سابعا: غنائم البسط على أراضي محافظتي عدن ولحج.

كشفنا في الحلقة السابقة(3) ما تيسر من عمليات البسط والاستحواذ على أراضي مزارع دولة الجنوب الخصبة، وعلى أراضي التعاونيات والجمعيات الخاصة وبينا إجمالي مساحاتها حسب المعطيات المتاحة من مصادرها الرسمية تقدر بنحو 91,663 فدانا أو 36,749 هكتارا.

تم توزيعها من قبل نظام صنعاء بطرق غير مشروعة معتمدا على القوة العسكرية والغلبة السكانية، وحول عمليات البسط على المخططات السكنية والسياحية في محافظة عدن وعلى المخططات الصناعية والزراعية في محافظة لحج، فسنعرض ما تيسر منها في هذه الحلقة والتي التصرف بها ومنحها لكبار المتنفذين تحت مزاعم تعويضهم لما قدموه وساهموا فيه من تموين مادي ومعنوي للمجهود الحربي في جريمة احتلال محافظات الجنوب، وما ترتب بعد ذلك من استباحة لسيادية شعب الجنوب على أراضيه والهيمنة الاستبدادية على موارده الغنية بالخيرات والثروات، وهي التي جعلت أولائك المتنفذين يتحولون من حالة الفقر والعوز إلى ما هم عليه اليوم من أصحاب الوكالات والبنوك والشركات التجارية، فمن نهب ممتلكات دولة الجنوب، ازدهرت المدن الشمالية واتسعت بشوارعها ومبانيها وجسورها، بينما حدث العكس تماما لمدينة عدن وعواصم المحافظات الجنوبية.

وقبل أن أضع بين يدي القراء الكرام الحقائق المدعمة بالأرقام، أود الإشارة إلى حكاية واقعية حدثه قبل الوحدة الاندماجية، وتحديدا عندما أجريت عملية تبادل الزيارات الرسمية بين وفود ومسئولي حكومتي الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.

فعندما حل وفد (ج.

ع.

ي) ضيفا على عدن عاصمة (ج.

ي.

د.

ش) قام الوفد اليمني المؤلف من الوزراء والقادة العسكريين والمشايخ وزعماء القبائل بجولة استطلاعية في مدينة عدن، وأثناء مرورهم على شواطئ سواحل جولدمور وأبين والغدير بالبريقا، سائل أحد الشيوخ المرافق الجنوبي عن من يمتلك هذه المساحات السياحية والأراضي الساحلية، فجاءه الرد من المرافق على أنها أراضي مملوكة للدولة ولأصحاب المنطقة الساكنين فيها.

فقال الشيخ مندهشا وهو يزرط لعابه يــا (للنهبة) ومعناها حسب المفهوم القبلي المتخلف بأنها أرض مشاعة ومباحة للنهب والبسط غير المشروع !!؟؟.

ومن خلال هذا التعبير الفطري لنوازع الفيد تحقق لذلك الشيخ ما أراد بعد الاحتلال.

فقد صرفت له أرضية بساحل العشاق جولدمور مساحتها 8,330 متر مربع أي 8,2 كم2. كما وزعت له مساحات أخرى في مناطق متعددة ضمن مجاميع المتنفذين على السواحل والشواطئ البحرية لمحافظة عدن والبالغ عددهم 323 شخصا (متنفذا) تقدر المساحة الإجمالية المستحوذين عليها حتى عام 2000م بحوالي 1,080,412 متر مربع وتعادل 1080,4 كيلو متر مربع، وهي بذلك تفوق المساحة الكلية لمحافظة عدن البالغة ألف كيلو متر مربع.

وهذا يعني أن 323 من المتنفذين منهم 18 فقط من الجنوبيين المحسوبين على نظام سلطة صنعاء يستحوذون على أراضي واسعة من م/عدن ومن محافظتي لحج وأبين، وهو ما يعرف توصيفا بمثلث رأس عمران/ الرجاع/ العلم ؟؟.

أنظر الخريطة التقريبية رقم (1).

خريطة (تقريبية) رقم (1) تظهر مثلث المساحة المنهوبة التي استحوذ عليها رموز المتنفذين لنظام سلطة صنعاء بقوة النفوذ العسكري والقبلي، وهي المساحة المعروفة بمثلث (رأس عمران – الرجاع – العلم.

مصدر الخريطة عن جوجل أرث Google Earth والمثلث عمل الباحث.

وتأكيدا على ما تكشفه الوثائق المتاحة من عمليات البسط والاستحواذ على أهم المناطق السياحية والسكنية والتجارية في م/ عدن، يمكننا أن نعرض في الجدول رقم (9) على أبرز المتنفذين سواء كانوا أشخاص أو شركات أو هيئات وهمية تهيمن على حوالي 615,721 متر م2، وتعادل 615,7 كم2 وذلك كما يلي:- جدول رقم (9) يبين أبرز اسما المتنفذين اليمنيين والمستحوذين على أكبر مساحة من أرضي محافظة عدن والذين منحت لهم من قبل نظام الاحتلال اليمني بعقود غير مشروعة، معظمهم من التجار ومشايخ القبائل والقادة العسكريين وغيرهم من رموز الفساد اليمني.

رقم الوثيقة عقد الصرف الموقع المساحة (م2) اسم المتنفذ ع/م/م/140/ 2000م مجان عدن/ العريش 176,500 1- هائل عبد الحق بشر ع/ م/م/ع/141/2000م مجان عدن/ العريش 63,500 2- عبد الكريم ع- الرفاعي ش/ب ر/4922/99م إيجار عدن/حاشد-المنصورة 50,525 3- حامد عمر الكاف ع م/م/ت/ 143/2000 مجان التواهي/جولدمور 44,504 4- هائل عبد الحق بشر ع م/84/ م ص/97 تمليك عدن/ المنصورة 42,445 5- شركة الوديان ؟؟؟ ع م/م/58/م د/97 مجان الشيخ عثمان خ/الصالة 37,500 6- محمد حسن السوادي ش/م ص/4900/ 99 إيجار عدن/ المنصورة 33,739 7- وكالة البحر الأحمر ؟؟؟ ع م/ 61/ع/ 97 تمليك عدن/ العريش 34,000 8- بشر عبد الحق بشر ع م/م/57/ م د/ 97 مجان عدن/ الممدارة خ/ الصالة 28,500 9- محمد حسن السوادي ع م/م/ 60/ خ م/97 مجان التواهي/ جولدمور 20,500 10- عبد الله صالح سبعه ص/خ م/ 655/2001 إيجار خور مكسر ساحل أبين 17,137 11- نبيل محمد علي الخامري ش/ع/3612/98 إيجار الممدارة/خلف الصالة 15,750 12- علي أبو بكر عجرمة ع م/م/ت/ 144/2000 مجان التواهي/ جولدمور 14,168 13- عبد الكريم ع- الرفاعي ع م/ م/ع/142/2000 مجان عدن/ العريش 14,000 14- حسين أحمد عوض ش/م د/4884/4980/99 إيجار الممدارة/خلف الصالة 22,953 15- محمد يحيى أبو الرجال 615,721 الإجمالي المصدر:- http://www.adengulf.net/index.php?pa..

s&news_id=3290 ومن خلال التأمل إلى هذه الأسماء وأرقام المساحة ومواقعها، فربما يكونوا هم أنفسهم من شملتهم قائمة الخمسة عشر في تقرير الأستاذ د.

صالح باصرة/ واللواء عبد القادر هلال.

والذي يعرف بتقرير فضيحة أراضي عدن، حيث سيسجل التاريخ للأستاذ الدكتور باصرة مدى الجرأة والشجاعة في تخيير المخلوع علي عبد الله صالح بين هؤلاء المتنفذين أو معالجة مشاكل الأرض بالتخلص منهم حفاظا على الوحدة المعمدة بالدم والاحتلال.

وإذا حسبنا حسابنا حول هذه الجريمة لوجدنا أن ما بحوزة الأسماء المذكورة في الجدول تصل نسبتها إلى 56,9% من إجمالي المساحة المستحوذ عليها بالقوة من أراضي الثلاث المحافظات.

أما إذا قارنا نسبتها من مساحة م/ عدن فأنها تمثل نسبة 61,6% من مساحة المحافظة.

وما يثير الغبن والقهر لكل شاب جنوبي يعتز بانتمائه لوطنه الجنوب، أن يكتشف نفسه غريبا منبوذا لا يجد موضع قدم يني فيها عشا أو كوخا وليس بيتا يضمن فيه لنفسه وأبناءه من بعده العيش حرا كريما في عاصمة الجنوب الحبيبة (عدن) بينما عتاولة الفيد والفساد يمتلكون هذه المساحات الشاسعة يشيدون عليها المدن والحدائق والقصور والمزارع وما لا يخطر على البال من تسلط واستبداد.

فلك أن تتخيل صاحب الرقم الأول (هائل عبد الحق بشر) من أعطاه الحق في البسط والاستحواذ على مساحة 176,500م2 في منطقة العريش ؟؟ ومساحة 44,504م2 في التواهي (جول دمور) وأخوه بشر أيضا مساحة 24,000 م2 في العريش ؟؟.

فكيف يمكن لنا أن نعيش في وطن نرى فيه عزتنا وكرامة وجودنا ومصدر عيشنا، قد سلب منا وانتزعت بالقوة من بين يدينا.

فصار ملكا ومرتعا لعربدة الغزاة والمحتلين؟؟.

فهذه الكشوفات التي بحوزتنا ليست سوى بعض ما تيسر من تسريبات منشورة وموثقة بتفاصيلها ومرجعياتها تشتمل على بعض من كشف عنهم ستار الفضائح الإجرامية بحق شعب الجنوب الصابر على الضيم وجور الاستبداد !!.

وهي كشوفات بأسماء المتنفذين الذين كان لهم الحظ في مكرمة الاستحواذ خلال الأعوام 1997- 2000م، في حين يعلم الله كم هي السجلات والقوائم الخاصة والعامة التي تحتوي على أسماء جميع من بسطوا بالقوة أو صرفت لهم مساحات كبيرة من أراضي عدن وفي بقية المحافظات الجنوبية الأخرى خلال سنوات الاحتلال وحتى يومنا هذا ؟؟؟!!!.

أن الذاكرة الجنوبية التي أفاقت بحراكها السلمي الحضاري، ما زالت محتفظة بكل مظاهر التصرفات العبثية ومدونه في تلابيب وجدانها تلك الأساليب الدنيئة والبلطجية، والتي مارسها رموز البسط والهيمنة غير القانونية، عندما كان معظم المتنفذين أن لم يكونوا جميعهم يعتدون بالقوة على الأراضي البيضاء العامة والخاصة بمواطني عدن ولحج وأبين وشبوة وحضرموت والمهرة وجزيرة سوقطرة، وهم معززين بفرق الحراسات العسكرية والأطقم المجهزة بالرشاشات والأر بي جي (R B G) وهم في حالة هجوم كاسح ينتشرون فوق مساحة من الأرض البور مصحوبين بالجرارات والشيولات لمسح الغنيمة (الأرض) دونما خوف أو خجل، وبدون مراعاة لأنظمة وقوانين ولا شعورا بسيطا باحترام حقوق ملكية أبناء الأرض المقهورين.

وعندما يندفع ملاك الأرض والأهلي المستفيدين منها لمواجهة المعتدين وهم عزل من السلاح وبصدورهم العارية، يفاجئون بالاستفزازات والقمع والمداهمات على حرمة قراهم وبيوتهم وفي أغلب الحالات يتم إطلاق الرصاص بصورة متعمدة ويروح ضحية تلك التصرفات العديد من الأبرياء ما بين قتيلا وجرحا.

والغريب بعد كل ذلك تتدخل أجهزة السلطة ونظامها القبلي للوساطة ومعالجة النتائج العدوانية ضد المواطنين الجنوبيين وأملاكهم بطريقة التعويض المادي البخس والمستهتر بحقوق الناس، وبهذه الطرق الاحتيالية والاستعلائية يتم للمتنفذ البسط ووضع اليد على المساحة التي اعتدى عليها !!؟؟.

وحتى لا نتهم بما يروق لأجهزة السلطة من اتهامات كيدية، فالأدلة والبراهين على صحة ما أشرنا إليه من حقائق عن ما تيسر من كشف الحساب، فالأمر متروك لصحيفة القضية والمواقع الكترونية الجنوبية في نشر الكشوفات الخاصة بما لدينا من أسماء المتنفذين، والتي نضعها بين يديهم الطاهرة.

وفيما يتعلق بالبسط والاستحواذ على أراضي محافظة لحج، فسنعرضها في الحلقات القادمة بمشيئة الله.