الجامعة قررت حرمانهن من الامتحانات.. ورئيسها قال لهن: 'النقاب تخلف والناس بتضحك عليكم'
المنقبات يتظاهرن في جامعة القاهرة ويلاحقن المفتي وشيخ الأزهر في المحاكم
09/12/2009
القاهرة ـ 'القدس العربي'
شهدت جامعة القاهرة أمس مظاهرة ضخمة نظمتها ودعت إليها طالبات الإخوان المسلمين وعدد من المنقبات،وقد طافت أرجاء الجامعة، احتجاجا على قرار إدارة الجامعة بمنعهن من دخول قاعات الامتحانات بالنقاب.
وعبرت الطالبات عن شعورهن بالإضطهاد والظلم الشديد بسبب الحرب التي تشنها ضدهن الحكومة حيث ترفض الأجهزة المعنية السماح لهن بالإقامة بالمدن الجامعية، كما صعدت إدارة الجامعات في المواجهة حينما أصدرت قراراً يقضي بحظر السماح للطالبات حضور امتحانات منتصف ونهاية العام إلا بعد خلع النقاب.
مسيرة الأمس بدأت من أمام كلية دار العلوم التي تعد معقلاً للمنقبات وانتهت بوقفة أمام حرم الجامعة رفعت الطالبات فيها لافتات تطالب بالتضامن مع حقوقهن، ووقف التصعيد الإداري ضدهن، ومنها 'اليوم يحاربون النقاب، فماذا بعد غد؟' و'يا من يسعى لتحرير المرأة، أليست المنقبة امرأة؟' و'الحرية تحتضر، فهل لها من منقذ؟'، و'بدأوها بالنقاب، وهينهوها بالحجاب'، و'عفوًا إنها حريتي'، و'يا علماءنا، لا تخذلونا'.
وأعرب عدد من أساتذة الجامعة عن تعاطفهن مع الطالبات في مساعيهن الرامية لإرتداء ذلك الزي والتحرك به في أرجاء الجامعة ويسعى عدد من هؤلاء لتقديم إلتماسات لرئاسة الجامعة من أجل انهاء تلك الأزمة في أقرب وقت وقبل بداية الإمتحانات.
واستنكرت الطالبات اللواتي يتعرضن للقمع منذ بداية العام الدراسي الأساليب التي تتبعها إدارة الجامعة ضدهن، حيث بدأ التضييق بمنعهنَّ من السكن في المدينة الجامعية، ومن ثمَّ منعهنَّ من دخول الحرم الجامعي، وكان آخرها منعهنَّ من دخول قاعات الامتحانات وأدائها بالنقاب.
وهددت الطالبات بإقامة دعاوى قضائية جديدة ضد القرار، وأشرنَّ إلى أنهن لن يقبلنَّ بخلع نقابهن مهما حدث.
وتساءلت الطالبات خلال وقفتهنَّ الاحتجاجية عن السبب وراء هذه الحملة، خاصةً وأنهن يرتدين النقاب منذ سنوات، ويسكنَّ المدينة الجامعية دون مشكلة، ويدخلنَّ الامتحانات دون مشكلة أيضا، فما الداعي لهذه القرارات هذا العام.
وطالبت المنقبات لمقابلة الدكتور حسام كامل رئيس الجامعة لمحاولة إثنائه عن قراره، إلا أنه رفض مقابلتهن وقال لهن 'النقاب ده تخلف، وبيخلي منظركم وحش، أنا مش عارف انتوا طايقينه إزاي، دي الناس في الشارع بتضحك عليكم'.
واقترحت الطالبات أن يتم تجميعهن في لجنة واحدة، وان يخلعن النقاب مع وجود مراقبات سيدات، وعدم وجود أي من الرجال باللجان.
وقالت إحدى الطالبات 'أصبحنا نلتمس العذر لحكومتي ألمانيا وفرنسا، اللتين منعتا الحجاب والنقاب في بلادهما، فإذا كانت البلاد الإسلامية تمنع النقاب وترفض ارتداءه، إذًا فمن حق الدول غير الإسلامية أن تحظر النقاب، وإذا كان شيخ الأزهر يمنع النقاب في المعاهد الأزهرية فمن حق وزير التعليم العالي أن يفعل بنا ما يفعل'.
واستنكرت التعامل السيىء لعميد الكلية معهن.
وقالت إنه قال لهن: 'عايزة تمتحني، اخلعي النقاب، ولو مش عايزة يبقي انتي اللي جبتيه لروحك هتقعدي في البيت'.
وفي تصريحات خاصة اكد الدكتور صفوت عبد الغني أن النقاب زي شرعي وليس من المقبول أن تجرم من ترتديه في بلد الأزهر وأن يتم التضييق عليها.
وطالب بضرورة أن يهب رجال الدين وجمعيات حقوق الإنسان للدفاع عن الطالبات المنقبات.
وكانت 12 طالبة منتقبة بجامعة عين شمس قد قدمن طعونًا أمام محكمة القضاء الإداري ضد الدكتور أحمد زكي بدر رئيس جامعة عين شمس بصفته، لوقف وإلغاء القرار الصادر عنه بمنع الطالبات المنقبات من دخول قاعات الامتحانات بالنقاب.
كما طعنت الطالبات ضد الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية والشيخ سيد طنطاوي شيخ الأزهر والدكتور حمدي زقزوق وزير الأوقاف، لعدم تدخلهم لمنع قرار رئيس الجامعة وحرمانهن من إكمال دراستهن الجامعية.
وتورُّط الدكتور حسام كامل رئيس جامعة القاهرة في تنفيذ القرار الجامعي بحرمان المنقبات من دخول الامتحانات بالنقاب، مصرّا على خلع النقاب نهائيّا لدخول قاعة الامتحانات، وأكد لوفد من الطالبات المنتقبات أن النقاب تخلُّف ورجعية.
السيناريو نفسه تكرر مع الطالبات المنتقبات بجامعات المنصورة وحلوان وعين شمس بتعليمات مباشرة من الوزير، وعلى رؤساء الجامعات مجرد تنفيذ الأمر.
وكشف مصدر مطلع بمجلس الجامعات أن التعليمات كانت صارمةً من الوزير لرؤساء الجامعات في الاجتماع الأخير، الذي تجاهل شكاوى الطلاب من اختصار مدة امتحانات الفصل الدراسي الأول، وشكاوى أخرى من تكدس الطلاب في مدرجات وقاعات الدراسة بكليات التجارة والحقوق والآداب، وكان التركيز فقط على حرمان المنقبات من دخول الامتحان بعد أن تمَّ طردهن من المدن الجامعية.
من جانب آخر أعلن عدد كبير من الطالبات المنقبات إصرارهنَّ على ارتداء النقاب، مطالباتٍ بتخصيص لجان خاصة لهنَّ مع جعل المراقبين من السيدات، مؤكداتٍ أن اللجوء إلى قضاء مصر العادل سيكون هو الحل إذا أصرَّ وزير التعليم العالي ورؤساء جامعاته على قرارهم الظالم بحرمانهن من دخول الامتحان بالنقاب، وأكدْن ضرورة التصدِّي للعرْي والملابس الخارجة بدلاً من محاربة النقاب.