بدأت الحياة تعود تدريجاً إلى المطارات الأوروبية، بعد أيام من الشلل أحدثها الرماد المنبعث من بركان في ايسلندا، فيما عكفت شركات الطيران على دراسة سبل مواجهة آثار الرماد على محركات الطائرات.
وأفاد مكتب الارصاد الجوية في ايسلندا ان ثورة البركان لا تزال مستمرة، لكن سحابة الرماد البركاني قد تكون انخفضت عن ذي قبل.
وعلى رغم الانفراجات في حركة الطيران، ستظل مطارات لندن، وهي من الأكثر ازدحاماً في أوروبا والعالم، مقفلة حتى اليوم الأربعاء على الأقل، مع العلم ان شركة "بريتيش آيروايز" سعت إلى الحصول على إذن للهبوط بعشرات الرحلات من الولايات المتحدة وآسيا وافريقيا في مطار هيثرو. وأقلعت طائرات من مطاري غلاسغو وأدنبره باسكوتلندا في رحلات داخلية.
وفي ذروة الحملة الانتخابية، استنفرت الحكومة البريطانية العمالية برئاسة غوردون براون لإعادة 150 ألفاً من الرعايا البريطانيين العالقين في الخارج، مستعينة حتى بالسفن الحربية التابعة للبحرية الملكية، وتحديداً "آرك رويال" و"أوشين" لهذه الغاية، ولكن يعتقد أن إنجاز المهمة سيتطلب أسابيع. وأرسلت السفينة "ألبيون" إلى اسبانيا لنقل الجنود البريطانيين من الكتيبة الثالثة في فوج الرماة العائدين من الخدمة في أفغانستان إلى البلاد، ذلك ان اسبانيا تطوعت لتكون نقطة ترانزيت للساعين للعودة إلى بلدانهم، ووضعت في الخدمة أعدادا إضافية من الاوتوبيسات والقطارات والقوارب.
ولا تزال سحابة بركانية تظلل معظم الجزر البريطانية، ولا يتوقع أن تخف كثافتها قبل الجمعة. وكذلك بقي معظم المجال الجوي الألماني مقفلاً، وسمح بـ800 رحلة على ارتفاع مخفوض حلقت اعتماداً على العين المجردة. ورفعت تركيا كل القيود التي فرضتها، بينما أعلنت فنلندا ان مطاراتها ستبقى مقفلة حتى التاسعة من صباح اليوم على أقل تقدير.
وعاودت المطارات في وسط أوروبا والبلدان الاسكندينافية العمل، وأعادت بولونيا اقفال مجالها الجوي، ومثلها فعلت نروج بالنسبة إلى جزء من مجالها الجوي. وفي هولندا اقلعت ثلاث طائرات تنقل ركاباً من مطار امستردام - سكيبول متجهة الى شانغهاي ودبي ونيويورك. وأعلنت استونيا اعادة فتح مجالها الجوي ست ساعات اعتبارا من الساعة 00:00 بتوقيت غرينيتش الثلثاء، فيما سمحت لاتفيا بالتحليق فوق اراضيها.
كذلك عاودت الخطوط الفرنسية "آير فرانس" رحلاتها البعيدة انطلاقا من مطاري رواسي - شارل ديغول وأورلي، الى قسم كبير من الرحلات الداخلية.
ووحدت صيحات الارتياح المسافرين العالقين في المطارات، وكان المشهد هو هو في رواسي - شارل ديغول وفي مطارات أوروبية أخرى. وأعطي الأشخاص الذين يملكون بطاقات سفر جديدة الأولوية، بينما طُلب من الآخرين إما شراء بطاقات جديدة واما الانتظار أياماً وربما أسابيع لاستخدام بطاقاتهم للرحلات التي ألغيت.
وأحصت المنظمة الأوروبية لسلامة الملاحة الجوية "أورو كنترول" نحو 14 الف رحلة في المجال الأوروبي، بما يمثل نحو نصف الرحلات في أوروبا يومياً، وذلك في تحسن ملحوظ عن الأيام السابقة. وحتى امس، بلغ عدد الرحلات الملغاة منذ الخميس أكثر من 95 ألفاً.
وكان أكثر من 6,8 ملايين مسافر علقوا في 313 مطاراً بحسب المجلس الدولي للمطارات الذي يعد اهم منظمة مهنية للمطارات. وهناك آلاف الاشخاص ينامون يومياً في هذه المطارات.