سيكون للمسلمين في كل أنحاء العالم ساعة خاصة بهم تعلو برجاً من بين الأكبر في العالم بجوار الحرم المكي، تهدف إلى جعل توقيت المدينة المقدسة مرجعاً عالمياً مقابل توقيت غرينيتش.
وقال نائب الرئيس والمدير العام لفندق "برج ساعة مكة الملكي" المطل على الحرم الشريف محمد الأركوبي إن "الجزء الاول من الفندق سيفتتح في نهاية حزيران (يونيو) المقبل".
بينما ستبدأ الساعة دورانها في نهاية تموز (يوليو) المقبل، قبل شهر رمضان المقبل، الذي يبدأ في حدود العاشر من آب (أغسطس).
والساعة هي المعلم الرئيسي لمجمع ضخم مكوّن من سبعة أبراج تطوره مجموعة بن لادن لحساب الحكومة السعودية وتتولى إدارته فندقياً مجموعة "فيرمونت" التي ستشغل فيه ثلاثة فنادق هي: "فيرمونت ورافلز وسويس هوتيل"، على أن يبلغ إجمالي عدد الغرف والشقق الفندقية في الابراج حوالى 3000 غرفة وشقة.
وتبلغ كلفة المشروع ثلاثة مليارات دولار، بحسب الاركوبي، الذي كشف في مؤتمر صحافي عقده في دبي، الثلاثاء 13-4-2010، أن "وضع توقيت مكة في مواجهة توقيت غرينيتش، هو الهدف".
وبحسب الاركوبي يبلغ طول الهيكل الإسمنتي للبرج الرئيسي 662 متراً وطول الهيكل الحديدي الذي يعلوه 155 متراً، وبالتالي هو أعلى برج إسمنتي في العالم وثاني أطول برج على الاطلاق إذا ما احتسب الهيكلان معاً، اي 817 متراً مقابل 828 متراً لبرج خليفة في دبي، وهو الأعلى في العالم.
وسيحوي برج ساعة مكة متحفاً إسلامياً ومرصداً فلكياً يستخدم لأغراض علمية ودينية.
وسيبث فيلم وثائقي فور تركيب الساعة الألمانية الصنع على رأس البرج.
وقد وصف الاركوبي أعمال تركيب الساعة بأنها "عملية ضخمة جداً".
ويبلغ طول الساعة 45 متراً وعرضها 43 متراً، وهي، بحسب الاركوبي، الأكبر في العالم، إذ إنها أكبر بستة أضعاف من ساعة بيغ بن في لندن.
وسيتم ربط ساعة مكة بأكبر مراكز التوقيت في العالم بما في ذلك لندن وباريس ونيويورك وطوكيو.
وقال الاركوبي "يمكن مشاهدة الساعة ومعرفة التوقيت على مسافة 17 كيلومتراً من البرج في الليل عندما تكون اضاءة الساعة بيضاء وخضراء، فيما يمكن مشاهدة الساعة من مسافة 11 الى 12 كيلومتراً خلال النهار عندما يكون لون الساعة ابيض".
وسيعمل اكثر من 7000 شخص في مجموعة الابراج التى ستكون غالبية غرفها مطلة على الحرم, الا ان مشروع الابراج يثير الكثير من الجدل اذ يرى منتقدوه انه يكرس الروح المادية في العاصمة المقدسة مع وجود كتلة عمرانية ضخمة بالقرب من الحرم المكي الشريف الذي قد يبدو امامها صغير الحجم.
ويشهد محيط الحرم عدة مشاريع عقارية ضخمة.
كما يرى قسم آخر من منتقدي المشروع ان الفنادق الفخمة الملاصقة للحرم تبرز التناقض الصارخ بين ما ينعم به نزلاؤها الاثرياء الذين ستتاح لهم الصلاة في غرفهم وكأنهم في الحرم وبين المشقة التي يتحملها الفقراء الذين يبيت بعضهم أثناء الحج في أماكن متواضعة وأحياناً في الخلاء من دون سقف.
ورداً على هذه الانتقادات قال الأركوبي إن "الرؤية الاستراتيجية للمملكة هي ان يتمكن 10 ملايين شخص من الاقامة في مكة في وقت واحد بحلول العام 2015، وهذا نظراً الى ازدياد عدد المسلمين في العالم وازدياد الطلب على الحج والعمرة".
وذكر الاركوبي أنه "لا يمكن تحقيق هذا الهدف من دون بناء عمارات طويلة تحوي عدداً ضخماً من الشقق والغرف، إذ إن مساحة المدينة صغيرة وتحيط بها الجبال، كما ان الحجاج والمعتمرين يودون الاقامة بالقرب من الحرم، وهناك ايضاً فنادق لكل الفئات".
وأشار الى أن التصاميم تراعي التقاليد الاسلامية وهي بكل الاحوال وقف للحرم، اي أن مردودها يعود للحرم.
وسيكون مجمع ساعة مكة من الاكثر تطوراً في العالم على صعيد المعلوماتية، إذ فيه حوالى 100 الف كيلومتر من اسلاك الالياف البصرية، كما سيضم 76 مصعداً بينها مصعد هو الاكبر حجماً في العالم.