لماذا الضالع ..؟بقلم : ابو غيث الجحافي
مدينة الضالع تحت الحصار للشهر الثاني وحصارها فاق حصار غزة, فالمدينة بإحيائها وشوارعها وحتى منازلها تحولت إلى ثكنة عسكرية وأمنية.
القتل والجرح طال العشرات والاعتقالات طالت المئات من أبناء الضالع , لااحد من سكان المدينة أو من يقصدها للزيارة أو التسوق أو المرور عبر طرقها وشوارعها في مأمن من رصاصات القناصة والرشاشات المختلفة ورصاصات الجند المنتشرون في كل إرجاء وإحياء وشوارع المدينة . هي لاتيحث عن هدف محدد لتقتله , فالجميع هدف لها, لأفرق بين مشارك في مسيرة أو متسوق أو من يبحث عن قوت يومه أو ماراَ في الشارع أو خارجاَ من بيته أو داخله . ولأيهم كان طفلاَ أم شاباَ أم كهلاَ رجلاَ أم امرأة, لأفرق بين النهار أو الليل فالضرب وإطلاق النار العشوائي باتجاه المدينة من جميع المواقع والنقاط يكاد لا ينقطع وأحيانا كثيرة تشارك المدفعية والدبابات.
سقط الشهدا والجرحى بالعشرات واعتقل المئات , قمت المسيرات ومواكب التشييع بوحشيه ارتكبت المجازر بحق المشيعين اختطفوا جثامين الشهدا اعتقلوا الجرحى واعتقلوا الأطباء ومنعوهم من أداء واجبهم الإنساني تجاه الجرحى وهو عمل لم تقدم عليه أي قوات احتلال في العالم بمافيها الاحتلال الإسرائيلي .
رافق الحصار والقصف والقتل والقمع الوشي للمسيرات ومواكب التشييع حصار اقتصادي تمثل بمصادرة مصادر الرزق للكثيرين من خلال الاستيلا على الدراجات النارية والسيارات ومنع الشباب من العمل بالأسواق وتحديداَ أسواق القات وحتى التجار يطلب منهم الذهاب إلى الحدود لأخذ بضاعتهم القادمة من شركات يملكها شماليون وإلزامهم الدفع المباشر ولأدفع بالأجل حتى ليوم واحد.
رافق الحصار نشر لللاشاعات والتشكيك بقيادات الحراك بالضالع والعزف على وتر المناطقية , ناهيك عن استمرار للتعتيم الإعلامي عن مايجري في الجنوب والضالع من حصار وإعمال قتل والتقليل من حجم ونوعية الفعاليات السلمية ,مع استمرار تسخير وسائل الإعلام اليمنية المختلفة بمافيها الحزبية والمستقلة في شن حملات تحريضية وعدائية ضد الحراك وتزييف الحقائق وقلبها رأساَ على عقب بحيث أصبح المر لايفرق بينها وبين المصدر الأمني.
في الوقت الذي يتطلب من الجميع التضافر ورص الصفوف والوقوف بوجه هذه العنجهية للمحتل والتصدي لها بكل الوسائل , والوقوف إلى جانب الشعب في الميدان والذي يسطر بدمائه الزكية ملاحم بطولية ويتصدى للمحتل بصدور عارية لللاسف وجدنا من أبناء الضالع من يعمل مع المحتل بقصد أو بدون قصد , فخرج بعض قيادات الحراك وفي هذا التوقيت بالذات من ينتقد الرئيس البيض ويشككك به ويتهمه بتمزيق الحراك , ويؤكد اتهام المحتل له بأنه سرق أموال الجنوب
إضافة لقيام بعض الصحفيين من أبناء الضالع بشن حملة إعلامية على الحراك وقياداته بالضالع بشكل خاص والجنوب بشكل عام من خلال نشر اليد من المقالات والتحليلات في واق وصحف تدعي الاستقلالية وهي مموله من الأمن القومي والمطبخ الإعلامي للنظام.
والسؤال المطروح لماذا الضالع بالذات يخرج منها قيادات للعلن تتهم الرئيس البيض . وأقلام صحفية تقوم بدور إعلام وصحافة الشمال تجاه الحراك ..؟؟.
الجواب بألتاكيد هو إن السلطة تعتقد إن الحراك مصدره الأساسي الضالع وإذا خمد الحراك بالضالع خمد الحراك بالجنوب من منطلق إن الضالع بوابة الجنوب أي أ، الضالع تؤثر بالسلب والإيجاب على الضالع . وكما وصغها يوماَ المناضل الكبير احمد عمر بن فريد بأن الضالع إذا عطست أصيب الجنوب بالزكام.
المحتل يعتقد إن تكرار ماحدث مع اللجان الشعبية 2000 2001 سوف تتكرر من جديد عندما انطلق تشكيلها من الضالع لتعم بعد ذلك ارض الجنوب ومن ثم أنطفا وهجها من الضالع بسبب مرض الذات لبعض قياداتها لتنتهي هذه اللجان في بقية ارض الجنوب .
الجنوب ليس كالأمس وليست الضالع الوحيدة الذي يخرج أبنائها للشوارع والميادين للتظاهر. الجنوب اليوم الشعب يخرج من المهرة شرقاَ إلى باب المندب غرباَ في صف واحد كالبنيان ليطلب بحقه المشروع باستعادة دولته وطرد المحتل . ولن تستطيع تصريحات أي كان أو أي أقلام ما جوره إن تقف بوجه السيل الجارف الحراك الشعبي السلمي الجنوبي من الوصول إلى هدفه المنشود وهو الاستقلال وطرد المحتل, وقد عجزت قوت البطش والقتل للمحتل من إيقافه