أبين خاصرة الجنوب الجريحة ! بقلم / أحمد الربيزي
1- أبين تتقاسم الموت :
لماذا أبين ؟!!ولماذا الجنوب ككل ؟!! سؤال لا أظن أنني أستطيع الإجابة عليه في تقريري هذا ولا يمكن لا أي أحد أن يجزم ولو أجتهد ما استطاع فقد كانت ولا زالت أبين محور كل الأحداث التي شهدها الجنوب فيما بعد قيام ثورة الجنوب 14أكتوبر 1963م وطرد الاستعمار البريطاني وما تلاها من أحداث دراماتيكية يعرفها الجميع منذ تصفية اليمين (الرجعي) إلى ما تلاها من أحداث منذ 78م إلى حرب احتلال الجنوب 1994م وانقسام أبناءها تقريبا بين طرفي الحرب والتي خلصت إلى أفظع احتلال استيطاني ( كما يوصفه الكثير من الجنوبيين)
ولعلي تعمدت عدم الخوض في كل هذه المآسي التي أصابت الجنوب في مقتل ومررت عليها للتذكير ليس الا ضمن سياق الحديث
في يونيو / بوليو 2003م شهدت منطقة جبال حطاط حرب شرسة بين ما تصفهم حكومة صنعاء جماعات متطرفة تقول أنها تنتمي الى القاعدة (وفي حقيقة الأمر لا ندري ما الفرق بين القاعدة والأمن السياسي والقومي لاحقا) ولا نعرف المحصلة النهائية لمثل هذه الحرب التي لم تقضي نهائيا على هذه الجماعات بل أفضت إلى (إعلان) خالد عبد النبي ولاءه لسلطة صنعاء والتي كالمعتاد تمنح كل من حاربها وسام استحقاق ورتبة عسكرية ومرتبات شهرية ربما هذه هي النتيجة السياسية ولكن الضحايا لم يتم ذكرهم وإحصائهم هو حال الدنيا وعلى كل حال دم الضحايا هو رخيص طالما هو من نبع أبين ودم أبناءها لا يذكر وما تلى ذلك خير دليل فمنها ومن لحج ينزف الدم في صعدة شمال اليمن من العساكر ومنها ينزف الدم الرخيصة في مجازر عدة لحقت تتقسمها جغرافيا المحافظة من جبالها في حطاط إلى هضابها في المعجلة ومن سواحلها في زنجبار وجعار التي شهدت حملات عسكرية كبرى تنتهي بقتل مجموعة من الأبرياء أبناء المدينة الهادئة ويعقبها تسوية مع الجماعات وبذل الجوائز والوظائف والرتب والرواتب والحوافز المادية وتبدءا الاستعداد لمواجهة أخرى وليس بالضرورة مهم معرفة كم الحصيلة النهائية من قتلى وجرحى لأنهم من أبين النبع الدموي , ومن مجزرة إلى أخرى وما أقسى ما حصل في محرقة مصنع الذخيرة (7أكتوبر ) في الحصن التي أخذت حصتها بزيادة و إلى سهول أبين ومرتفعاتها الشرقية وتباد هناك قرى كاملة من البدو الرحل أطفال ونساء وشيوخ في جبل جردد منطقة المعجلة ولم يقتل شخص ممن تدعي سلطات صنعاء الإرهابية أنهم المستهدفين وقبلها بأشهر كان لأبد لزنجبار أن تأخذ قسمها من المآسي وكان لها ذلك في 23 يوليو2009م من نصيبها من التركة الدموية هي هكذا أبين تتقاسم المجازر والمآسي فقط !
وفي المنطقة الوسطى يأتي نصيب لودر في شهر رمضان الماضي أي في منتصف شهر أغسطس 2010م ولو بأقل حده من المناطق الأخرى ويسقط شهداء أبرياء ولم نسمع بسقوط إرهابي يذكر وسنة تعيشها لودر حتى بالكاد تخلصوا نسبيا قبل أيام معدودة من التوترات وحين نذكر لودر فنعني بالضرورة ملازماتها في المنطقة الوسطى مودية ودثينة والوضيع والأخيرة هي التي بدورها حملت قسمها الدموي في الأسبوع الماضي في مجزرة وادي حسان وقرية الشيخ سالم أرتكبها الطيران اليمني ليمنع قبائل أبين (جلهم من ال فضل) من تطهير عاصمتهم الجريحة وطرد واستئصال هذا المرض الموسمي المتعب والذي أدمى هذه المرض زنجبار والمحافظة أكثر من أي وقت قتل النسل والحرث ودمر المدينة وشرد أهلها وأهان ناسها العزيزين هذه زنجبار العزيزة سيدة الدلتا وأم الثورات والانتفاضات الشعبية أم الرفض وروضة العشق وموال الطبيعة وكنز الذهب الأبيض حاضنة الطيبين من كل مناطق أبين بل من كل مناطق الجنوب التي تتحمل كل مرة ألعابنا الصبيانية تتحمل اليوم عبث الصبيان وخبث الطامعين لكن هيهات هيهات سيرحلون كما قد رحل قبل وسيرقص ساحل أبين وسيتنهد وسيمد يده من فوق المطلع وسنلتقي نحن الأحبة على الرملة وليس صدفة ولكن سنكون على موعد وحينها سنعرف لماذا أبين خاصة ولماذا الجنوب عامة يتم استهدافه ؟؟؟!!
( رحم الله شهداء وضحايا وجرحى أبين والجنوب ككل )
2- ماتت ابتسامة جعار
توفيت الطفلة أبتسام منصور (أربع سنوات وستة أشهر) بعد مغرب يوم أمسا الأول 2 / أغسطس توفيت في حضن والدها بعد أن عانت خلال الساعات الماضية من الإسهال الشديد من الكوليرا وكان والدها يبحث عن ما يمكن عمله لها وفي أعماقه يستغيث أحيانا ويلعن أحيانا أخرى لا سيارة تنقله إلى أي مكان وان وجدت وسيلة النقل لم يجد لها وقود لم يفكر في مسألة عدم توفر نقود لديه فيمكن أن يجد من يدينه بعض النقود وفي الحقيقة لم تعد الطفلة تهمه وحده بل صارت ربما قضية أغلب رجال ونساء الحي الكل يبحث عن حل لإنقاذ الفتاة حتى وجدوا سيارة تاكسي من أطراف المدينة كان الوقت يداهمهم وابتسام الطفلة قد فقدت ابتسامتها البريئة وأكثر من نصف وزنها وقبل المغرب وصلت إلى المستشفى (الرازي ) ربما أن والدها الذي يعلم تماما أن هذا المكان الذي كان قبلة المرضى من كل مدن وقرى محافظة أبين لم يعد مستشفى وقطعت عنه كل ما يمكن أن تجعله مستشفى إلا أن إصراره على إنقاذ أبنته جعله يهرول إلى باحة المستشفى ليجد ثلاثة من المساعدين الصحيين الذين سحبتهم ضمائرهم كي لا يتركوا المستشفى فاضي طالما وهناك مجموعة من الجرحى وبعض المرضى الذي يتلقوا بعض الأدوية والمجارحة , وضع (منصور) طفلته الصغيرة في سرير الطوارئ بين هؤلاء المساعدين الصحيين وكأنه أوصل الأمانة إلى أصحابها أو كأنه يخلي مسئوليته ليرى هؤلاء الثلاثة يلتفتوا لبعضهم ويحاولوا رفع معنويات الأب المفزوع لا بأس أن كشفوا على بطنها وصدرها الذي يرتجف صعودا ونزولا مع زفرات تنفسها الخانق سألوه بعض الأسئلة مؤكدين تشخيص مرضها وان عليه نقلها إلى مستشفيات عدن لان المستشفى لا يملك حيلة ولا وسيلة ولا يستطيع أن يعمل لها شي لا توجد لديهم حتى (دريبات التغذية ) أو (محلول الإرواء) بل وقد وصلت حالة الطفلة إلى وضع (أبتسام) التي بين يديهم التي هي بحاجة إلى إنعاش فلا يوجد أوكسجين أنعاش ولا يوجد ولا ولا .. هذه (اللآت) في حقيقة الأمر قد ربما تكون عند الأب المغلوب على أمره متوقعة في ظروفا تعيشها أبين وخاصة مدينتي زنجبار وجعار كانت صورة الأب الذي يمكنني أن أتخيلها أن استطعت فربما أنه عاد خطوتين إلى الخلف وعيونه قد تسمرت على بقايا طفلته التي كانت إلى اليوم السابق تملئ منزله بهجة وحبور لا أستطيع أو لا أتخيل أو لا أريد أن أوصف شعور الرجل الذي يرى طفله أو طفلته تموت أمام عينيه دون أن يعمل شي خاصة بعد أن بحث عن سيارات الإسعاف التي كانت ترابط في المشفى لكي تنقل طفلته إلى اقرب مشفى في عدن التي (كانت) تبعد عن الرازي 75كيلو متر تقريبا بما يعني 45 دقيقة فقط قبل أن يجعلها القائد العسكري (الشمالي ) مهدي مقولة أكثر من 7 ساعات زمن عن طريق الحرور
حمل ( منصور ) طفلته أبتسام في حركات متثاقلة دون أن ينبس ببت شفاه وخرج من غرفة الطوارئ لا يدري إلى أين تحمله قدماه وضم طفلته إلى حضنه وكأنه يحاول أن يعطيها من حياته ما يستطيعه وبعض رجال الحي حوله يهموا بعمل شي ويلفوا حولهم دون ما يتحركوا من موقعهم ومنصور شاخصا عيناه في لا شي حتى شعر بالبرودة تسعى في جسد طفلته وتوقف نبضها فوضعها أمامه في أقرب كرسي وجده جاثما على ركبتيه (لقد ماتت أبتسامه ماتت )
لا أحد يعرف كم (ماتت ابتسامات أخرى) لا توجد إحصائية دقيقة كم توفوا من أطفال جعار والحصن وزنجبار وباتيس وغيرها بعد إصابتهم بمرض الكوليرا وأمراض إسهال أخرى منتشرة كمرض اوكولاي كما قال لي أحد الشخصيات الاجتماعية في مدينة جعار أنه يعرف في حيهم فقط أن الذي توفوا من الأطفال خلال العشرين يوما الماضية منذ وضع مقولة (خط بارليف) تقريبا (7) أطفال , إذا كم أحياء في جعار وكم قرى وكم مطارح في منطقة الدلتا أنتشر فيها مرض الكوليرا لا نستطيع في حقيقة الأمر حتى أن أخمن تخمين , قد ربما نستطيع بإمكانيات بسيطة معرفة كم من أطفال أبين استطاع أهلهم قبل وضع (خط مقوليف) إسعافهم إلى مشافي العاصمة عدن وكم منهم قد نجي وكم توفى ؟؟ .
وهنا دعونا نتساءل من قتل أبتسام منصور هذه الطفلة البريئة ؟!! هل هم الجماعات المسلحة التي عملت لنا كل هذه الأزمة ونقلت الحرب إلى مدننا ؟ .ومن أو جدهم ومن شجعهم سندخل في جدل بيزنطي لا نهاية له أو أن هذه السلطات التي افتعلت كل ذلك كي توجد مبرر الحاجة إلى بقاءها متسيدة على الجميع ؟ ! أم أن الذي قتلها أزمة الوقود الخانقة ؟ سأتوجه بتساؤلي إلى بعض المسئولين لا أسميهم الهاربين من واجباتهم والمغادرين أماكنهم ومقراتهم دون ما مبرر واعني بالذات من هم على راس المؤسسات الخدمية (الكهرباء – المياه – الصحة –البريد- دائرة صحة البيئة وكذلك التربية ) في كل محافظة أبين (استثني فقط زنجبار ) لماذا غادرتم مواقعكم ولم تقوموا بواجباتكم الإنسانية والوطنية ؟؟ وما هو المبرر الذي يجعلكم تتخاذلوا عن واجبكم؟ وهنا أقسم بالله أنكم مهما قلتم انه لا يبرر ما فعلتموه في تخليكم عن واجباتكم الإنسانية والوطنية
في جعار نموذج يجب أن يحتذي به هذا النموذج لشخص يعد رجل في نظري انه من أنبل الرجال ولعل مهنته الإنسانية هي التي استفزت فيه مشاعر الضمير الإنساني التي هزمت الذات هذا الشخص هو مدير مستشفى الرازي ( لا أدري أسمه) حافظ على واجب بقائه في المستشفى هو وطاقمه الطبي ويفرض على الجميع من مرؤوسيه الالتزام بواجبهم وكان يوفر للمستشفى ما يستطيع من الإمكانات المحدودة ويمشي الأمور في حدها الأدنى فقطعت عليه كل الميزانية الخاصة بالمستشفى التي يفترض استلامها من مكتب الصحة في المحافظة لكن مدير المكتب في عدن شارد لا باس هو من زنجبار ولا احد يريد منه الانتقال إلى جعار او لودر أو .. المهم كانت الحجة التي لم تجعل مدير مكتب الصحة في أبين أن يسلم ميزانية المستشفى من النقود والوقود وغيرها أن المستشفى يعالج فيه جرحى الجماعات الإرهابية المسلحة !! هل هذا منطق ؟؟ هل هذا الشخص مسئول ؟ هل هذا الشخص ينتمي إلى أنبل مهنة إنسانية ؟ ! ولو افترضنا وقد يكون ذلك صحيحا وفي الأخير هم ناس بشر ومن حقهم على أي طبيب إنسانيا أن يعالجهم نرجوا من مدير مكتب الصحة في أبين أن يسلم مخصصات مستشفى الرازي وان لا يعاقب أبناء جعار وزنجبار بجريرة غيرهم وما أبداه من عذر هو أقبح من الذنب
3- بقايا مدن ومزارع تستغيث
في كل دول العالم حينما تتعرض البلاد إلى كوارث سوى كانت طبيعية أو حروب أهلية فأن الدول تقوم بمضاعفة ميزانيات المرافق الصحية بل وأنشأ مرافق صحية ميدانية في كل أماكن التوترات ومنها مستشقيات ميدانية متنقلة وتستمر هذه المستشفيات في عملها الإنساني وكل الأطراف المتنازعة تعالج جرحاها في هذا المرافق الصحية وتبقى المشافى لها حرماتها والكل يتفادى ويتجنب قصفها ومحرم دوليا استهداف المستشفيات ودور العبادة والمدارس وغيرها .
ومن الخطاء أهمال أي مرافق صحية كما تقول سلطة محافظة أبين بأنها لا يمكن أن تدعم هذا المستشفى أو هذا المرفق الصحي لان فيه جرحى من الطرف الآخر ( العدو) والمعروف أن السلطات من واجبها أن تعالج حتى أعتا المجرمين والمعتقلين لديها وهذا جانب أنساني لكن ما يحصل في جعار وزنجبار بل وفي أبين عموما عقاب جماعي للمواطنين على ذنب لم يقترفوه وبحجة استفادة المسلحين الإرهابيين منه فيما يعرف الجميع أن على أي طبيب أن لا يرفض معالجة أي شخص دون ما يعرف من يكون وهذا واجب إنساني
قال لي أحد الشخصيات الاجتماعية في جعار أن لديهم لجنة أهلية مشكلة من أهالي المدينة تعمل ليل نهار وفي أسوأ الظروف وتحاول بأقصى ما تستطيع مساعدة الناس لكنهم يلقوا صعوبة كبيرة وأن الحصار المفروض عليهم لم تتأثر به الجماعات الإرهابية المسلحة بقدر تأثر المواطنين بشكل لا يطاق مستغربا تخلي بعض الموظفين في المدينة عن واجبهم وداعيا الجميع للمساعدة مساعدة أنفسهم وأكد أن مدير مستشفى الرازي دعاء اللجنة الأهلية لزيارة المستشفى ليتأكدوا بأن هذا المستشفى ليس وكرا للجماعات المسلحة ولكنه قال أن مدير المستشفى ابدأ استغرابه حول بعض الإشاعات وأن المدير أكد أن عملهم الإنساني يفرض عليهم أن لا يمنعوا أي إنسان محتاج إلى علاج وأنه من المستحيل أن يطردوا أي إنسان من المستشفى يريد العلاج مهما يكن
فيما أكد آخرين أن المستشفى رفد بدكاترة من جنسيات عربية متعددة وهم يتبعون الجماعات الإرهابية المسلحة والى ذلك استبعد آخرين هذا الخبر وقال أحد المواطنين من جعار : " لو صحيح ذلك سيكون خبر سعيد بالنسبة لنا في ظل الحصار المطبق على مدينتنا وسيوفر علينا جهد كبير وسيكون عامل مساعد للقضاء على مرضي أوكولاي والكوليرا التي أزهقت أرواح العشرات من أبنائنا " وفعلا كلامه منطقي جدا فالكوليرا مرض فتاك والأوكولاي هو الآخر أكثر فتك فسيسعد أي إنسان بوجود أطباء في مثل هكذا ظروف
من ناحية أخرى يتهم كثير من نازحي أبين في عدن بعض نواب برلمانيين وبعض مدراء العموم في محافظة أبين وهم خارج المحافظة كما قالوا النازحين بان هؤلاء المسئولين قد استلموا مخصصات المحافظة وهم خارجها وينتفعوا به لمصالحهم الشخصية ولم يعملوا شي للمحافظة أو حتى للنازحين في عدن (لدي بعض الأسماء ) وتساءل الكثير حول دور هؤلاء في فتح الطريق لماذا لا يذهبوا إلى رئيسهم في الجنوب أو قائدهم مهدي مقولة (المندوب السامي) ويطلبوا منه أزاحة الأكوام الرملية التي قطع به طريق عدن أبين ليضيف معاناة فوق المعاناة التي تثقل كاهلهم .
انتشرت في زنجبار وجعار المدينتين المنكوبتين أمراض عدة تفتك بحياة الناس هناك وخاصة الأطفال بسبب تردي الأوضاع المعيشية لهذه المدينتين المحاصرة والأوضاع الأمنية وتهالك المؤسسات الخدمية فيها والمدينتين تعاني بشكل حاد من ما حاول أحد الأصدقاء عبر الهاتف أن يوجزه وفي اعتقادي أن هذا ما تعانيه معظم مناطق ومديريات المحافظة :
1- المياه مقطوعة ولو جاءت من وقت إلى آخر تأتي محمل الصدى وأحيانا تصب مياه آسنة صفراء لونها وتنبعث منها روائح كريهة وكأنها مياه المجاري هذا في (جعار وزنجبار )
2- الكهرباء حدث ولا حرج ونظن أن هذا حال البلد كلها وخدمات الاتصالات اللاسلكية تنقطع من وقت إلى آخر
3- الطرقات مقطوعة والمواصلات شبه متوقفة وبالكاد تشاهد سيارة تتحرك بسبب انعدام كلي لمادة الوقود
4- توقفت الزراعة في الدلتا تماما فقد تيبس أشجار الخضار والفواكه من شدة الحر وانعدام مادة الديزل التي تشغل مضخات المياه
كما أن مولدات توليد الطاقة الكهربائية في مديريات المنطقة الوسطى توقفت تماما بحجة عدم وجود مادة الديزل وبالنسبة للزراعة فقد شلت تماما
قال لي فهد ناصر أحد المزارعين من أبناء مديرية لودر أنه مرابط في محافظة البيضاء (الشمالية ) وله هناك عدة أيام لعله يفوز بـ 30-40 لترا من الديزل بأي سعر كان كي ينقذ بها شجيرات الليمون الحامض التي تبقت له بعد أن يبست أشجار الفلفل الأخضر ( البسباس) الذي كان يعتمد عليه كثيرا وفات عنه موسم زراعة الكوسة والقرعيات والبقوليات وغيرها .
وفيما بدأت الحياة تدب في سوق مدينة لودر مع قدوم شهر رمضان وبعد تطهير المدينة من قبل أبنائها الأبطال بدأت الحياة والأمان تعود نسبيا إلى المدينة لكن ما زالت المنغصات كثيرة الوضع الصحي الغلاء الفاحش انعدام مادة الديزل والذي تسبب في توقف المولدات الكهربائية التي تشغل كهرباء مديريات المنطقة الوسطى بما فيها مكيراس .
هناك فرق شاسع بين ما جرى لأبين ومناطقها ومديرياتها وكذلك بعض مناطق محافظة شبوة المجاورة منذ منتصف مارس الماضي ( 12 مارس يوم أختلال مدينة زنجبار من قبل المسلحين ) وبين معاناتهم الأشد والأقسى منذ وضع مهدي مقولة القائد الفعلي لعدن الخط أو الحاجز الرملي الذي سد به طريق عدن – زنجبار من عشرين يوما تقريبا فقد تضاعفت المعاناة بشكل اكبر بكثير لعدة أسباب :
1- صعوبة وصول صهاريج الوقود إلى مناطق أبين وشبوة الداخلية لكون الصهاريج لن تستطيع الوصول عبر الطرق الجبلية في يافع إلى المنطقة الوسطى
2- ابتعدت المسافة للمسافرين من المنطقة الوسطى إلى عدن وتحمل المواطن أعباء السفر من نقود جهد إضافي لبعد طريق مكيراس يافع الحبيلين عدن
3- توفي الكثير من المرضى نتيجة طول المسافة التي لا تمكن المريض الوصول بسرعة وسهولة إلى العاصمة عدن
وغيرها من المتاعب التي أضافها مهدي مقولة (بريمر ) صاحب خط (بارليف) أو كما يتهكم عليه أبناء عدن وأبناء زنجبار خط (مقوليف)
عضو سابق في المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن وهو من أبناء مدينة لودر أتصل بي هاتفيا في وقت متأخر الليلة الماضية داعيا أبناء أبين في عدن بل وأبناء الجنوب أن يعملوا وقفه احتجاجية لمطالبة شركة النفط بتزويد المنطقة الوسطى بمادة الديزل ومطالبة مهدي مقولة (بريمر) كما وصفه في أن يفتح الطريق الذي قطعه بـ (كود رملي كبير)
ماذا نخن فاعلون ؟!! هل باستطاعتنا أن نفعل شي؟! أظن ذلك باستطاعتنا عمل الكثير علينا أن نفكر فيما يمكننا عمله وحين نتحرك وأعني كمواطنين منتميين لهذا الوطن الجنوب علينا أن نعلن أننا فعلا ننبذ الإرهاب الذي حاول نظام الاحتلال اليمني أن يجعل منا إرهابيين في نظر العالم ويشوه سمعتنا في كل الأقطار ولذا لابد أن نوقف على أقدامنا ونعلن حربنا على الإرهاب بكل ما أوتينا من قوة وليس بالضرورة القوة المسلحة فلدينا ما يمكنا أن نقوم به ومن هنا أدعوا الجميع إلى التفكير في الحلول بعد أن حاولت أضعكم على ما يعانيه المواطن وفي اعتقادي أن أولى المهام أن كل مواطن أو مسئول عليه أن يقوم بواجبه الوطني والإنساني وان لا يترك الفراغ الذي من خلاله تنفذ قوى الشر وهي متعددة وهذا أول الأمر
5- صرخة في وجه المتخاذلين :
بقي أن نصرخ في وجه الكثير من المحسوبين على محافظة أبين من المرتبطين بالنظام اليمني المتهالك ومن المحسوبين على الطرف الآخر أو الوجه الآخر لنظام الاحتلال واقصد من المعارضة ولهم نفوذ يذكر وهم في صمت مريب على ما يجرى لأهلهم نصرخ بصوت عالي ومدوي في وجوههم الا أن التاريخ لن يرحم المتخاذلين الا فعليكم اللعنة إلى يوم الدين أن فضلتم صامتين متخاذلين
عدن – 4/أغسطس 2011م