بلغت المساعي الإسرائيلية لتزييف تاريخ القدس، إلى حد أنها لجأت إلى استخدام آيات من القرآن الكريم للادعاء بأن القدس يهودية، ناهيك عن استخدام نصوص من التوراة للغرض نفسه من أجل الوصول إلى نتيجة خلاصتها أن القدس ليست عربية مسلمة، وأن على أهلها التخلي عنها والحصول على مقابل مادي للسكن في مكان آخر.
وعرض قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة في الجامعة العربية خلال الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة، أمس، منشورا وزعته الجماعات اليهودية على سكان القدس في 21 مارس الماضي، يدعي أن القدس هي أرض يهودية وتستشهد بآيات من القرآن الكريم ونصوص من التوراة بطريقة مغلوطة، حيث يزعم المنشور أنه مكتوب فى التوراة، أن أرض إسرائيل هي الأرض الصغيرة، وهي ملك الشعب اليهودي فقط ومن الممنوع سكن غيرهم فيها بصورة دائمة.
وجاء في المنشور الذي اطلعت عليه «الراي»، إنه مكتوب في أسفار الأنبياء «انه بسبب عدم قيامنا بهذا الأمر الإلهي طُرد الشعب اليهودي وبقي خارج بلاده 2000 سنة، أما الآن وبعد عودة شعب إسرائيل إلى أرض إسرائيل كما وعدنا الأنبياء، فقد حان الوقت ليقوم الشعب الإسرائيلي بتنفيذ هذا الأمر الإلهي، ولذلك نطلب منكم مغادرة أرض إسرائيل».
ويضيف: «كيهود مؤمنين يجب علينا القيام بواجبات التوراة، وفى التوراة مكتوب في عدة أماكن أن أرض إسرائيل وعدت لإبراهيم وإسحق ويعقوب وأحفادهم ولا غيرهم، والكل يجمعون بأننا أحفاد شعب إسرائيل القديم، أحفاد إبراهيم وإسحق ويعقوب».
ولا يكتفي المنشور بالاستدلال بنصوص من التوراة للادعاء بأن القدس يهودية، بل يزعم أنه حسب مقولات القرآن لا يوجد تناقض بين ما أمرتنا التوراة القيام به وبين ما أمركم القرآن به، فيستشهد بآية من سورة الإسراء «وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا». ومن سورة الأحقاف «ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين».
وفيما أشبه بمحاولة لغسيل مخ أهالي القدس وكل الفلسطينيين والعرب والمسلمين، يحاول المنشور إعطاء مصداقية لنصوص التوراة التي يتم الاستشهاد بها من خلال الاستدلال بآيات من سورة المائدة.
واستمر المنشور في مغالطاته، حيث قال موجها كلامه للمسلمين في القدس «إننا نقول ذلك من وجهة النظر الدينية لنضمن السلام في أرض إسرائيل ونحن نشرح لكم المقولات التوراتية والقرآنية، ونحن نعتقد أنه حين تفهمون أننا لا نكرهكم ولا نريد محاربتكم بسبب إيمانكم بالإسلام».
واختتم المنشور ادعاءاته موجها الحديث إلى مسلمي القدس: «لأن الدين الإسلامي هو دين أخلاقي وكي لا تكون بيد الشعب اليهودي أي أرض أخرى، لذلك يجب ألا تكون هناك معارضة لهذا- ولديكم بلدان واسعة يمكنكم السكن فيها وتفهمون بأن علينا القيام بالأمر المكتوب في التوراة ولأنه من غير السهل مغادرة ملايين الناس من دون مساعدات مالية، فإننا نقترح عليكم أن تفاوضوا دولة إسرائيل التى تجسد وعود الأنبياء على أن تحصلوا على مساعدات اقتصادية للسكن في مكان آخر».