طائرة ناسا قد تحدث ثورة في مجال الاتصال
ساعد نجاح تجربة وكالة الفضاء الامريكية في اطلاق طائرة تجريبية تسير بسرعة 5 آلاف ميل في الساعة على زيادة الامال في امكانية حدوث ثورة في وسائل الانتقال في المستقبل.
ولا شك أن وسائل الانتقال تلعب دورا حيويا في حياتنا وقد تؤثر على العديد من القرارات كاختيار موقع المنزل الذي نسكنه والاماكن التي نقضي فيها الإجازات.
ويقول علماء "ناسا" إن طائرتهم التجريبية التي أطلق عليها اسم "إكس-43 إيه" تجعل العالم يبدو أصغر بكثير. وقد أدى نجاح التجربة إلى توقع البعض بأن يأتي يوم تستغرق فيه الرحلة من بريطانيا إلى استراليا ساعتين فقط.
ولكن بعيدا عن اعتبارات التكلفة فإن الحكومات تشعر دائما بالقلق حيال الأثار البيئية لهذه الابتكارات بل إنها قد تعوق استخدام التكنولوجيا التي قد تضر ببيئة الأرض.
وفهل يحمل المستقبل أية ثورات على وسائل الانتقال؟ وما هي الأفكار المطروحة؟ وهل يمكن لها أن ترى النور يوما ما؟
السيارات الطائرة
إن التطور في تقنية الطائرات الخفيفة سيجعل من الممكن أن يقتني كل فرد ما يعتبر سيارة طائرة تحتوي على كابينة مغلقة ونظام تدفئة ومكان لشخصين.
يمكن فصل الاجنحة واكمال الرحلة على الارض
ويمكن الاقلاع بهذه السيارة من حقل أو طريق سريع وعند الوصول يمكن فصل الأجنحة المثبتة واكمال الرحلة على الارض.
وستقلل المحركات المتقدمة التكاليف كما ستحافظ على البيئة.
هل سيحدث ذلك؟
الأمر ليس مستبعدا. فشركة بيجاسوس لصناعة الطائرات الخفيفة تقوم بالفعل ببناء قمرات مغلقة، ويمكن لبعض الطائرات السفر بسرعات تتجاوز 130 ميلا في الساعة لمدة أربع ساعات.
ويقول بيل بروكس رئيس شركة بيجاسوس إن تكلفة الجمع بين طائرة خفيفة وسيارة صغيرة تبلغ نحو 30 ألف جنيه استرليني.
ولكن يقفز إلى الذهن احتمال وقوع حوادث في الجو.
عادة ما تمنع هيئة الأرصاد البريطانية الطائرات الخفيفة من الطيران، ويحظر الطيران إلا خلال ساعات النهار ويجب أن يكون هناك ممر للإقلاع والهبوط بالإضافة إلى أن تعلم الطيران ليس بالأمر السهل.
كما إن هناك تساؤل حول تطوير الماكينات الدافعة التي يمكن أن تجعل السيارة تسير بأمان.
الصواريخ النفاثة
استخدم جيمس بوند الصواريخ النفاثة التي تحمل على الظهر في الهروب من قلعة فرنسية في أحد أفلامه. كما استخدامت في مراسم افتتاح دورة الألعاب الاولمبية في لوس انجيليس عام 1984.
الصواريخ النفاثة باهظة التكلفة
وسيكون باستطاعتك استخدام صواريخ نفاثة، في حجم اسطوانتي غطس تحمل على الظهر، خلال الرحلات القصيرة، ربما للذهاب للتسوق. كما يمكن استخدامهم لتنظيف النوافذ في الطوابق المرتفعة والوصول بشكل غير تقليدي إلى الحفلات.
هل سيحدث ذلك؟
بالرغم من وجود نماذج منها، مازال من الصعب إنتاج نسخ رخيصة الثمن ويمكن الاعتماد عليها في الاستخدامات العملية.
سيارات أجرة بدون سائقين
يمكن لهذه المركبات التي يتم التحكم فيها الكترونيا نقل الركاب عبر مسارات ثابتة.
ووتسير هذه السيارات بسرعة 25 ميل في الساعة وسيتم تأمين مسار سيرها بسياج على جانبي الطريق لمنع وقوع الحوادث.
ولن تكون هناك فترات انتظار لمركبات الأجرة التي ستغادر من محطات ويتم تسديد أجرة الرحلة باستخدام بطاقات مدفوعة مقدما.
وينخفض استهلاك تلك المركبات، التي ستجري على طريق عرضه متر ونصف، للطاقة بمقدار 75% مقارنة بالسيارة و50% مقارنة بالحافلة.
هل سيحدث ذلك؟
هناك فرصة جيدة لظهورها في المستقبل. وتمت تجربتها في كارديف، حيث يأمل مصنعوها في إنتاج 160 من هذه المركبات لتعمل بحلول عام 2006.
ويقول مارتن لوسون المدير التنفيذي لشركة الترا إن هناك اهتماما من مناطق أخرى. مثل بعض المطارات.
ولكن تكمن الصعوبة في إقناع المستثمرين والسياسيين بتأييد المشروع، بالإضافة إلى إمكانية تخريب المركبات.
السيارات صديقة البيئة
ستكون سيارات المستقبل أقل ضررا بالبيئة بشكل كبير وستكون مجهزة بأجهزة مستقبلية لتقليل الحوادث.
ويمكن أن تعمل السيارات باستخدام مفاعل يعمل بوقود المخلفات.
وستبدو السيارات أكثر استدارة حسب قوانين السلامة. وستكون مزودة بمجسات من أجل تتبع المارة والسيارات الأخرى ووسائد هوائية داخلها وخارجها.
وربما يتم تحديد الطريق لها عن طريق الأقمار الصناعية، وربما أمكن التحكم في سيولة المرور عن طريق "الحديث" بين السيارات لتنظيم التدفق المروري، مما يعني نهاية الاختناقات المرورية.
هل سيحدث ذلك؟
تقول جمعية مصنعي وبائعي السيارات إنه تم بالفعل تطوير سيارات تعمل بخلايا الوقود. وتتوقع الجمعية "رؤية نماذج منها بعد عشرين عاما تعمل بالهيدروجين ولن يخرج منها سوى الماء".
ولكن ستمر سنين كثيرة قبل أن تنتشر السيارات الجديدة، وسيستغرق الأمر فترة طويلة قبل أن تؤتي التحسينات التي تم إدخالها على ناحيتي السلامة والبيئة آثارها. ومازالت التكنولوجيا المستخدمة تجريبية. وهناك شكوك في اقتناع شركات تصنيع السيارات بها وقدرتها على إنتاجها.
القطارات المغناطيسية المعلقة
ستقطع القطارات التي تستخدم التكنولوجيا الكهرومغناطيسية المسافة بين المدن بسرعة 260 ميل في الساعة، وهي ضعف السرعة التي اعتاد عليها المسافرون في بريطانيا.
وسيسير القطار على مسارات معينة فوق وسادة كهرومغناطيسية تقلل احتكاكه بالقضبان.
هل سيحدث ذلك؟
يعمل أول قطار من هذا النوع بالفعل بين مدينة شنغهاي ومطار بودونج في الصين. وتم التوصل إلى هذه التكنولوجيا في بريطانيا وأقيم خط بين مطار برمنجهام الدولي ومحطة للسكك الحديدية بالقرب منه. ولكن تم الاستغناء عنه عام 1995 لأنه لم يكن عمليا.
ولكن تكاليف تشغيل هذا النوع من القطارات أجبرت السلطات الصينية على إلغاء إنشاء خط مماثل بين العاصمة بكين وشنغهاي.
وهناك قطارات سريعة للغاية تعمل في اوروبا واليابان وتقترب سرعتها من سرعة القطارات الكهرومغناطيسية ولكن على قضبان.