راعي الإبل يحدثكم من صنعاء ,,, ، لا تلقوا إلي التحية بل ارشقوني بالنعال
والآن دعوني ألملم أنقاضي لعلي أجد أبي أو أمي أو إحدى ابلي أو نفسي .راعي الابل / 17 ديسمبر 2009


راعي الإبل يحدثكم من صنعاء
سيداتي سادتي ابناء الجنوب العربي ، لا تلقوا إلي التحية بل ارشقوني بالنعال ، لقد كنت جاسوسا للأمن السياسي على مدى ست سنوات مضت ، سيداتي سادتي ابناء الجنوب العربي الأحرار ألعنوني قبل كل صلاة وبعد كل صلاة ، لقد قدمت إخواني لقمة صائغة للأمن السياسي ، عددتم أم لم تعدوا فهم كثر ، ضباط وطيارين عاملين ومزارعين شباب وكهول ذكورا وإناث مدافعين عن الحق مساعدين لليتامى والجرحى والمفقودين ، بسببي زجوا في السجون منهم من عذب ومنهم من تم اغتياله ومنهم من ينتظر مصيره المجهول .
سيداتي نساء الجنوب وهن كثيرات اللاتي فقدن آباءهن أو إخوانهن أو أزواجهن بسببي ، دسن بنعالكن على أقذر موقع واتجهن ودسن على موطن القذارة على وجهي ( لقد كنت جاسوسا ) بعت أمي وأبي ، إخواني وأخواتي ،أعمامي وأخوالي و أجدادي ، ديني ودنياي ،ضميري وإنسانيتي بثمن بخس دراهم معدودة سيارة و ثمانين ألف ورتبه ، رتبة لم أكن أهلا لها ولم احصل عليها من خلال كليات أو جامعات أو أي اجتهاد بل حملتها كالحمار وحق علي القول ( كالحمار يحمل أسفارا ) .
سادتي ابناء الجنوب ، لقد غرقت في مستنقع النذالة ولا أستطيع التكفير أو إصلاح ما اقترفت ياداي ، ولم يستطع أيقاضي أي من إخواني أو أهلي حتى استيقظت على فاجعة اليوم التي تم فيها قصف الأبرياء من منطقتي المعجلة ومعوان ، لقد صبت تلك الطائرات حممها على أهلي وذوي و على ابلي ، لم تفرق بين بشر أو شجر ، تلك الطائرات التي أقلعت بحقد عنصري وبحقد مذهبي ثم أطلقت نيران الحقد والنذالة المذهبية على تلك القرى الآمنة ، لقد كان القرار وحسب ما جاء على لسان القادة الكبار سنعلم أولئك النواصب أي قوم نحن .
سيداتي سادتي ابناء الجنوب هذا كلام جاسوس امتهن النذالة والخسة ، يأكل من لحوم الأطفال وضفائر النساء وجماجم الشيوخ والعجزة ، ويدفع ثمنها من خزائن جلاديه ، يشرب دم أطفاله التي أودعت دولارات في خزينة الجلاد ولكنه في حالة صراحة مع النفس .
لقد كان اتخاذ القرار من أعلى راس في الدولة ، عبر سيناريو اقل ما يقال عنه بأنه حيواني حتى النخاع ، همجي من غير حدود ، مذهبي بحقد يصل حد التصفية البشرية ، لقد منعوا ابناء الجنوب ان يقلعوا بتلك الغارة بل اختصروا الطيارين على المذهب الزيدي فقط ، وبما أنهم طيارين ليسوا محترفين ولا يفرقون بين الحق والباطل بين الصواب والخطأ بين ما يجوز وما لا يجوز بين الخير والشر بين الانسانية والحيوانية بين الضمير الحي والضمير الميت ، فقد أولوا جل اهتمامهم بقتل اكبر عدد من ابناء الجنوب بشكل مذهبي وذلك طبقا لأوامر الجلاد بالتصفية الجسدية والعرقية لكل ما يدب في الارض أو يتحرك حتى أغصان الأشجار التي تداعبها نسائم الريح و سلوك طريق الميكيافلية في ان أبيدوا القرى بكاملها حتى تكون عبرة للآخرين .
سيداتي سادتي لست في موقع الناصح أو من يدل الناس على سلك الطريق السوي ولكني اقرب إلى الثكلى التي تؤجر في مواطن البلاء ، صدقوا أو لا تصدقوا فما أنا إلا جاسوس ، لص حقير يتجسس على الآخرين على أهله وذويه ليرتزق بها عند جلاديه أو يبيعها في سوق النخاسة لمن يستطيع ان يدفع حق التخزين أو ليلة سياحية من ليالي صنعاء ، لكن في الحياة مواقف تجبر النفس البشرية والضمائر الانسانية ان ترى الحقيقة وان تصدح بصوت الحق ، وما جرى اليوم من مجزرة همجية مذهبية بشعة لا يخفى أمرها والمقصد منها إلا على أصحاب القلوب الميتة والضمائر المشتراة ، أرجو ممن لا تزال يده بيضاء وقلبه ناصع وضميره به شيء من الإنسانية ان يقف وقفة تأمل لما يحدث هناك ويرى ببصيرته لا ببصره ، والآن دعوني ألملم أنقاضي لعلي أجد أبي أو أمي أو إحدى ابلي أو نفسي .