أبين .. حرب ممنهجة واستمرار لزرع الالوية في خاصرة الجنوب ... د / حسين العاقل
د. حسين العاقل
منذ أن وأد النظام الوحدة اليمنية وأسقطها بالقوة العسكرية عام 1994م ، ومحافظات أبناء الجنوب ومدنهم وقراهم تتعرض لتسلط هذا النظام ، واستبداده ،وفساده وبطشه الدموي. فلم يكتف النظام، بإقصاء الآلاف منهم من وظائفهم المدنية والعسكرية، بل زرع ألويته العسكرية وترسانة أسلحته، وقواه الأمنية المختلفة في خاصرة كل مدينة وعلى بوابة كل قرية. فعسكر الحياة المدنية ، وقمع السكان ، وقتل العديد منهم رجالا ونساء ،أطفالا وشيوخا ، وهدم المنازل على رؤوس ساكنيها ، ونهب ثرواتهم ، وتوزيع أراضيهم على قادتـه وعصاباته من المتنفذين والانتهازيين . لقد هدم هذا النظام أركان الدولة المدنية الحديثة في الجنوب ،وداس على كل قيم التنوير ، وأطفأ مشاعل الحداثة في عدن وحضرموت ولحج وأبين وغيرها من المحافظات الجنوبية .
لقد استمات النظام من أجل تكريس قيم التخلف وإعادة إنتاج بنية نظام الجمهورية العربية اليمنية من خلال بث الفرقة بين أبناء المحافظات الجنوبية ، واستغلال نتائج صراعاتهم السياسية السابقة ، فأحياء التطرف ،والثارات الشخصية ، والنعرات القبلية .
وفي الوقت نفسه ،دأب النظام على تعطيل سيادة القانون ، وإفراغ النظام الإداري من مبدأ تكافؤ الفرص والاعتماد على الكفاءات، وشل القضاء لصالح إشاعة نزعات المحسوبية ، والانتهازية ، والوصولية ، والاستقواء بالنفوذ وبالقبيلة والولاء السياسي، حتى أفسد الحياة العامة ، وأفرغ الدولة من مضمونها العصري.
وزاد بطش النظام وطغيانه ودمويته عندما أشعل أبناء الجنوب فتيل حراكهم السلمي، للتعبير عن رفضهم للواقع الظالم ، وللمطالبة باستعادة حقوقهم ، وكرامتهم . فاعتقل العشرات وقتل المئات وجرح الآلاف منهم . وبعد هذه الجرائم والويلات التي ارتكبها هذا النظام نهبا وسلبا وقتلا وتدميرا، فقد تمادت يده للعبث بكل مقدرات أبناء هذه المحافظات ، وبمستقبل أبنائهم ومصير أجيالهم القادمة ، مجسدا أقبح الصور وأبشعها لانتهاك حقوقهم الاجتماعية في العيش الكريم ، وقمع حريتهم في التعبير عن إرادتهم السياسية ، وحرمانهم من حق ضمان حماية أرواحهم وممتلكاتهم ، وهي الحقوق الإنسانية التي كفلتها الشرائع والديانات السماوية، كما كفلتها كافة الدساتير والقوانين والنظم والمواثيق والأعراف الإنسانية والدولية .
واليوم يواجه أبناء الجنوب جميعا بمختلف مناطقهم وقبائلهم وأطيافهم السياسية وانتماءاتهم الاجتماعية ، مؤامرة دنيئة ومخططا جهنميا ، ليس ضد أمنهم واستقرارهم ، فحسب بل ضد كرامتهم وحياتهم عامة ، ومستقبل أبنائهم ، على يد هذا النظام منذ أن راح يلعب بورقة القاعدة لإثارة مخاوف القوى الدولية والإقليمية
أبين والقاعدة
أمر القاعدة والقوى الدولية ، لا تعنينا منه هنا إلا نتائجه الكارثية، التي أضحت النار التي يكتوي بها أبناء الجنوب : فأبناء الجنوب اليوم شردوا من منازلهم التي هدمت على رؤوسهم ولا تزال ، وأزهقت أرواح المئات منهم ظلما وعدوانا، ولا تزال ، في معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل .
لقد تاجر النظام من خلال ورقة القاعدة بأمن واستقرار وأرواح الجنوبيين بتحويل مدنهم وقراهم إلى ساحات حرب مفتعلة ضد القاعدة ، هذه الحرب التي يدعي كذبا وتلفيقا أنه يخوضها ، بعد أن فتح أبواب اليمن أمام العناصر الإرهابية القادمة من الجزيرة العربية والصومال وغيرها. فالدلائل والقرائن والحقائق على الأرض تشير إلى أن هذه الحرب مفتعلة استناد إلى الآتي :
1- أن نظام صنعاء، كان لاعبا فاعلا في استقطاب الجهاديين العرب لمحاربة الوجود السوفيتي
في افغانستان ، وظل النظام ممسكا بخيوط هذه التجربة، ومحتفظا بملفاتها ، وموظفا لها في أكثر من مرحلة .
2- أن هذا النظام قد وظف واقعيا ،تيار التطرف الديني ، بمن فيهم الأفغان العرب في حرب 94م الظالمة ، ضد شريكه في الوحدة (الحزب الاشتراكي اليمني)، وهي حرب كانت في حقيقتها ضد الجنوب كله ونهب ثرواته .
3- أن النظام قد تغاضى عن جعل اليمن ممرا وملجأ للعديد من قيادات هذا التيار وعناصره المتشددة من الأفغان العرب .
4- أن النظام لم يدخل في يوم من الأيام حربا حقيقية ضد التيارات الإرهابية المتطرفة ، بل مارس أشكالا مختلفة من الاحتواء ، والرعاية ،والحماية لبعض رموز هذه الجماعات ولاسيما القياديين المنتسبين منهم للمحافظات الجنوبية . فالهبات والمخصصات التي كانت تمنح لأكثر من جماعة في لحج وأبين وشبوة وحضرموت غير خافية على المتابعين والمحللين السياسيين ، الذين أشاروا في أكثر من مناسبة إلى علاقة هذه الجماعات بدار الرئاسة مباشرة.
5- أن جميع حملات وزارة الدفاع، ولاسيما تلك التي وجهت إلى محافظة أبين منذ عام 2009م ، وتحديدا إلى مديرية خنفر لم تحقق نتائج ملموسة عدا المؤتمرات الصحفية ،والتضحية بعشرات الجنود الأبرياء ، ومقتل عدد محدود من صغار المغرر بهم من هذه الجماعات .وما كان يثير سخرية المواطنين في هذه المديرية أن العمليات العسكرية حين حاصرت بعض القيادات المتطرفة في غرف نومهم كانت هذه القيادات تفلت منها كالشعرة من العجين . والأدهى من ذلك أنه في أكثر من مرة استطاع الأمن إلقاء القبض على بعض العناصر المطلوبة منهم، كانت الأوامر تأتي سريعا من جهات عليا في السلطة للإفراج عنهم . وحكايات التهريب المتكرر للإرهابيين من معتقلات النظام وسجونه مشهورة.
6- أن النظام هو من هيأ للانفلات الأمني وتغاضى عنه في محافظة أبين بمديرياتها المختلفة . فالصورة الأكثر جلاء هو ما حدث في مديرية خنفر ، حيث سمح النظام لانتشار عمليات التفجير والقتل والنهب لمرتبات وإيرادات عدد من مؤسسات الدولة المفقودة من دون أن يحرك ساكنا ، لتتطور هذه العمليات إلى عمليات اغتيال لمنتسبي الأمن السياسي ،وعمليات قتل العشرات من جنود الجيش والأمن في نقاط التفتيش في أكثر من مكان . وكان لهروب قيادات السلطة المحلية إلى محافظة عدن أن قلص حضور الدولة في مدينة جعار في شرطي المرور مما سمح بازدياد نفوذ هذه الجماعات واتساع رقعة عمليات نهب المؤسسات الحكومية وتدميرها. فنهبت هذه الجماعات استراحة جبل خنفر التابع للرئاسة، بعد استسلام الكتيبة الأمنية صبيحة يوم25 مارس2011م، والاستيلاء في اليوم التالي على مباني الأمن العام والأمن السياسي ، ونهب مصنع 7أكتوبر للذخيرة في منطقة الحصن بما فيه من أسلحة ومواد تفجير ، والذي أعقبته المحرقة المشهورة التي راح ضحيتها 400 شهيد ومصاب من المواطنين الأبرياء . وقد حدث كل ذلك من دون أن تطلق رصاصة واحدة ضد هذه الجماعات .
7- أن النظام هو من خطط أو شارك في التخطيط لمسرحية سقوط مدينة زنجبار بيد هذه الجماعات والاستيلاء عليها صبيحة يوم الجمعة الموافق 27مايو2011م وتحويل سكانها وسكان المناطق المجاورة إلى آلاف من المشردين النازحين إلى محافظتي عدن ولحج أو إلى بعض المناطق الداخلية من محافظة أبين .فالنظام هو من سحب القوى الأمنية الرئيسة من عاصمة المحافظة، وأمر العناصر المتبقية من قوات الأمن المركزي بالانسحاب وتسليم أسلحتها للمهاجمين، بل أن الأوامر كانت قد صدرت إلى قيادة اللواء 25 ميكا بالتسليم، ولكن خطة النظام لم تكتمل ، لرفض قيادة هذا اللواء الانجرار وراء مخططات رأس النظام.
8- أن العمليات التي قام بها النظام ضد الجماعات التي استولت على مدينة زنجبار سرعان ما اكتشف الأهالي زيفها. فالطيران الحربي الذي حلق صبيحة يوم سقوط المدينة وبعد استيلاء المسلحين على معسكر الأمن المركزي، انطلقت قذائفه الصاروخية لتصيب منازل المواطنين ، مخطئة المعسكر الذي مساحته تماثل مساحة أربعة ملاعب كرة قدم، حسب تصريح الشيخ طارق الفضلي لإحدى الفضائيات العربية .في حين أصاب هذا الطيران في أوقات لاحقة بدقة متناهية منزل القيادي الجنوبي علي صالح عباد (مقبل)، ومنزل البرلماني د. عيدروس النقيب ، كما أصاب تجمع القبائل الجنوبية الذي أعلن مناهضته للجماعات ، وقدم لمقاتلتها نصرة لأهله في زنجبار، فقتل من رجال قبائل أبين الشجعان العشرات غدرا.
9- بعد أن تحقق للنظام تهجير سكان مدينة زنجبار، وما جاورها وجزء من سكان مدينة جعار، سعى النظام إلى التضييق على من رفضوا النزوح من مدينة جعار، فباشر بإغلاق طريق عدن أبين بحجة المعارك الدائرة، ودمر قصف الطيران الخزان الوحيد للمياه في المدينة، وتكررت الانقطاعات الطويلة للكهرباء، وشلت خدمات مستشفى الرازي الذي تعرض مرارا للقصف ، وقد شكت إدارة المستشفى قطع وزارة الصحة تمويل المستشفى بالمستلزمات الطبية الضرورية. فأصبح مواطنو المدينة لا يستطيعون الحصول على المواد التموينية ، أو إسعاف الحالات الطارئة لمرضاهم إلا من مدينة عدن وإليها عبر طريق غير معبدة تستغرق خمس ساعات .
10-وعندما أيقنت القوى الدولية والإقليمية عدم جدية النظام في محاربة الإرهابيين ونتيجة للضغط الخارجي عليه، وبسبب المأزق الأساسي للنظام بعد قيام ثورة الشباب، وانشقاق فريق من القيادات العسكرية عن هذا النظام وإعلان انضمامهم إلى صف ثورة الشباب، ووقوع حادثة محاولة تصفية قيادة النظام ، اندفعت القوى العسكرية المتصارعة، بقايا النظام من جهة والقيادات العسكرية المنشقة من جهة أخرى إلى محاولة استرضاء القوى الدولية والإقليمية، وبدأت تتنافس لكسب ورقة محاربة القاعدة ،فانقلبت ، ولو مؤقتا على هذه الجماعات ، لتبدأ طائرات بقايا النظام ، وبمشاركة خارجية ،تقصف بعنف مدن زنجبار وجعار وقرى الكود والمخزن وعمودية وغيرها ، لقد صوروا للقوى الخارجية مدينة جعار وكأنها قندهار، وضخم ما يجري في وادي دوفس، وكأننا في وادي سوارت الباكستاني . فاشتداد القصف الجوي والمدفعي عشوائيا ومريعا مثيرا الرعب والقتل والتدمير على رؤوس السكان الأمنيين ، وكأنهم جميعا من أنصار هذه الجماعات .
إن قصف مدينة جعار والقرى المجاورة ، وما سبق في زنجبار ولودر والمحفد ،وتدمير المنازل ،وقتل وإصابة العشرات ،هذا القصف الذي طال سوق مدينة جعار وجامعها الكبير، وتدمير ما تبقى من مستشفى الرازي ليس حربا ضد الجماعات الإرهابية المتطرفة ، وإنما هي حرب ضد السكان الأبرياء الذين وجدوا أنفسهم بين سندان الجماعات ومطرقة القصف ، لإجبار من بقي من الأهالي على النزوح والتشرد، أسوة بما حدث لأهلنا في لودر وزنجبار ،ومن أجل أن يخلو الجو لهذه الجماعات لتستكمل أدوار المسرحية التي رسم فصولها نظام علي عبد الله صالح ،ولكي لا يبقى شهود عيان، لأن من سيبقى من السكان ستقتله الجماعات بحجة الاشتباه بأنه من الاستطلاع العسكري .
إنهم لا يريدون شهود عيان ، لأن شهود العيان من المواطنين شاهدوا في الأشهر الستة المنصرمة أنصار شريعة، لا يقيمون إلا شريعة النهب والقتل والتسابق على اقتسام الغنائم المالية والعينية ،كما شاهدوا إمدادات من الأسلحة والوقود والتموين تصل إلى أنصار الشريعة من السماء ولكن بواسطة حوامات عسكرية .، فضلا عن مشاهدتهم عناصر من قتلى أنصار الشريعة يحملون بطاقات أمن النظام المركزي والقومي واللاقومي
أخيرا ، لن نجد دليلا أوضح وأصدق وأنصع وأكثر جلاء ، لمن يريد أن يرى ، حقيقة التآمر على الجنوب أرضا وإنسانا ، أكثر من فبركة النصر المزعوم، الذي خرجت علينا به القوى المتصارعة في الشمال يوم السبت الموافق 10سبتمبر مدعية تحرير مدينة زنجبار. ولينبري الطرفان كل يريد أن يجير ما سماه نصرا لصالحه فبعد حملة إعلامية بائسة، وكرنفال صور تذكارية لمعت فيه صور الأدعياء، وغيبت فيه صور الأوفياء الحقيقيين لأهلهم وأرضهم .انكشفت حقيقة كل ما جرى ،وهي أن النظام اشترى نصرا مزعوما بعد أن دفع لأطراف من الجماعات رشاوى قوية بوساطة وجاهة قبلية ، مقابل إخلاء مؤقت لبعض المواقع لحين التقاط الصور ،حتى يسجل طرفا النظام مشاركتهم الرمزية للإدارة الأمريكية بإحياء الذكرى العاشرة لهجمات 11 سبتمبر. والواقع ،أن لا زنجبار تحررت ، كما زعم أهل الكذب والبوار ، ولا الجماعات غادرتها ،ولا طريق عدن أبين فتحت أمام أهلها حتى يعودوا إليها . وليس إلا انتظار مزيد من الضحايا الأبرياء ومزيد من النازحين .
لماذا يحدث كل هذا ؟ . وهل أبناء الجنوب وأرضهم سلعة رخيصة في مزادات السياسة ؟. ألم تكفهم ويلات النظام ومجازره السابقة في الضالع وردفان وشبوة والمكلا وعدن وزنجبار ويافع والمهرة والحوطة وطور الباحة، ولم تكفهم مجزرة المعجلة ، ومحرقة مصنع الذخيرة، وكل القتلى الأبرياء في منازلهم ومزارعهم وعلى ظهور مركباتهم السيارة ، ولم تكفهم مئات المغتربين قسرا ولا النازحين من محافظة أبين الذين يعيشون أوضاعا غير إنسانية .
لذا ، فإننا إحساسا منا بالمسؤولية الوطنية والتاريخية والإنسانية ، نوجه هذا النداء إلى الرأي العام الجنوبي والعربي والدولي ، منددين بما يجري ، ومطالبين بحماية المواطنين الأبرياء في الجنوب ، وحماية ممتلكاتهم ،وتضافر الجهود لإيقاف نزيف هذا التآمر الدنيء على أبناء المحافظات الجنوبية.
إلى الرأي العام من أبناء الجنوب:
على أبناء الجنوب كافة بمختلف مناطقهم ، وقبائلهم ، وأطيافهم ، وانتماءاتهم ، من زعماء القبائل ورجالها، وعلماء الدين، وقادة الفكر والسياسة ، والعسكريين والتجار والحقوقيين والمثقفين والعمال والفلاحين ، وهيئات المجتمع المدني ، ومنظمات حقوق الإنسان ، عليهم جميعا: رجالا ونساء ، شيبا وشبابا أن يعيدوا تقييم المخاطر الحقيقية المحدقة بهم ، التي لا تهدد أمنهم واستقرارهم فحسب ، بل تهدد كل وجودهم ومستقبل أجيالهم القادمة ، بعيدا عن الحسابات الحزبية أو المناطقية أو القبلية أو المصالح الذاتية الضيقة . فما حدث ويحدث اليوم في محافظة أبين ، وما يعد من مخططات لأكثر من محافظة جنوبية ، بحسب تهديد رأس النظام ، ليس إلا مقدمة لما يمكن أن يلحق بنا جميعا ، في ظل مطامع الطامعين ومصالح القوى الخارجية . فهل ننتظر إلى أن يقرع الشر أبواب بيوتنا جميعا، ومدارس أبنائنا جميعا ، وملاعب أطفالنا جميعا .
إننا اليوم مطالبون جميعا بالتلاحم والتضامن والعمل بشكل فاعل ومنظم ومسؤول، لحماية أرضنا وأمننا واستقرارنا ، والوقوف بحزم في وجه كل من يحول أرضنا إلى ساحات حروب مفروضة علينا ، وكل من يتبنى اتجاهات لا تنتمي إلى قضيتنا الجنوبية ، ولا تحقق أهدافها . فأبناء الجنوب ليسوا إرهابيين ،ولا دعاة إرهاب . وإنما زرع النظام في أرضهم هذه الجماعات لتحقيق مآربه. ولتعلم هذه الجماعات أنها ألحقت بنا من الأذى والضرر ما يوجب شرعا مقاتلتها ، وقطع دابرها .
كما أننا مطالبون بالعمل من أجل سرعة إعادة النازحين إلى مدنهم وقراهم، وفتح طريق عدن أبين ، لرفع المعاناة عن كاهلهم ، من خلال أشكال التضامن والضغط على بقايا النظام ، وتبني قضاياهم في وسائل الإعلام.
إلى الرأي العام العربي :
نوجه الدعوة إلى الأمين العام للجامعة العربية ،والخيرين من الزعماء والحكام العرب ، وإلى قادة الفكر والرأي إلى إدراك حقيقة مأساة أبناء الجنوب ، وما لحق بهم بعد الوحدة . فقد كانت الوحدة ،التي لم يستفتى الجنوبيون عليها، تجربة مرة بالنسبة لهم، مع أنهم كانوا السباقين إليها ، وكانوا يحلمون بأنهم سيدخلون بها زمنا جديدا مشرقا بالخير للجميع، فإذا بهم يجدونها تاريخا أسودا ، وأرضا مزروعة بالألغام .
ونطالبهم استنكار وإدانة ما جرى ويجري لبناء الجنوب من قتل الأبرياء وتدمير مدنهم ،وتهجير سكانها ،وليعلموا أن مساندة أبناء الجنوب وقضيتهم هو المفتاح الحقيقي للأمن والاستقرار في المنطقة، ولمحاربة الإرهاب والتطرف . فالشعب الذي على الأرض يستطيع فعل ما لا تستطيع فعله البوارج والطائرات، بل أن المآسي التي تحدث للسكان تخلق مزيدا من المتشددين والمتطرفين والمتعاطفين مع القاعدة .
إلى الرأي العام الدولي:
ندعو الأمين العام للأمم المتحدة ، والهيئات الحقوقية الدولية ، ومنظمات حقوق الإنسان إدانة واستنكار السياسات والأطراف التي أدت ممارساتها إلى قتل المواطنين الأبرياء من أبناء الجنوب في جميع محافظاتهم ، والعمل من أجل حمايتهم، ومساعدة النازحين في العودة العاجلة إلى مدنهم وقراهم. وتبني قضية أبناء الجنوب وعرضها في المحافل الدولية، وفتح ملفاتها التي لم تغلق في مجلس الأمن ، للمحافظة على الأمن والاستقرار في المنطقة وفي العالم أجمع.
*نقلا عن الامناء