ما المصير الذي ينتظرنا بعد مجزرة العوالق ؟؟
أبو عامر اليافعي -
لقد
أظهرت مجزرة العوالق في أبين "باكازم" إن نظام صنعاء مازال يمتلك الكثير
من الأوراق والتي يمكن أن يوظفها توظيفا محكما، من خلال اللعب على قضايا
ومشكلات ساخنة ومثيرة، تهم ليس الشأن في الجنوب واليمن والمنطقة بل
والعالم برمته.. ويبدو أنها ليست الضربة الوحيدة التي رمى بها نظام صنعاء
في وجه الجنوب وساسة العالم العربي والدولي .. بل أنها البداية في جدول
محدد سلفاً لعملياتٍ أخرى ظاهرها محاربة القاعدة وباطنها ضرب الحراك
الجنوبي ، مستغلا لهفة العالم في إنهاء خطر تنظيم القاعدة ، وهو ما استطاع
النظام أن يستخدمه استخداماً خطيراً وخبيثاً، أراد من خلاله أن يقنع به
العالم بأنه الأجدر والوحيد القادر في الحفاظ على الأمن والحد من نشاط
الخطر الإرهابي في اليمن والمنطقة.
طبعا كل دولة تهتم بأمنها الخاص والسيادي ومن اجل ذلك فنحن نرى عالم لا
يتوانى في مباركة أي عمل من شانه إضعاف النشاط الإرهابي ولم يسأل أحدا كيف
يمكن أن يكون ما حدث حقيقة وضحايا الحادثة من نساء وأطفال ؟
هلع عالمي وخوف امني يجعل مجرد وجود المصطلحات المثيرة في أي خبر عاملاً
هاماً في الشعور بالرضا، والفرح بما جرى، وهو ما تبين في مباركات دولية
وإقليمية ومن دول كبرى وهامة كالولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية مصر
العربية اللتان أشادتا إشادة كبيرة بما حدث دون حتى محاولة التيقن منه
قتل النساء والأطفال تحت اسم محاربة الإرهاب عمل مقبول ومسوقاً عالمياً
استخدمه النظام واستثمر نتائجه فرحاً مسروراً دون وازع من ضمير أو حتى
إظهار الأسف لمن تفحمت أجسادهم وتناثرت أعضائهم وامتزجت دمائهم بروث
البهائم ورماد المحرقة.
عالم معكوس وبكل ما فيه يمضي إلى الإثم والجنون دون الإحساس بجرم زهق
الأرواح البريئة وقتل آدمية البشر وسيادة منطق القوة والكذب والتزييف.
تلك قضية تستدعي الفكر والإحساس إلى ما هو قادم في مستقبل الحياة في
الجنوب.. بأن العدالة منحورة، والكرامة مهدورة، وطوابير النعوش الجنوبية
مجرورة، إلى
القبور المحفورة .
تلك حقيقة مؤلمة محبطة تبعث اليأس بإمكانية نصرة المظلوم في الجنوب،
ومواساة المكلوم بدفع الخطوب، بهذا الوضع المقلوب.. فهيهات أن يكون ذلك في
عالم لا يعترف إلا بالأقوى وبساسة سادوا الأوطان بالأهواء وأثقلوا شعوبهم
بالأرزاء فكيف يرتجى الاستقامة للظل في أعوادٍ عوجاء؟
وبناءا لذلك.. ما ينتظره الجنوب من هكذا حال مائل ؟ وماذا يجب؟ وما المفروض أن يكون ؟
تلك هي الأسئلة الملحة والتي لا يمكن الهروب منها وحتى إذا.. فالي أين وكيف المستقر؟
مجزرة العوالق في أبين كشفت عيوب الحراك على الملا، وعرت قادته كما نرى،
واستوجبت الحقيقة للحق الأجدى.. بخيارات أعلى، وحلول أخرى، وبعزيمة أمضى.
ولكن كيف ذلك؟
يبقى السؤال معلقاً ومكيفاً للمشهد الذي كم يبدو من: دماء ستسيل ظلماً
وعدواناً، وحقوق أخرى ستسلب كيداً وإمعاناً، وكرامة ستهدر عياناً بياناً،
ومأساة كبرى قادمة هي الأشد إيلاماً.
فهل نسمو على التفاهات؟ وهل نكبر بحجم الأخطار ؟ وهل ندرك ما نحن فيه ؟ وان لم يكن.. فكيف سيكون الحال وإلى أين المفر والمستقر ؟