صدى عدن / اوروبا / خاص / 26 / 04 / 2010
تلقت شبكة " صدى عدن " بيان صادر عن الرئيس الجنوبي علي سالم البيض بمناسبة الذكرى السادسة عشر للحرب المشؤمه يوم أعلن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الحرب على الجنوب .
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أهلنا في الجنوب المحتل
تحل غدآ الذكرى السادسة عشر للحرب المشؤمه يوم أعلن مجرم صنعاء علي عبد الله صالح الحرب على جنوبنا المكلوم ، وذلك في يوم السابع والعشرين من ابريل سنة 1994 وزج بقواه العسكرية والقبلية وانصاره من التنظيمات الأصولية الإرهابية،بعد أن غدر بقواتنا العسكرية التي كانت ترابط في الشمال،وفق اتفاقية الوحدة بين دولتي جمهورية اليمن الديموقراطية والجمهورية العربية اليمنية.
فرض علينا القاتل علي عبد الله صالح الدخول في معركة غير متكافئة ،بعد أن وقعنا في الاردن "وثيقة العهد والإتفاق"، من أجل الالتزام بتنفيذ اتفاقات الوحدة،كما ضرب عرض الحائط بالمبدأ الذي اجمعت عليه القوى السياسية، وهو أن من يعلن الحرب يعلن الانفصال.
لم يكن امامنا سوى خيار الدفاع عن شعبنا وأرضنا ومبادئنا،وكان تعويلنا على موقف عربي ودولي يردع العدوان،ولكن عصابة صنعاء دخلت في مساومات وصفقات سرية،واستعانت بقوى أجنبية من أجل بسط سيطرتها العسكرية على الجنوب.
كانت تلك الحرب كارثة بالنسبة لاهلنا في الجنوب،فعدا الضحايا الكبيرة في الارواح التي تكبدها شعبنا،فقد قامت القوات الغازية بتدمير للبنى التحتية ،كما مارست عمليات نهب وسلب وتنكيل بكادرنا العسكري والمدني، مما اضطر الآلاف على النزوح الى بلدان عربية شقيقة واجنبية.
وفي هذه المناسبة لا يسعني إلا أن اوجه جزيل الشكر والامتنان إلى قادة وأهل هذه البلدان قاطبة، لما أبدوه من تضامن وتعاطف مع شعبنا ،وما قاموا به من اجل تضميد جراح الجنوبيين ومواساتهم في محنتهم،وتوفير الاستقبال اللائق لهم، بعد أن شردتهم قوات الاحتلال، وتعذر عليهم البقاء في ديارهم.
يا أبناء شعبنا الصامد في الجنوب المحتل
لقد تعذر علينا بالامكانات المتواضعة التي كانت بين ايدينا ان نرد العدوان،ولكن ابناء شعبنا واجهوا جحافله برؤوس مرفوعة وبشجاعة كبيرة ،وسجلوا بطولات سوف يخلدها تاريخ الجنوب،وانني في هذه المناسبة اقف باجلال امام ذكرى الشهداء،الذين سقطوا وهم يدافعون عن وطنهم الجنوب.إن شعبهم لن ينساهم وسيبقى يعتز بهم،ويستلهم من مآثرهم في البطولة والتضحية والفداء والدروس والعبر لمواصلة المواجهة حتى تحرير الجنوب، واستعادة دولتنا المستقلة وعاصمتها عدن الابية.
وقفنا بكل إيمان في مواجهة تلك الحرب التي فرضت علينا،وقفة الحق ضد القوة والباطل،وقفة الشجاعة والشرف والبطولة ضد الخزي والعار والغدر،وقفة محبي السلام ضد تجار الحروب ومدبري المؤامرات،وقفة المظلومين الذين يدافعون عن اهلهم وديارهم في وجه القتلة والجلادين والمغامرين والمرتزقة،وقد كان لذلك أثره على الموقف الدولي الذي عبرعن نفسه في تفهم جوهر قضيتنا ورفض العدوان على بلدنا، عبر قراري مجلس الامن الدولي 924 و931.
إننا اليوم ونحن نستعيد ذكرى ذلك العدوان الاجرامي،فإننا نعتبر هذين القرارين حقآ شرعيآ لنا لا يبطله مفعول الزمن،ولذا نناشد الارادة الدولية التحرك، من أجل تفعيل هذين القرارين، مع الاخذ في عين الاعتبار الانتفاضة الاستقلالية للحراك الوطني الجنوبي السلمي،التي جعلت هدفها الرئيسي تمكين شعب الجنوب من حقه في تقرير مصيره.
يا أهلنا في الجنوب الأبي
لقد كانت تلك الحرب صفعة في وجه مشعليها،وخزيا وعارا على مجرم صنعاء،الذي يتحمل أمام الله وشعب الجنوب والتاريخ المسؤولية كاملة عما اقترفه من جرائم بحق الجنوبيين وارضهم وثرواتهم،ونقول بصوت عال،أننا لن نغفر ولن نسامح عصابة المجرمين الحاكمة في صنعاء،ولن يطول الزمن الذي نسوقهم فيه أمام العدالة، لينالوا جزاء ماارتكبوه من جرائم حرب وانتهاكات وعمليات سطو منظم على ثروات شعبنا في الجنوب،الذي تعيش غالبيته العظمى تحت خط الفقر،بينما يسرق لصوص صنعاء عائدات ثرواته،ويكدسونها بعشرات المليارات في المصارف الاجنبية.
ما ضاع حق وراءه مطالب،وشعبنا يؤكد في كل يوم انه سوف يمحو آثار العدوان،ويطرد المحتلين الغزاة،وها هو الحراك الوطني الجنوبي السلمي يتجاوز عامه الثالث، وهو سائر الى هدفه المقدس بإيمان وثبات وعزيمة واصرار.
إن انطلاقة الحراك الوطني الجنوبي السلمي،وإنجار مشروع التصالح والتسامح،هما دليل أكيد قوي ودامغ على رفض شعبنا الجنوبي لنتائج تلك الحرب وتصميمه على محو آثار العدوان،مهما كلف ذلك من تضحيات.
ونقول اليوم للقاصي والداني انظروا إلى شعب الجنوب،وجهوا انظاركم نحو الجنوب،فهناك شعب حر أبي يقف وقفة رجل واحد ضد مصادرة ارادته واحتلال ارضه ونهب ثرواته وحكمه بالحديد والنار.إننا نناشد الاشقاء العرب والدول الخمس الكبرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن، من أجل أن يبادروا إلى ردع المحتلين،وتوفير الحماية الدولية لشعبنا الذي يتعرض اليوم إلى عدوان متواصل،فمجرم صنعاء زج بكامل قوته العسكرية في الجنوب من أجل قتل الروح السلمية العظيمة للحراك الوطني الجنوبي،وإطفاء جذوة الحرية في قلوب الجنوبيين .
نقول لمجرم صنعاء انت واهم، إذا كنت تظن بأن القوة والبطش والمجازر سوف تطيل أمد احتلالك للجنوب،فشعبنا الجنوبي ها هو يقف اليوم بعد 16 سنة من تلك الحرب معلنا رفضه الكامل لنتائجها،وتحديه لجحافل الموت التي نشرتموها في الجنوب.
إن شعبنا ،الذي طرد الامبراطورية البريطانية من أرض الآباء والاجداد، وانتزع استقلاله عن طريق الكفاح المسلح،لن ينام على الذل،ولن يستكين لاحتلالكم،ومثلما طرد الاحتلال السابق سوف يطرد الاحتلال الحالي،ومن كانت ثقته بالله وبالشعب عالية فإن النصر حليفه بعون الله تعالى.
واخيرآ نحي شهدائنا الخالدين ونترحم على ارواحهم الطاهره كما نحي جرحانا ونتمنى لهم الشفاء العاجل ونكبر صمود معتقلينا الصابرين ونقول للجميع لن تذهب تضحياتنا سدى وهي الكفيله بالنصر المبين انشاء الله.
((من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا)) صدق الله العظيم
علي سالم البيض
رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية
الثلاثاء 27 أبريل - 2:24 من طرف وضاح الجنوب