد ثورو 1817-1962، الذي حرض على العمل بأسلوب العصيان المدني، ورفض دفع الضرائب).
وتساءل الكاتبان عما إذا كان مكتب التحقيقات الفدرالي سيعد أكثر من 20 رسالة أرسلها منفذ حادثة تكساس إلى إمام من القاعدة سبق أن قدم النصيحة لاثنين من منفذي هجمات 11 سبتمبر/أيلول تعد متسقة مع مشروع بحثه؟.
ومضيا في التساؤل عما إذا كان عرض نضال لشرائح انتهت بشعارات لجهاديين تقول "إننا نحب الموت أكثر من حبكم للحياة" هو أمر أم عمل طبيعي؟.
|