رائد الجحافيمؤسس الملتقى
عدد المساهمات : 2797
تاريخ التسجيل : 30/06/2008
العمر : 45
الموقع : الجنوب العربي - عدن
| موضوع: الأمريكان في الطريق الى اليمن- صحيفة البيان السبت 2 يناير - 6:32 | |
|
على ما يبدو من ظاهر الأمور، أن الولايات المتحدة تشعر بقلق متزايد من تَحوُّلِ اليمن إلى مقر جديد لتنظيم «القاعدة». ولهذا بدأت تنخرط أكثر فأكثر في الأحداث الدائرة في ذلك البلد. وتفيد المعلومات من مصادر عدة أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، هي التي زودت السلطاتِ اليمنيةَ بالمعلومات الاستخباراتية وبالمعدات العسكريةِ، التي استُخدِمت في تنفيذ الضربة الأخيرة للحوثيين التي أسفرت عن قتل زعيمهم عبد الملك الحوثي بالإضافة إلى 60 من أتباعه.
وتضيف المعلومات أن المخابرات المركزية أوْفَدت خلال العام الجاري إلى اليمن أفضل خُبرائها في مجال مكافحة الإرهاب، لتدريب عناصرِ أجهزة الأمن اليمنية، وثمة إشاراتٌ تفيد بأن البنتاغون ينوي مضاعفة مساعداته إلى اليمن خلال العامِ ونصف العام المقبلين. وتضيف المعلومات أيضا أن الولاياتِ المتحدةَ ودولَ الجوار اليمني، مارست ضغوطا مكثفة على الرئيس علي عبد الله صالح لكي يزيد من نشاط بلاده في مكافحة الإرهاب. ورغم هذا كله هناك شكوك كثيرة لدى البعض حول الدور الذي تسعى واشنطن للاضطلاع به في اليمن، وبعض المحللين يرون أن التدخل الأميركي المتزايد في الشؤون الداخلية لليمن يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية، وتشير بعض المصادر الإعلامية إلى أن تنظيم القاعدة استطاع خلال السنواتِ الأخيرةِ أنْ يُثبِّت مواقعَه في اليمن. الواقع أنه منذ اندلاع الحرب في جنوب شبه الجزيرة العربية والغموض يلف كل شيء هناك، والأسئلة كثيرة حول الأسباب الفعلية لاندلاع الحرب وسبب اتساع رقعتها، وأسئلة أكثر تدور حول الجهات التي تقف وراء الحوثيين وتمدهم بهذا الكم من الأسلحة الحديثة، وحول قدراتهم القتالية ومدى إعدادهم، ثم التداخلات الخارجية التي حدثت، وخاصة على خطوط القتال من عدة بلدان عربية أخرى إلى جانب القوات اليمنية، وهناك متطوعون من بلدان أخرى إلى جانب المتمردين الحوثيين، وعن سبب توغل الحوثيين في منطقة عسير السعودية، وكأنهم يستنهضون الجارة الكبيرة صاحبة أكبر الجيوش في المنطقة ضدهم، وهو أمر مثير للتساؤلات. والغريب في الأمر أيضا، أن الولايات المتحدة الأميركية لم تتحرك في البداية لمساعدة أصدقائها السعوديين في قتالهم ضد الحوثيين، بل ذهب أحد المسؤولين الأميركيين إلى حد اتهام السعودية بـ «الإفراط في استخدام القوة». واقع الأمر في الميدان يقول إن رقعة الحرب الغامضة في جنوب شبه الجزيرة العربية اتسعت، وهذا ما توقعه الكثيرون منذ البداية، وأن كل ما مضى كان فصلا تمهيديا في المسرحية التي يرى الكثيرون أنها معدة سلفا، والآن حان وقت ظهور البطل على خشبة المسرح، وقد صرح بذلك السناتور جوزيف ليبرمان رئيس لجنة الأمن القومي الأميركي، حيث قال إن اليمن صار واحدا من مسارح الحرب على الإرهاب، وأن الوقت قد حان لتدخل الولايات المتحدة الأميركية هناك. ما مضى من أحداث يكشف عن إمكانيات كبيرة لدى الحوثيين، أكبر بكثير من إمكانيات طالبان في أفغانستان في بداية الحرب، ولا أحد يستطيع أن يتوقع مدى قوة الحوثيين فيما بعد. لكن الواقع في أفغانستان يقول إن تدخل القوات الأميركية وحلف الناتو ضد طالبان، زاد من قوتها القتالية وزاد من عدد أفرادها وأنصارها، وباتت طالبان تسيطر على أكثر من نصف أفغانستان. ولا شك أن تدخل الولايات المتحدة في اليمن لن يكون بقوة تدخلها في أفغانستان والعراق، بل أقل بكثير جدا في ظل مشاكلها في البلدين، وبالتالي توقعات فشلها في اليمن أكبر بكثير منها في أفغانستان، الأمر الذي قد يطيل أمد الحرب في جنوب شبه الجزيرة العربية، ربما إلى مدى بعيد يصعب قياسه، ناهيك عن مدى خسائرها، وناهيك أيضا عن الاحتمال الكبير لاتساع رقعتها لتتجاوز اليمن إلى الجوار. وإذا كان البعض قلقا من دخول الأميركيين هناك في اليمن، فإن الكثيرين تقلقهم أكثر إمكانية إخراجهم من هناك في المستقبل غير المنظور. |
|
|