التاريخ: 6/2/2009 القراءات: 319
في فتره زمنيه كانت عصيبة ومهمة من تاريخ الجنوب عرفت شخص الدكتور محمد حيدره مسدوس ، ووجدته في تلك الفتره رجلا يعمل بدون كلل ، ورجل صاحب رؤية ومبدأ وعزيمة قوية يستحيل ان يرفع الرآية البيضاء مطلقا مهما كانت الظروف .
ومع مضى الوقت اجتاحت دبابات العربية اليمنية الجنوب وحولت الوحدة إلى استعمار ، وداست بجنازير الدبابات كل الاتفاقات والمعاهدات والمواثيق الدولية التي وقعت بين الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ، وفي فترة عصيبة كان مسدودس من بين أشخاص معدودين طرحوا مسألة إصلاح مسار الوحدة ، وحاول ان ينبه الحزب إلى ان قضية الجنوب هي قضيته الرئيسية ، ولكن سيطرة قوى الفيد على الحزب واحتلاله كحال الجنوب لم يجد مسدوس غير النعت والإقصاء والتصنيف ، وعلى الرغم من ذلك ظل يردد أطروحاته حول الإصلاح لمسار الوحدة ، ولكن نشوة المنتصر وغروره جعل من السخرية ردا على واحد من قيادات الجنوب المجربة.
ومر الزمن وتعمقت الجراح وتصدع الجدار الهش الذي دمرت أساساته وتغيرت الظروف والمعطيات على الساحة ، ولست هنا بصدد سرد إحداث الجنوب والسنين العجاف التي مرت على أبناء الجنوب من 94م إلى يومنا هذا ، ولكن ما أريد الوصول إليه هو ان إدارة الحوار وطرح القضايا قبل حرب الفيد أمر مختلف عن الطرح بعدها من جميع النواحي الوطنية والقانونية والشرعية ، والمعطيات على ارض الواقع ، والأمر اليوم مختلف عن فترت ما قبل وما بعد الحرب ، لان المعطيات تغيرت ، وكل الظروف الموضوعية والذاتية اختلفت اختلافا كليا ، ومع تغير الظروف الموضوعية والذاتي يجب ان يترافق معه تغير في الطرح والتعاطي يتناسب ومستحقات المرحلة الحالية ، وان عملية الإصرار على ثبات الطرح مع اختلاف المعطيات والمراحل ليس بواقعي ، ولايمكن ان يكون صائبا ، وعليه فان الواجب يحتم عليا ان أتوجه برسالتي هذه إلى شخص الدكتور محمد حيدره مسدوس لما له في القلب من معزة خاصة ، وهو رجل آهل لذلك أقول له أنت رجل صلب وشريف ولكن الظروف تغيرت والمعطيات تغيرت ومعها يجب ان يتغير الطرح ويجب ان يكون الطرح موازي للمعطيات على الأرض لا على أساس ثبات الطرح وخاصة في مايتعلق بالقضايا المصيرية التي تحدد مستقبل الشعوب وان نوعية الطرح تحددها رغبة الشعوب وإرادتها ومانقول هنا ان فترة مابعد حرب الفيد كان الشارع مشتت ومصدوم وفي ذهول من ماحل به وهو الأمر الذي لم يكن يتوقعه وكان طرحكم مقبول لنا لديه ولكن اليوم هذا الشعب فاق وعرف ما ترتبت عليه نتائج الحرب ، وعلينا ان نعي جيدا بان قضايا الشعوب لا يمكن ان تعالج ولا تحل إلا بإرادة الشعوب نفسها وليس برغبات فرديه لأشخاص او زعامات مهما كان حجمها او وزنها ، وعلينا ان نعرف أيضا بان من يقف ضد رغبة وإرادة الشعوب لن يكون هو إلا الخاسر الوحيد ، وان قضايا الأمة لايستطيع احد ان يتحكم بها او يديرها بالطريقة التي يريدها مسدودس ، أنت كبير في نظرنا ونتمنى ان تظل كذالك ، والشعب ينتظر منك تفجير إعلانك عن انتهاء صلاحية نظرية إصلاح مسار الاحتلال ، وأود أوضح لكم وللقراء الأتي :
1) أنا أؤيد طرحك الدعوة للوحدة الجنوبية و الاصطفاف الجنوبي واجب وطني والقضية الجنوبية هي قضية احتلال واستعمار متخلف قتل كل الامآل الجنوبية في وحده قدموا لها كل ما يملكون ونضال أبناء الجنوب وتضحياتهم هو من اجل الحرية والكرامة واستعادة السيادة وحماية مجتمعهم من الانحلال الأخلاقي المنضم الذي تحاول سلطات الاحتلال ان تغرسها في المجتمع الجنوبي وتأتي الثروة بالمرتبة الأخيرة .
2) ان القضيه هي قضية كل أبناء الجنوب بمختلف انتماءاتهم الحزبية والتنظيمية وتكويناتهم القبلية وهم يؤمون بان حريتهم وحرية وطنهم وعدالة قضيتهم لايمكن تسولها من صنعاء نضام ومعارضه وشارع اما النظام فهوا الفاعل وإما المشترك فهم رجال الفيد وقتلة الوحده وإما الشارع ففاقد الشي لا يعطيه .
3) ان الجنوبيون جميعهم لا يؤمنون بالقواسم المشتركة مع أحزاب ولكنهم يؤمنون بالقواسم المشتركة التي تجمعهم كجنوبيون فقط وجميع الجنوبيون اقسموا اليمين خلف المناضل بن فريد بان دم الجنوبي على الجنوبي حرام ، كما انهم يدركون بان قضية الجنوب لا تعني إلا أبناء الجنوب أنفسهم وهم على يقين من ان كل الاطراف الغير جنوبيه تعمل ضد الجنوب ارض وإنسان
4) ان حزب الجنوبيين هو الجنوب وليس لهم حزبا غيره ، ونضال ابناء الجنوب غير مشروط بسلطة او مكافأة ، وهم يدركون ايضا بأنهم اصلا وليسوا فرعا ولن يقبلوا بالتبعيه لاحد ، فالجنوب كيان مستقل وشعب مجرب وابي عاشق للحريه والكرامه
5)أوافقك الرأي بان القضيه الجنوبيه ليست قضيه إيديولوجية اوحزبيه وإنما قضية وطن ومصير شعب وبالتالي لا توجد أي حلول غير فك الارتباط واستعادة الحقوق الكامله للدوله الجنوبيه ، ودفع التعويضات للجنوب وابنائه عن ما لحق بهم من جراء حرب الاحتلال وفتاويهم ومالحق بالجنوب من اضرار من 94م الى يوم الخلاص من الاحتلال ، وان أي حوار يخص الجنوب تجريه سلطات الاحتلال مع أي شخص او حزب لا يعتبر شرعي ولا يعترف ابناء الجنوب فيه ، واذا أرادت السلطة الحوار فان عليها التحاور مع قيادة الحراك الجنوبي الشرعية وبإشراف دولي وعلى أساس حرية واستقلال الجنوب واستعادة دولته كاملة السيادة
6) يعتبر أبناء الجنوب الحزب الاشتراكي حزبنا واقع تحت الاحتلال مثله مثل الجنوب وبالتالي فانه لا يعبر عنهم ولا يمثلهم ، كما ان التفريخات للهيئات والمؤتمرات التي أنتجتها مخابرات وأموال سلطات الاحتلال لاتمثل الجنوب لا من غريب ولا من بعيد .
7) ان أبناء الجنوب قد استفتوا على عدم شرعية احتلال وطنهم الجنوب من قبل نظام الجمهوريه العربيه اليمنيه وذلك من خلال خروجهم الى الشارع رافعين رايات الاستقلال والحريه ويهتفون برع برع يستعمار ،
واذا كان لا بد من عمل او قضيه مشتركه لا تزال تربط الشمال بالجنوب فاننا نقول الاتي :
ان الوحده قد تم اغتيالها ودوسها بجنازير الدبابات ودوي المدافع والصواريخ ونحن نعلم جميعا ان كرامة الميت دفنه ومع هذا فأننا نوجه رسالتنا إلى كل الضمائر الحية والميتة في الشمال والى فخامة رئيس الجمهورية العربية اليمنية ندعوهم فيها ونمد أيادينا لهم للعمل معنا من اجل الحفاظ على ماهو أنبل من وحدة الأرض والثروة المتمثله بالروابط الاجتماعية والإنسانية واحترام قيم الدين الإسلامي الذي يجمعنا وكذا الحفاظ على ماتبقى من أواصر محبه وإخاء تربط بين شعبي الشمال والجنوب مع المراعاة اننا سنظل جيران ولا يمكن ان يلغونا او نلغيهم من الخريطه الجغرافيه ويجب علينا ان نحافظ على ان يتعايش الشعبين في امن وسلام .
كل ذلك لن يتاتى إلا من خلال فك ارتباط سلمي بين الشمال والجنوب بنفس طريقه إعلان المغفور لها الوحده واسترجاع كامل الحقوق الجنوبية المسلوبة منذ الحرب إلى يومنا هذا .
هذه هي باختصار شديد كل النقاط التي يجب ان نعمل جميعنا من اجلها ولا يجوز ان نهين أنفسنا ونتسول حريتنا من مغتصبها ، وان كان يعي هذا ما كان اقدم على اغتيال حلمنا ومشروعنا الذي قدمنا له كل ما نملك.
وفي الختام أتمنى ان لا يسقط احد من أبناء الجنوب في مستنقع رذائل الاحتلال ، ومن كان من ابناء الجنوب لا يستطيع ان يواصل المسير مع اهله او يرى ان اتجاهه وعمله يتعارض مع إرادة ورغبة الشارع الجنوبي فعليه ان يلزم الصمت نزولا عند رغبة الشارع الجنوبي .
