|
غليان الشارع اليمني فرض البحث عن حلول دستورية (الفرنسية-أرشيف) | عبده عايش-صنعاءأطلق حزب رابطة أبناء اليمن المعروف اختصارا بـ"رأي"، مبادرة جديدة للخروج من الأزمات السياسية والمجتمعية التي يمر بها اليمن، خصوصا الأزمة في المحافظات الجنوبية، تقترح اعتماد النظام الفدرالي القائم على أساس مفهوم الدولة المركبة واللامركزية الكاملة. واعتبر رئيس الحزب السياسي المخضرم عبد الرحمن الجفري أن الهدف من هذه المبادرة يتمثل في تحقيق مفهوم المواطنة المتساوية المرتكزة على "العدالة في توزيع الثروة والسلطة، والديمقراطية المحققة للتوازن والشراكة الحقيقية في المصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين فئات ومناطق الوطن". وتتضمن مبادرة الحزب مقترحات لتطوير النظام السياسي في اليمن منها اعتماد نظام المجلسين التشريعيين المنتخبين بما يحقق التوازن الحقيقي، واعتماد نظام الانتخابات بالقائمة النسبية، بحيث يتحول الوطن إلى دائرة واحدة بالنسبة لمجلس النواب. وبشأن آليات التنفيذ تقترح المبادرة أن يدعو الرئيس لمؤتمر حوار وطني لا يستثني أحدا بما في ذلك ممثلو جماعة الحوثي التي تقود تمردا مسلحا في صعدة، وممثلون عن المعارضة الجنوبية في الخارج، إلى جانب ممثلين عن القوى والأحزاب السياسية في الداخل، وممثلين لكل من العلماء والمشايخ والأكاديميين غير المنتمين حزبيا.
ومن ضمن مهام مؤتمر الحوار الوطني -حسب مقترح حزب الرابطة- تشكيل حكومة وحدة وطنية يرأسها رئيس الجمهورية، وله نائب أو أكثر، وتقوم تلك الحكومة بالإجراءات التنفيذية للإصلاحات الشاملة، وإعادة الهيكلة لنظامي الدولة والحكم، والتنسيق مع مجلس النواب لاعتماد التعديلات الدستورية والقانونية المتفق عليها.
|
طارق الشامي كشف عن حوار تعد له السلطة (الجزيرة نت-أرشيف)
| تحفظ حكومي وفي حديث للجزيرة نت قال رئيس دائرة الثقافة والإعلام في حزب المؤتمر الشعبي الحاكم باليمن إن مبادرة حزب الرابطة تخصه وحده، مشيرا إلى أن حزبه "قد يتفق مع حزب الرابطة في بعض القضايا، وهناك نقاط نختلف فيها، وهناك قضايا نجد أنها بعيدة كثيرا عما يمكن التوصل إليه".وتابع أن "هناك حوارا ستتم الدعوة له قريبا من رئيس الجمهورية بين كافة القوى السياسية، وهناك تواصل بين قيادة حزب المؤتمر الشعبي الحاكم وبين أحزاب المعارضة الممثلة في مجلس النواب". وذكر الشامي أنه يمكن طرح كافة المبادرات والرؤى بما فيها مبادرة حزب رابطة أبناء اليمن (رأي)، والخوض في تفاصيل المبادرات على طاولة الحوار تلك "وليس في وسائل الإعلام". من جانبه رأى أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء عبد الله الفقيه أن مبادرة حزب الرابطة تستلهم فكرة الفدرالية من توجهات داخلية وإقليمية ودولية نحو المشكلة اليمنية لا يمكن تجاهلها أو إدارة الظهر لها وخصوصا في هذا الظرف. وقال الفقيه في حديث للجزيرة نت "إذا كانت الفدرالية ستأتي مصحوبة بضم اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي وبمشروع مارشال إقليمي ودولي لتنمية اليمن، فإن ذلك سيكون كفيلا بتحييد الكثير من المخاوف". ولفت إلى أن المبادرة تطرح مسألتين مترابطتين، الأولى اقتراح آلية للحوار الوطني، والثانية مجموعة من الأفكار العامة التي يمكن أن يبدأ منها الحوار. واعتبر أن أي حل ينبثق عن حوار وطني حقيقي سيمثل انعكاسا لتوازنات المصالح لجميع الأطراف السياسية الداخلية ولمصالح القوى الإقليمية والدولية. وفي اعتقاده أن ثمة نقاط قوة في مبادرة حزب الرابطة هي أنها تدعو إلى مواجهة فورية للمشاكل بطريقة علمية وعقلانية وتحذر من التأجيل "مع ما ينطوي عليه من فترة احتضان للمرض وانتشار له إلى باقي أعضاء الجسد".
|