رائد الجحافيمؤسس الملتقى
عدد المساهمات : 2797
تاريخ التسجيل : 30/06/2008
العمر : 45
الموقع : الجنوب العربي - عدن
| موضوع: نحن ومتطلبات المرحلة - بقلم/ عمر باعوم السبت 21 مايو - 11:58 | |
| عمر حسن باعوم لا شك أن ما يجري الآن من تطورات متسارعة تشهدةها المنطقة العربية قد أحدث تغيّراً ملحوظاً على المشهد السياسي مما أدى إلى الدفع بكل الأنظمة الدكتاتورية بأن تتماشى مرغمة مع كل هذه التغيرات سواء كان من أجل امتصاص هذه الهبة الثورية المباغتة أو من أجل احتوائها بكل ماتملكه من حيل قد عفا عنها الزمن وشرب والتي أصبحت أغلالاً و التي اكتسبتها في فترة حكمها سواء كان إرهاب فكري وغيرها من الأساليب.. وأيضاً استخدام سياسة الأمر الواقع, وهذا ما يعني أنها ستعتمد على ما زرعته من الترسبات الفكرية في فترة حكمها مما يعني أنها ستحاول ضرب أي قوى تحررية ببعضها البعض, وهذا لا يعني أن تلك القوى لا تملك الجدارة في إدارة وقيادة هذه الثورات التحررية, ولكن عندما تجتمع كل القوى بمختلف مشاربها الفكرية والسياسية وأيضاً ظهور فكر الشاب العربي الذي كان مغيباً تمام في كل مجالات الحياة والذي أشعل فتيل الثورات التحررية والذي يطمح لأن يكون العنصر الحاضر والفعّال و أن يكون مُستوعب من الكل وأن تتاح الفرصة له لكي يشارك في بناء الدولة المنشودة وخاصة المرحلة الراهنة والمستقبلية ومما لا شك فيه ستكون ترسبات الفكر الذي صنعته الأنظمة الدكتاتورية هي التحدي الأكبر في وجه أي ثورة. وإن ما يجري الآن في الجنوب وما تتعرض له قضية الجنوب من تهميش وإقصاء كان سببه التفتت الواضح بين القوى الجنوبية والذي لم يقف عند هذا الحد بل امتد وتغلغل إلى داخل كل مكون من مكونات هذه القوى وبالتالي أصبحت القضية الجنوبية بين مطرقة أحزاب وتكتلات الجمهورية العربية اليمنية وسندان الخلافات والانقسامات الجنوبية الجنوبية! ويعود السبب الرئيسي برأيي لهذه التشظيات والانقسامات لعدم استيعابها لبعضها البعض ولعدم تقبلها لكل الآراء والتوجهات والأفكار التي تعود لفترة الحكم الشمولي للحزب الاشتراكي الذي حكم لمدة 27 عام وعمل خلال فترة حكمة على إسكات كل الافكار والتوجهات والعمل بشعاره (لا صوت يعلو فوق صوت الحزب) وبالتالي ضرب بيد من حديد كل القوى الأخرى صاحبة الفكر والتوجه المغاير له وفي حقبة الحكم الشمولي عانى الشعب الجنوبي من الإرهاب الفكري وبعضهم تأثر وإن كان مرغماً, ومن ثم أتت دولة الوحدة التي لم تستمر إلا أربع سنوات ومن ثم تحولت الوحدة إلى احتلال إستيطاني بشع بكل ماتحمله الكلمة من معنى. وعند بداية الحركة الشعبية التحررية التي بدأت في عام 2007 بعد 13 عام من احتلال الجنوب والتي كانت تواجه عقبات وصعاب نتيجة لترسبات الحكم الشمولي وفترة الاحتلال التي كان لها الدور الأبرز في صنع التفكك والتشظي بين أبناء الجنوب, وللأسف كانت العقلية الإقصائية التي لاتستطيع استيعاب المرحلة موجودة مما أدى إلى خلق العديد من المكونات والمجالس الضعيفة والواهنة مما أعطت هذه الانقسامات الفرصة للقوى اليمنية المتمثلة في حزب الإصلاح وأحزاب اللقاء المشترك في اختطاف القضية الجنوبية تارة وتهميش القضية الجنوبية تارة أخرى. ولهذا يجب على كل أبناء الجنوب أن يدركوا ماذا تطلب منهم المرحلة ومايتطلب منهم عمله واستيعابه من خلال التعاطي بمعطيات القرن الواحد والعشرين والعمل بمعطياته ومعطيات المرحلة الراهنة التي تتطلب تكاتف كل القوى الجنوبية بمختلف التوجهات وأن يكون الشعور بالمسؤولية الوطنية حاضر وأيضاً صوت العقل والمنطق وأن يجلس الكل في طاولة واحدة عندها وبكل تأكيد سيصل الكل لنقطة إلتقاء. |
|