بي بي سي ـ صنعاء
ادت الحرب في الشمال الى نزوح 175 الفا من مواطنهم
مع مواجهة حرب اهلية في الشمال واحتجاجات مطالبة بالاستقلال في الجنوب وهجمات للقاعدة في انحاء البلاد تعطل عمل حكومة اليمن تقريبا، لكن وزراءها يصرون على ان بلدهم تجاوز ازمات اسوأ في الماضي وان السلطة المركزية ستتغلب في النهاية.
يقول وكيل وزارة التخطيط هشام شرف: "لدينا يمن واحد ودولة واحدة، ولم تستخدم الحكومة بعد كل ما تملك من قوات".
وبالنسبة للحكومات الغربية فان القضية الاهم والاكثر الحاحا هي القاعدة.
وتحتجز الولايات المتحدة حاليا 94 يمنيا في جوانتانامو، اي تقريبا نصف من تبقى في ذلك المعسكر. لكن واشنطن مترددة في السماح لهم بالعودة الى بلادهم لانها تعتبر اليمن معقلا غير مستقر للقاعدة.
اما الحكومة في صنعاء فمعنية اكثر بالحرب الاهلية في الشمال. والصراع هناك مستمر منذ عام 2004 لكنه تصاعد في الاشهر الاخيرة، وفر حوالى 175 الف شخص من هناك بسبب القتال.
وليست مطالب المتمردين بالواضحة تماما، فبعض الزعماء يريدون اقامة امارة اسلامية تستند الى طائفتهم الشيعية، لكن بعض المقاتلين هم من رجال القبائل الذين قد يلقون سلاحهم اذا حصلوا على بعض تنازلات من قبيل شق الطرق وبناء المدارس.
وهناك اجماع في صنعاء على ان الازمة في الشمال يجب ان تحل بالمفاوضات. لكن استراتيجية الحكومة الان هي جعل المتمردين في موقف ضعيف حتى يقبلوا بحل سياسي.
وتعقد الوضع بتدخل القوات السعودية مؤخرا الى جانب الحكومة اليمنية التي تتهم بدورها ايران بدعم المتمردين.
وفيما يستعر الصراع في الشمال، هناك انقسامات سياسية ايضا في الجنوب. ويخرج المحتجون الى الشوارع، غالبا باسلحتهم، كل بضعة ايام مطالبين بالغاء توحيد اليمن الجنوبي مع الشمالي الذي تم عام 1990.
وقال على سالم البيض، رئيس اليمن الجنوبي الحالي ويقيم في المانيا: "هدفنا هو الحصول على استقلالنا وطرد المحتلين من بلدنا".
وترى الحكومة في صنعاء ان بامكانها سحب البساط من تحت اقدام الحركة الانفصالية بتقديم بعض التنازلات السياسية. لكن حتى من يؤيدون وجهة النظر تلك يقولون ان على الحكومة ان تنفذ تلك الاستراتيجية اذا كان لها ان تنجح.
وقال المحلل السياسي عبد الغني الارياني: "اخشى اننا سنشهد تمردا مسلحا في الجنوب، وسنرى وقتها اناسا يرتدون احزمة ناسفة ويهاجمون المباني الحكومية. وهذا على وشك الحدوث الان".
واضافة الى كل المشاكل الامنية، يكاد اليمن ان يفقد موردين حيويين: النفط والمياه. فعائدات النفط تراجعت بنسبة 75 في المئة هذا العام، وان ارجع ذلك الى انخفاض الاسعار العالمية وقلة الانتاج.
اما امدادات البلاد من المياه فتتراجع بسرعة حتى ان مشروعا يموله البنك الدولي توقع ان تنفد مياه العاصمة صنعاء بحلول عام 2025. ومع زيادة السكان في البلاد ينخفض مخزون المياه الجوفية بما بين واحد و12 مترا سنويا.
وقال وزير المياه عبد الرحمن الارياني: "نحن في ورطة عويصة. لقد تجاوزنا مرحلة الدبلوماسية، فازمة المياه تتطلب قول الحقيقة بابشع صورها".
وبامانة مثيرة من وزير في الحكومة، اتهم الارياني علنا ضباطا كبار وشيوخ قبائل، وحتى بعض زملائه الوزراء بالتربح من حفر الابار بشكل غير قانوني.