احتفل العالم يوم أمس باليوم العالمي للعمال ؛ والذي يصادف الأول من مايو كل عام ؛ الحديث عن هذا العيد يذكرنا بأيام الحركة العمالية التي شهدها الجنوب منذو الاستقلال وحتى اليوم .
فعمال جنوب الوطن عرفوا بالذكرى العمالية منذ ان كان الاستعمار البريطاني يخيم على أكثر من 21سلطنه جنوبية لكن عدن كانت تستقطب هذا المد العمالي منذو فجر الخمسينات ؛ إذ لم تعرف اليمن بمفوهم الوحدة ألفظية المعنى الحقيقي لكلمة عمال إلى في أوج الثمانينيات من القرن الماضي .
فقد سجل عمال الجنوب الحر بدمائهم الزكية في ملحمة الاستقلال والدفاع عن الوطن منذو عام 1963- 1967م بصفحات التاريخ أعظم انتصار فلكل يذكر مسيرات العمال في عدن 1964-1965- 1966م المؤيدة للثورة ضد الغاصب المحتل الذي بذل كل غالي ونفيس لأجل إخماد نار
شعلة الانتفاضة العمالية التي كانت تؤيد ثوار الجبهة القومية بجميع فصائلها المنتشرة في ردفان ويافع وشبوه والضالع وباقي المحافظات الجنوبية الأخرى .
استمر المد العمالي في الجنوب إلى أن نال الوطن استقلاله المجيد في 30من نوفمبر 1967م ؛ وحتى بعد الاستقلال اهتمت أول قيادة بالجنوب بالكادر العمالي وراحت تأهله تدريبيا من خلال إرساله للخارج لتلقي العلوم في كل المجالات الاقتصادية والثقافية والرياضية .
شهدت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في عهد الرئيس سالم ربيع علي ( سالمين ) أوجها إذ اتجهت سياسة الدولة اناذاك لإقامة سلسلة من المصانع التابعة للقطاع العام والتي استقبلت مايعال 300الف عامل وعاملة تقريبا ؛ في كل القطاعات الإنتاجية إذ شهد العامل آنذاك فتره أوجه وعطائه من خلال منحه كافه حقوقه كما وجدت ألوائح التنظيمية لإدارة عمليات الإنتاج في المصانع والإدارات والورش والمطارات والموانى ؛ وحتى وصول منتصف الثمانينيات كان من العيب جدا أن ترى عيناك أيدا شابه عاطلة عن العمل في عدن وباقي المحافظات الجنوبية الأخرى .
جاءت حقبة التسعينات من القرن الماضي وتجاوبا مع مواثيق الاتفاقيات
التي وقعتها جمهورية اليمن الديمقراطية مع الجمهورية العربية اليمنيه
بشان لحمة الوطن ودمج الوطنين ليكونا وطن واحد؛ رحب كل عمال الجنوب آنذاك بهذا المشروع الوطني الذي سيخدم الامة اليمنية جمعا وليس فئة منها .
لم يشفع التاريخ المعاصر للعمال في جنوب اليمن هذا المنجز الهام الذي قدمته حكومته في ذلك الوقت ؛ فقد تحول ذلك الطرف الشمالي
الذي بدء في توقيعه لاتفاقية الوحدة بعدن مسالما لايعض متوعدا اليمن بخير ورخا؛ لكن نيته ترجمت بعد حرب صيف 1994 م وراح سماسرته يهدمون مصانع القطاع العام في عدن وسرحو الألف منهم إلى البيوت
ضمن برنامجهم (خليك في البيت).
اليوم يحتفل العالم بهذا العيد العمالي إذ تكرم الأيدي العاملة وتستجب كل مطالبها ؛ بينما يوجد في الجنوب وحده مايعادل 1.5مليون تقريبا عاطل عن العمل ونصف هذا العدد مسرح من وظيفته التي جثم عليها احد المتنفذين من بطانة المشير .
تفاقم الوضع وزاد الجوع وشحت فرص العمل في المحافظات الجنوبية
فمستوى دخل الفرد لا يساوي حتى 100دولار شهريا هذا في ظل ارتفاع الأسعار .
إلى متى سيظل هذا الحال .. هل سننتظر المجهول الذي وعدنا بالخلاص
أم هيا ساعات وينجلي هذا الإجحاف بحق عمالنا .. فإلى أين !!