بسم الله الرحمن الرحيم
كيف
نحول عملية التصالح والتسامح إلى سلوك وثقافة
------------------------
لم تاتي عملية التصالح والتسامح الجنوبية
الجنوبية بقرار رئآسي ولاكانت إحد الحملات الاعلامية الانتخابية لكسب
أصوات الناخبين.... الخ
لقد جائت
بعد معاناة وتجربة مريرة دفع الجوبيون ثمناُ باهضاً من أرواحهم وأمنهم
وحياتهم وتطورهم، تلك الصراعات التي أفقدتنا
البصر والبصيرة والحكمة
والعقل وغرتنا الدنيا وطمع السلطة وأتبعنا الشيطان الذي قادنا إلى تلك
المآسي التي أضرت بالنسيج
الاجتماعي واللحمة الجنوبية الواحدة .
هذه
الصراعات التي لولاها لما وصلنا إلى ماوصلنا إليه اليوم وما كان هذا حالنا
وعلى الرغم من الأضرار التي الحقتها بالجنوب بشكل عام
إلا إن الحزب
الاشتراكي قد كان نصيبه الاكبر من هذه التضحيات فلم يحدث إن حزباً صفى
نفسه كما عمله الحزب الاشتراكي
الذي راح ضحيتها افضل وأكفى وأخلص
وخيرة الرجال التي أنجبتهم الجنوب .
ولذلك ومن أجل ذلك ........ وقف الجنوبيون
بوعي وشجاعة للاعتراف في تلك الاخطاءات ونقدها وطي تلك الصفحة السوداء
مستشعرين
المسؤولية تجاة تحديات الحاضر وحلم المستقبل مؤمنين أنه لا أمن ولا آمان
إلا بتقبل بعضنا البعض ونتعايش ونعيش جميعاً
في هذا الوطن الذي
يتسعنا جميعاً .
لقد شكلت عملية التصالح والتسامح مرحلة جديدة
وفريدة من التحالفات الواسعة التي شملت مختلف قوى وشرائح المجتمع والتقى
أعداء
وفرقاء الامس ليشكلوا حلفاء واصدقاء اليوم وشكلت كذلك مدرسة جديدة لعقلية
جديدة منفتحة تعلموا ويتعلمون منها كيف
يؤسسون لمجتمع خالي من
الصراعات بعيداً عن الإلغاء والتخوين ، مجتمع يتسع للجميع ويتعايش فيه
الكل بتنوعهم وتناقضهم الفكري
والسياسي والاجتماعي والاقتصادي ، مجتمع
نتعلم فيه كيف نتقبل بعضنا البعض وكيف يحترم بعضنا البعض وكيف نتحاور
ونتجادل
بعيداً عن لغة السلاح والعنف والتصادم من أجل تأسيس وبناء
مستقبل أمن للاجيال القادمة .
فبدون أن نعترف ونتقبل بعضنا ونحترم الرأي
الاخر وبدون الحوار سيضل الحديث عن عملية التصالح والتسامح حبراً على ورق
فرضته
ظروف معينة وسرعان مايزول بزوال هذه الظروف .
ولا ننسى
هنا أن نشيد باولئك المناضلين الذين كان لهم الشرف والفضل في إنجاز هذه
المبادرة التاريخية العظيمة
وسوف يسجل التاريخ أسمائهم باحرف من نور .
إن
المحافظة عن هذا المنجز تتطلب أن تتحول عملية التصالح والتسامح إلى سلوك
وسياسة وثقافة من خلال تجديد القسم الجنوبي
الذي يحرم دم الجنوبي على
إخيه الجنوبي والعمل على إقرار ميثاق شرف جنوبي يحدد الأسس والضمانات
لتعميق عملية التصالح والتسامح
والمحافظة عليها ويحرم هذا الميثاق
اللجوء للعنف والسلاح وإستخدام الجيش في الخلافات والصراعات السياسية او
تخوين الناس نتيجة لاآرائهم
وقناعتهم الفكرية والسياسية وإن حل أي
تباينات أو خلافات تتم عن طريق الحوار والأطر الرسمية وباللجوء إلى القضاء
.
ولذلك فإنه يتوجب على
الجنوبيين أن يضعوا علامة إستفهام أمام كل من يحاول أن ينبش في صراعات
الماضي أو يعمل على خلق بؤر جديدة
أو أن يعيد تقسيم الناس من جديد .
إن
أي عمل يستهدف تقسيم الجنوبيين وخلق صراعات لايخدم إلا الأعداء الذي
لايريدون لهذا الشعب أن يستقر ولايريدون له العيش بسلام