الحجاج يودعون منى بالدموع
أحد الحجاج يبتهل إلى الله بينما يرى بعض الحجيج وهم يغادرون منى أمس
منى: محمد آل ناجم
كان المشهد في مشعر منى بالأمس حزيناً، حيث جاشت المشاعر وهاجت الخواطر حين ودعت وفود الحجيج منى بعد أن رمى آخر فوج منهم الجمرات، وحزموا أمتعتهم استعدادا للعودة إلى ديارهم، حيث دخلت منى في العد التنازلي، بعد أن احتضنت ضيوف الرحمن ستة أيام ما بين رواح وعودة.
يقول الحاج العراقي علي حسين 50عاماً "منى هي أول محطة تستقبل الحجاج في المشاعر المقدسة وهي أيضا آخر محطة لوداعهم ،عشنا فيها ستة أيام من أجمل الأيام ،وأن الحجاج أحبوا هذه المدينة البيضاء".
وأكد أن مشعر منى استضاف ما يزيد عن مليونين ونصف المليون حاج أتوا مهللين ومكبرين من أرجاء المعمورة على الرغم من محدودية المساحة.
وأشار الحاج مصطفى المنوفي - 60عاماً - مصري الجنسية إلى أنهم ودعوا منى أمس وكلهم أمل في أن يعودوا إليها، وأوضح أنه تحقق الحلم، حيث كان يشاهد منى عبر شاشات التلفزة، واليوم نقف عليها ونشاهد الإنجازات الجبارة التي وفرتها حكومة المملكة.
أما الحاج السوداني محمد صديق فيقول إن مشهد الحجاج وهم يلوحون بأيديهم من خلف نوافذ الحافلات الزجاجية تاركين وراءهم أقدس بقاع الأرض مشهد عظيم ومحزن ،فهم يغادرون المسجد الحرام بعد طواف الوداع ودموعهم تترى، وكلهم بلسان واحد وقلب واحد" نحمدك اللهم يا رب" .
وأضاف أن المتابع للحراك السائد في مشعر منى لا يستطيع التفريق بين المستويات الاجتماعية والمادية بين الحجاج إذ تنحسر مظاهر الغنى وتنعدم تراكمات الأعراق والأنساب واللغات والألوان واللهجات.
من جانبه قال الحاج السوداني حامد العطا حمزة إن الأيام التي قضاها في منى وفي المشاعر المقدسة كلها لن ينساها أبدا، وأضاف أنها كانت أياماً مليئة بالروحانيات والإيمانيات، وأنها ستظل خالدة في ذكراه ما عاش حياً، مشيرا إلى أن مفارقة المشاعر المقدسة ومكة عموماً صعبة جداً على النفس، وأنه لم يتمالك نفسه حين ودع منى فانفجر باكياً وانهمرت دموعه بغزارة .وأوضح أنه يأمل أن يكتب الله له حجة أخرى ويزور المشاعر ومكة.