قضيـــــــــــــــــة بلا رجـــــــــال
بقلم :نور العيد
قرأت في الصحف مناشدة ام ترجو مساعدتها في علاج ابنها من رصاص
مجهولين في الجنوب لانها اسرة فقيرة غير قادرة على دفع التكاليف في
المستشفيات ، لا أحد يفرح بمنظر أم تبكي لعجزها ماديا عن علاج ابنها الا
اذا كان عضوا في جيش مستعد لقتل أناس أبرياء بموجب فتوى، وكان المصاب
كافراً اخر.
حولت نظري بسرعة عن صورة الام الشمالية
الباكية، وأغمضت عيني وفكرت في أم جنوبيه بكت مثلها. منذ 2 ابريل 2008 فقط
بكت اكثر من مئتي أم جنوبيه، وقلة منهن بكت على مقاتل، فالغالبية العظمى من
الضحايا كانت من الحراك السلمي، ومن بين هؤلاء 100 قاصر، أي دون 15 سنة (
مقابل صفر من القصر الشماليين في الفترة نفسها ). أو ربما فكرت في مئة من
ألأمهات الجنوبيات اللواتي راح بعلهن ضحية نظام مغتصب لأرضه وثروته فأضحوا
أرامل بدون معيل او في المعتقل لخمس او عشر من السنين. ناهيك حسب تقديرات
منظمات حقوق الانسان، ان اكثر من 4000 الاف شخص في المعتقلات اليوم وهذا
يضيف القلق الطارف الى جانب القلق التليد عند الامهات.
هل
ازيد على هؤلاء الجنوبي فارس زيد عبدالكريم طماح الذي قتلته رصاص
النظام في سجن بالمعلا عمدا في الاول فبراير 2010- بشق رأسه وتهشيم خصيته
والضرب بالة حادة على أنحاء جسده، ثم الادعاء بانه انتحر بعد خطف المسدس من
ضابط التحقيق الذي ولى هاربا بعد الجريمه. والتهمه التي وجهت اليه دون
محاكمه هي الاستماع للمطرب الرقيق عبود الخواجه في سيارته التي قدم بها من
السعودية الى الحبيلين حيث أمه تبكي عليه.
نظام صنعاء سلطة
مغتصبة للجنوب باسم الوحدة التي ماكان لها ان تقوم اصلا، الا انها قامت
بحرب 94 فاغتصبت ثروة الجنوب لصالح الشمال، وعندما ناضل الجنوبيون سلميا
لاستراد دولتهم المسلوبة لم يقبل مغتصبو الشمال كيف يمكن أن يتهم انسان
يحاول تحرير أرضه المحتلة منذ 16 سنة بانه خارج عن الشرع والقانون، ثم يزعم
القاتل المحتل ان أفراد جيشه تقاة مخلصون لله والوطن وهم يسفكون دماء
الأبرياء من الجنوبيين بدم بارد بفتوى من علماء اليمن، الذي يباركون النظام
في كل جريمة قتل للجنوبيين، فصورة الجمهورية العربية اليمنية اليوم هي
انها دولة مغتصبة لثروات الجنوب باسم الوحده، وهذا أسوا من الاحتلال.
حتى
الإدارة الأميركية بدأت تتراجع عن العلاقة مع النظام التي دمرت سمعة
امريكا وأضرت بمصالحها. وكلنا سمعنا كيف أهانت لندن الرئيس المغتصب بتخصيص
ساعتين لليمن في مؤتمر يحضره ممثلو 29 دولة حول العالم، الا ان هذا لايحتاج
الى تكرار اليوم، فأختار من شهادة أستاذ العلوم السياسية في المعهد
الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية السعودية في الرياض الدكتور اسعد
الشملان في إحدى الفضائيات حين قال" إذا لم تقم اليمن بإصلاحات سياسية
واقتصادية جوهرية، فقد تصبح دولة مخفقة . ولا يوجد حل سحري لإنهاء مشاكله،
واليمن ، بعيدة جدا في أن تكون عضو في مجلس التعاون".
نحن
الجنوبيون قلنا عن نظام الشمال ما أصبح العالم كله يقوله، والصحف الغربيه
تعبر عن مصالح بلادها في المنطقة، الا انها تعبر عن رأي كل الجنوبيين، أما
رأيي انا فلا ازيد سوى ما قاله د.محمد حيدرة مسدوس عن صديق انه سأل الشيخ
العماد ، قائد الجبهة الإسلامية في المناطق الوسطى سابقا عن رأيه في قضية
الجنوب و رأيه في مشكلة صعده ، وقال العماد ان القضية الجنوبية هي قضيه
سياسية شرعا و قانونا بامتياز و لكنها بلا رجال ، أي بلا قيادة . أمّا
مشكلة صعده فهي باطلة شرعا و قانونا و لكن لها رجال .... الخ
لذلك
اختتم بما قاله المناضل المفكر د.محمد حيدرة مسدوس في مقالته الاخيرة
"توضيح ثالث للحراك" "على السياسيين الجنوبيين الاعتزاز العلني بقضيتهم
والتوحد العلني من حولها و إعلان قيادتهم السياسية لها".
وأضيف
ان المشكلة في طريقها الى الحل وفق التطور الذي لا يسير في خط مستقيم كما
في قانون سلب السلب.