نص كلمة فخامة الرئيس علي سالم البيض لأهلنا في الجنوب المحتل
ملتقى جحاف- متابعات:
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا وسيد المرسلين اجمعين محمد ابن عبد الله وعلى آله وصحبه افضل الصلاة والتسليم ... وبعد :يا أهلنا في الجنوب المحتل ونحن نقف امام حدثين هامين : الاول هو قرار علي عبدالله صالح بتعليق العدوان على صعدة وصدور اشارات صريحة بتحضير عدوان ضد الجنوب والحدث الثاني هو مؤتمر الرياض الذي ينعقد في نهاية الشهر الحالي بعد مؤتمر لندن الذي انعقد فيث نهاية الشهر الماضي وكانت نتائجه قد صبت في اتجاه تدويل الوضع في بلادنا.
نمر اليوم بمرحلة جديدة في غاية الخطورة , فبعد ان قرر حكام صنعاء تعليق عدوانهم على صعدة, هاهم يحضرون الاجواء لبدء عدوان جديد ضد الجنوب . لقد عودنا هؤلاء بأنهم لايستطيعون العيش بسلام مع الآخرين ,وهم لا يجيدون غير إشعال نيران الحروب, التي لم تخلف وراءها غير الضحايا والدماروالويلات والكوارث.
إننا ننبه ونحذر من النتائج المترتبة على هذا السلوك العدواني , وعلى ابواب مؤتمر الرياض نلفت اهتمام الاشقاء العرب والمجتمع الدولي ,الى خطورة النهج المغامر الذي يسلكه علي عبدالله صالح في إدارة الأزمات منذ وصوله للحكم . لقد دأب على إدمان الحروب واحدة وراء الأخرى ولذا فهو يتحمل المسئولية المباشرة أمام الشعب والتاريخ ,في ايصال الموقف إلى هذا القدر المريع من التردي والتدهور على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والانسانية .
لن نعود بعيدا الى الوراء لكي نسلط الضوء على حروبه ومغامراته المجنونة والمتهورة ,التي كلفت خسائر بشرية ومادية كبيرة . يكفي فقط الوقوف اليوم أمام العدوان الأخير على صعدة , الذي خلف حصيلة كارثية في جميع المقاييس , لقد سقط من جرائه آلاف الابرياء من بين المدنيين والقوات المسلحة , كما شرد اكثر من ربع مليون مواطن يعيشون اليوم في الوديان وتحت الخيام ينتظرون القليل من الماء والدواء.
إذا لم تكن هذه المغامرات جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية , فما هي جرائم الحرب في نظر المجتمع الدولي .
إن مصداقية المجتمع الدولي اليوم في الميزان, ومن الخطورة ان يتم المد في عمر هذا النظام المستبد والمغامر , الذي فقد صلاحيته منذ زمن بعيد , ولذا ندعو المجتمع الدولي الى مساعدة الشعب في وجه النظام,من خلال العمل على خلق آلية دولية تضمن حماية ارواح الناس وممتلكاتها , يكون الاساس فيها تجريد النظام من كافة ادوات العدوان والقتل والبطش, والمساعدة على تقديم المجرمين للمحاكم الدولية ,واستعادة الثروات المنهوبة والمودعة في الخارج ,لكي يتم استخدامها في إعادة بناء الاقتصاد .
يا ابناء شعبنا الصامد في الجنوب
إن كافة المؤشرات الواردة من صنعاء تؤكد على ان علي عبدالله صالح اوقف العدوان على صعدة , لكي يدير البوصلة نحو الجنوب بعد ان لمس تنامي قوة الحراك السلمي وانتشاره وتجذره في عموم الجنوب .
وقد كشف خطابه الأخير عن عمق ازمته, ونحن هنا نترفع عن الرد على ماورد فيه من بذائات لاتصدر إلا عن انحطاط عنيق على المستوى الانساني والثقافي والاجتماعي وهو كلام يفتقر للحد الأدنى من التهذيب ولا يعبر إلا عن وجدان شقي مسكون بالجريمة وتنبعث منه روائح دماء الضحايا التي تطالبة بالثأر.
لن نرد عليه لأننا نعرف من أي حالة نفسية يصدر كلامه ,هو مشتت اليوم وضائع , مرعوب وخائف لأنه يعلم جيداًبأن العد العكسي لرحيله قد بدأ,وأن ساعة مصيره المشؤوم ليست بعيدة.
لقد اخافه ان يرى ابناء شعبنا في الجنوب ,وقد وقفوا وقفة عز وثبات وهم ينفذون سلسلة من الفعاليات خلال الاشهر الاخيرة ويرفعون شعارا واحدا هو حق تقرير المصير واستعادة دولة الجنوب المستقلة وعاصمتها عدن الابية .
لقد خاف حاكم صنعاء من اقتراب ساعة طرد جحافل الموت التي نشرها في الجنوب فهو يعرف انه سيفقد البقرة الحلوب ولن يعود لدية مايرشي به ضباطه ومشائخه من ارض ومؤسسات جنوبية.
خاف من ان يخسر نفط الجنوب وثرواته البحرية التي تشكل المصدر الرئيسي لتضخم ثروات اسرته وشراء ادوات القتل والدمار.
واكثر ما اخافه هو قوة الحراك الجنوبي السلمية المنظمة التي عبرت خلال هذه السنوات عن وعي كبير وقدرة على التنظيم والثبات على الهدف والتضحية من اجل تحقيقه.
هو خائف اليوم من رؤية شعب الجنوب وقد كسر حاجز الخوف وقرر ان يسترد حقوقه المسلوبة في وطنه وارضه وثرواته وطرد المحتلين .
يا ابناء شعبنا في الجنوب
أخاطبكم ونحن نقف أمام المرحلة الجديدة التي تتطلب منا اكبر قدر من تنظيم الصفوف واللحمه الجنوبية ووعي خطورة الوضع الراهن .
فنظام صنعاء يحاول اليوم ان يتهرب من دفع فاتورة الحرب في صعدة ويريد ان يمسح عار صعدة في الجنوب ولكي يمول استمراره في ظل اشتداد الخناق من حوله فانه سوف يمعن اكثر في نهب ثروات الجنوب وسيزيد من وتيرة القمع والقتل .
اقولها بصراحة اننا لن نسمح له بذلك وسوف نفوت عليه الفرصه وسنرده خاسرا وسننتزع استقلالنا بعون الله تعالى .
لن نسمح له بأن يعربد مثلما عربد طيلة هذه السنوات في الجنوب وسلاحنا الوحيد هو وحدتنا الجنوبية وتصميمنا على استرجاع حقوقنا مهما بلغ الثمن.
لن تمر الاعيب علي عبدالله صالح مثلما مرت في السابق فوعي ابناء الجنوب لخطورة الوضع الراهن وإدراكهم لإهداف حكام صنعاء المبيتة لاجهاض الحراك الجنوبي هو الكفيل بافشال خطط صنعاء.
يا ابناء شعبنا الابي في الجنوب
أخاطبكم في هذا الوقت وكلي ثقة وايمان بقوة ارادتكم وتصميمكم على التحرير وطرد الاحتلال من جنوبنا الحبيب وانني ادعوكم لتصعيد الفعاليات في يومي السابع والعشرين والثامن والعشرين من الشهر الحالي فبراير.
ليكن هذان اليومان يومي غضب جنوبي يسجلان في تاريخ الجنوب الحافل بالمآثر ,واطلب منكم بجانب رفع علم دولتنا أن ترفعوا اللون الاخضر لون الامل والاستقلال القادم ان شاء الله
انتم مدعوون في هذين اليومين لتوجيه رسالة الى الاشقاء العرب وممثلي المجتمع الدولي المجتمعين في الرياض , تعيدون فيها التأكيد على رفضكم للاحتلال , وعلى تمسككم بحقكم في تقرير مصيركم .
ان صدى هذه الرسالة سيكون كبيرا ومعبرا مثلما كان في الرساتلة التي بعثتموها الى مؤتمر لندن, ولهذا فإن وحدة الصف مطلوبة قبل اي شيء آخر.
انني اهيب باهلنا في الجنوب النساء وارجال والشيوخ والشباب والأطفال أن يؤكدوا لحاكم صنعاء من خلال وحدتهم الجنوبية أنهم متمسكون حتى الرمق الأخير باستعادة دولتهم وعاصمتها عــدن.
وفي الختام لابد من التأكيد على نقطة هامة ,وهي تتعلق بمصداقية الموقف الدولي من علي عبدالله صالح , إنه اليوم على المحك ,ولكي تستجيب الإرادة الدولية لمعاناة اهل الجنوب ,فإن المطلوب تحديد موقف من حق تقرير مصير شعب الجنوب.
واخيرا لاننسى ان وقود مسيرتنا الظافرة هم خير البشر انهم الشهداء والجرحى والمعتقلين الذي نحني هاماتنا لهم فلهم الفضل ولهم علينا كل التقدير والرعاية لاسرهم .
الرئيس علي سالم البيض