نقلاً عن :- صحيفة الطريق - 21-4-2009
لماذا الاشتراكي الجنوبي الاحرار؟
د.عبدالرحمن الوالي
معلوم ان الاعضاء الجنوبيين في الحزب الاشتراكي يعملون منذ فترة طويله في اطار الحزب الاشتراكي من اجل تثبيت الحقوق المشروعه للشعب في الجنوب وايقاف اغتيال مشروع الوحده وايقاف تكريس نهب واستباحة واحتلال الجنوب وقد تجلى ذلك بوضوح في مشروع (تيار اصلاح مسار الوحده) حيث كان الامل يحدونا جميعا ان يتفهم نظام صنعاء - المزهو بما اعتبره انتصار في 94م – ويلتفت نحو اصلاح حقيقي لمسار الوحده ليشكل محاوله قويه لانقاذ التدهور المريع لاوضاع شعب الجنوب ومشروع الوحده ، ولكن النظام المليء بالغطرسه لم يلتفت الى كل تلك النداءات والاشارات واعتقد في داخله ان انتصاره في غزو 94م هو (نهاية التاريخ) وانه سيبني امبراطوريه تستمر الف سنه، وهي اكبر غلطه تاريخيه ارتكبها نظام صنعاء وهاهي نتائجها اصبحت واضحه للعيان ممثله في الثورة الجنوبيه (الحراك الجنوبي) .
واذا كان ذلك هو ماقام به نظام صنعاء المتغطرس فلابد من الاعتراف ان قيادة الاشتراكي المركزيه في صنعاء وانصارها قد عملوا ايضا وبشكل كبير على عرقلة مشروع اصلاح مسار الوحده ومحاربته مما جعلهم مصطفين تماما الى جانب نظام صنعاء. ولقد استمر الامر على هذا المنوال لسنين طويله جدا ولازال. ولهذا كانت الدورة السابعه للجنه المركزيه للاشتراكي والتي عقدت في عدن مطلع مارس 2009م هي الفاصل لهذا التلكؤ المقصود حيث اصبح واضحا ان قيادة الاشتراكي المركزيه بنفوذ اغلبيه شماليه ترى مصلحتها في (اصلاح سياسي) فقط للوضع الحالي ولاينوون اطلاقا الوقوف بجديه الى جانب القضيه الجنوبيه وليس ادل على ذلك انه تم مثلا قراءة مفهوم موحد للحزب للقضيه الجنوبيه في البيان الختامي في القاعة امام اللجنه المركزيه (صفحه ونصف) ثم بعد انتهاء الدورة صدر بيان ختامي في الاعلام وهذا (المفهوم) قد تم شطبه بالكامل (اكرر: تم شطب مفهوم القضيه الجنوبيه الموجود في صفحه ونصف بالكامل). وقد مثل البيان الختامي خيبة امل كبيره لشعب الجنوب حيث كان ضعيفا هزيلا ومليء بالمغالطات ولا يلامس بشكل واضح (القضيه الجنوبيه)، ولهذا تداعى مجموعه من اعضاء اللجنه المركزيه واعضاء الاشتراكي من الجنوبيين وارتأوا انه من الصعب في الاطار الحالي للاشتراكي تحقيق شئ مفيد وعملي للقضيه الجنوبيه وحتى لا يكونوا شهود زور ضد قضيتهم الاساسيه قرروا استعادة الاشتراكي الجنوبي والذي هو الاصل في الحزب الاشتراكي واعلنوا عن البدء في استعادة الحزب الاشتراكي الجنوبي (الاحرار).
وبناءا على الوثيقه المقدمه من اكثر من 40 عضو لجنه مركزيه جنوبي الى دورة اللجنه المركزيه المذكورة وبناءا على اعلان استعادة الاشتراكي الجنوبي ( الاحرار) فأن اهم نقاط التباين الاساسيه مع الجنوبيين في قيادة الاشتراكي و الاطار الحالي تتلخص في التالي:
اولا: نريد حزب جنوبي مستقل لأن الاصل هو الاشتراكي الجنوبي – الذي وقع على اعلان مشروع الوحده – لكي يحمل قضية الجنوب بشكل واضح، وبالتالي نحن غير ملزمين بأي صفقات للقياده في صنعاء تعقدها مع النظام في صنعاء ونعتبرها باطله لأنها غالبا تمثل فقط رأي فرع المطالبين باصلاح سياسي بمفهومه المطلبي.
ثانيا: نريد التأكيد ان الجنوب تحت الاحتلال العسكري وان الحل اصبح في استعادة الدوله الجنوبيه وان مشروع الوحده قد تم اغتياله في غزو 94م ودفن بالممارسات التي تلته.
ثالثا: نريد ادانه واضحه لصفقة تأجيل الانتخابات باعتبارها صفقه مشبوهه موجهه ضد الحراك الجنوبي ولأجل دفن القضيه الجنوبيه.
رابعا: نريد انخراط الاشتراكي الجنوبي في الحراك الجنوبي باعتباره جزء منه ومتفق مع كل مطالبه ،ونريد التوقف عن أي هجوم ضد مكونات الحراك الجنوبي
خامسا: التأكيد ان الاشتراكي الجنوبي قد حاول خلال 15 عاما من الاحتلال اقناع نظام صنعاء بالتوقف والتراجع عن ممارساته القاتله لمشروع الوحده والتي كرست مفهوم الاحتلال ولكن نظام صنعاء صم اذنيه عن آلام الجنوب ووضع الجنوبيين رغما عنهم امام احد خيارين فقط لاغير رافضا كل الحلول الاخرى، والخيارين هما :
1) ان يقبلوا العيش كعبيد لنظام صنعاء واطراف التحالف الشمالي
2) ان يسعوا للحريه والكرامه عبر استعادة الدوله الجنوبيه
ولهذا فأنها مغالطه واضحه ومتعجرفه ان يصف نظام صنعاء ابناء الجنوب بأنهم (انفصاليين) بعد كل تلك التضحيات التي قدموها من اجل مشروع الوحده، بينما نعرف جميعا ان الانفصاليين الحقيقيين هم اولئك الذين استباحوا كل شئ في الجنوب واعتقدوا واهمين ان شعب الجنوب سيقبل بالعيش عبدا تحت تهديد السلاح والقوة المتغطرسه وهو امر اثبت الجنوبيون ان الموت اهون واشرف منه.
وفي الاخير نؤكد لاخواننا ان أي تباين للرؤى والافكار والاساليب لايجوز ان يعني الافتراق، ولكن لدينا قناعه ان اساليب واهداف النضال في الجنوب تختلف عن اساليب واهداف النضال في الشمال ولهذا ندعو جميع اخواننا الجنوبيين في الاشتراكي للعوده للعمل سويا في الحزب الاشتراكي الجنوبي (الاحرار) والذي فيه تكون القضيه الجنوبيه بمفهومها الجنوبي هي الهدف الرئيس وبذلك نتحد مع كل ابناء الجنوب.