في الوقت الذي نعبر فيه عن سعادتنا الغامرة وفرحتنا العظيمة بعودة قائد مسيرنا حراكنا السلمي النضالية لتحرير أرض الجنوب واستعادة دولته المستقلة، المناضل الجسور حسن أحمد باعوم، بعد رحلة طويلة من عزيمة الصمود وقوى الصبر والتحدي في مواجهة عذاب السجون ووحشية سلوك الحقد والانتقام، ومن قسوة القهر النفسي والتعامل اللاإنساني من قبل سلطة البغي والاستكبار، ونظام همجي وقبلي متخلف ليس له قيم وأخلاقيات دينية وإنسانية، سوى طبائع السلب والنهب وثقافة الفيد وجمع الغنائم، فأننا في الوقت نفسه نحيي بأجلال وبكل معاني التقدير والتبجيل والاحترام، المواقف البطولية والقدرات الرفيعة، التي سجلها هذا الزعيم الاسطورة في تاريخ العزة والشموخ لشعب الجنوب، رغم المعاناة من الام جسده المثخن بالجراح، وظروف حياة العمر المتقدم لما فوق 78 عاما.. فحياتك النضالية أيها الرمز والنموذج المتفرد بروحك النقية وبسالتك النادرة، تمنح مناضلي حراكنا السلمي بقيادته وقواعده الشعبية أروع دروس الكفاح وأبلغ درجات التضحية في سبيل الحرية والكرامة واستعادة الأرض المحتلة والدولة المسلوبة.
فمرحبا بك وبأبنائك وبأفراد أسرتك الكريمة إلى أرض الجنوب الغالي.. موطنك ومهد الإباء والأجداد لكل أبناء الجنوب.. واهلا فيك لتواصل مع شباب الحراك ورجاله ونساءه وقواه الحية السياسية والاجتماعية مسيرة النضال السلمي لتحقيق أهدافهم المشروعة ومطالبهم السياسية العادلة.
وعليه فإنه من الواجب علينا أفرادا وجماعات في ظل هذه الأوضاع المتموجة والمجريات السائدة بتقلباتها المتناقضة، ومخاطر المؤامرات المحدقة بقضيتنا الجنوبية، والتي تديرها وتدعم مخططاتها مراكز متعددة النفوذ والاطماع بثروات وخيرات شعب الجنوب، أن نعمل جميعا تحت قيادتكم في الداخل، والقيادات الجنوبية في الخارج المقتنعة قولا وعملا بالنضال السلمي لتحرير الجنوب واستعادة دولته المستقلة، وأن نكون عند مستوى المسئولية التاريخية وذلك بالعمل المخلص والنشاط المتفاني في مختلف المجالات وبحسب الكفاءات والقدرات الممكنة والمتاحة، وبصورة مجردة من الذاتية، ومن الشطحات الاستعراضية والتجاوزات المربكة للعمل السياسي المنظم والمبرمج وفق آليات مدروسة تقوم بها وتتولى تنفيذها هيئات ومؤسسات منتخبة أو مكلفة، تمنح الثقة بقدراتها وجدارتها في تحمل المهام الآنية والعاجلة.
وفي هذا السياق نأمل منك كرئيس للمجلس الأعلى للحراك السلمي ومن نوابك وقيادات المجلس دراسة هذه المقترحات، التي يمكن بها تجاوز الاخفاقات والهفوات السياسية التي وقعت في الفترة الماضية والاستفادة القصوى من الإمكانات المتاحة لتعزيز قوة وحدة الحراك ورفع عزيمة ومعنوية مناضليه الأبطال وهي:-
1- دراسة الظروف الموضوعية لاتخاذ العاصمة عدن مركز استراتيجي لقيادة المجلس الأعلى في إدارة وتسيير النشاط اليومي للحراك في عدن والتواصل مع قياداته في المحافظات الجنوبية.
2- توزيع المهام التنظيمية بين نواب المجلس بحسب الخبرة والكفاءة والحرص بعدم تجاوز الضوابط والصلاحيات المخولة لكل منهم.
3- تشكيل مجلس استشاري كمرجعية يتم انتقاءه من الشخصيات السياسية والاجتماعية ومن الكوادر المتخصصة في مختلف المجالات القانونية والحقوقية والعسكرية والأمنية والدبلوماسية والأكاديمية والثقافية والاقتصادية أو وفق معيار يعتمد على الاعتبارات المهنية المطلوبة لذلك، على أن يكون هذا المجلس متجانس ومشهود لأعضائه بالحكمة والوقار، ولا يجوز لرئيس المجلس أو نوابه اتخاذ القرارات المهمة إلا بعد التشاور والتنسيق مع المجلس الاستشاري.
4- يكلف رئيس المجلس ونوابه لجان عاملة أو سكرتارية لمتابعة القضايا المتعلقة بنشاط المجلس وتقديم التقارير حول مستوى تنفيذ المهام المكلف بها.
5- التنسيق مع رؤساء المحافظات ونوابهم فيما تقتضيه المرحلة النضالية، والرعاية والتوجيه بما يعزز دور كل منهم بحسب خصوصية محافظته.
6- الأشراف على نشاط منظمات المجتمع المدني في عموم مديريات ومحافظات الجنوب وتقديم الدعم الممكن لتفعيل دورها الجماهيري والاجتماعي، وعلى وجه الخصوص المنظمات الشبابية والطلابية، واتحاد النساء والنقابات العمالية والاتحادات المهنية وغيرها.
7- التحاور مع المكونات السياسية الحزبية والشعبية المنضوية أساسا في النضال السلمي للحراك الجنوبي، والبحث عن القواسم المشتركة سواء كان ذلك للتوحد والاندماج بقناعة وشفافية، أو أيجاد صيغة توافقية تساعد على تسخير الطاقات والامكانيات لما من شأنه النضال في سبيل تحقيق الهدف الاستراتيجي للحراك السلمي.
8- التواصل مع القيادات الجنوبية في الخارج والتشاور معها حول الأوضاع والمستجدات الداخلية والخارجية، والمتصلة بالشؤون العامة والخاصة للحراك، وبما تستدعيه الضرورة السياسية لتأمين مستقبل القضية الجنوبية وحتمية انتصارها، بمشيئة الله تعالى..