ما زالت مسألة استضافة اليمن لبطولة خليجي 20 تثير الجدل رغم المواقف الداعمة من رؤساء الاتحادات الرياضية بدول الخليج والعراق وتثبيت موعد البطولة المقررة يوم 22 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
واعتبر رئيس قسم إدارة الأخبار الرياضية بوكالة سبأ الرسمية منصور الجرادي أن الجدل المثار حول استضافة اليمن لدورة كأس خليجي 20 يأتي في إطار المماحكات السياسية والإعلامية بين أطراف ودول متنافسة.
وقال إن اجتماع الدوحة السبت الماضي -الذي دعم اليمن وثبت موعد الدورة- لن يغلق باب الجدل نهائيا، وتوقع أن تزداد الإثارة الإعلامية بشكل مكثف في الفترة القادمة.
ورأى الجرادي أن تأكيد رؤساء الاتحادات الخليجية والعراق على موعد البطولة يوم 22 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، "تأكيد سياسي قبل أن يكون رياضيا، مؤكدا وجود تنافس واضح ومحاولات للضرب تحت الحزام. لكن اليمن مصر على تنظيم البطولة، ويبدي إصرارا وجدية كبيرة على أعلى المستويات من أجل ذلك".
وأضاف أن زيارة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الأسبوع الماضي إلى محافظة أبين وتفقده أعمال الإنشاءات في ملعب الوحدة الدولي الذي ستقام عليه مباريات البطولة، يعتبر "ردا على المشككين وتأكيدا للإرادة السياسية القوية لاستضافة خليجي 20".
وبشأن الاستعدادات للبطولة ذكر الجرادي أن اليمن دفع 60 مليار ريال(266 مليون دولار) لتنفيذ مشاريع ضخمة في عدن وأبين تتمثل في إنشاء وتجهيز ملاعب دولية ومرافق حيوية مرتبطة بها في وقت قياسي.
وقال إن أهم المنشآت التي يعمل اليمن على تجهيزها، إنشاء ملعب الوحدة الدولي بأبين الذي يتسع لأكثر من 25 ألف متفرج، وتأهيل ملعبين دوليين في عدن ومحافظة لحج، وإنشاء سبعة ملاعب خاصة بتدريبات المنتخبات المشاركة، إضافة إلى البنية التحتية الإيوائية من فنادق وفلل وشاليهات سكنية.
دعوات تأجيل
في المقابل هناك دعوات متواصلة لتأجيل استضافة البطولة نظرا لدواع "أمنية" وأخرى تتعلق بالأوضاع "السياسية" المتوترة في اليمن، وما رافق ذلك من تأكيدات بأهمية تسوية الملعب السياسي أولا باعتباره مدخلا للاستقرار الأمني.
وفي هذا الخصوص قال العميد الخضر الحسني نائب مدير دائرة الرياضة العسكرية إن البلاد غير مهيأة لاستقبال حدث رياضي كبير مثل خليجي 20، مشيرا إلى حالة الاحتقان الشعبي والسياسي بالمحافظات الجنوبية إثر الاحتجاجات المتواصلة التي ينظمها "الحراك الجنوبي.
واعتبر أن السلطة اليمنية تروج لنفسها عبر تنظيم خليجي 20 بأن الأوضاع مستقرة وأن الأمور تحت السيطرة، وأنها بتنظيم البطولة في عدن وأبين وإنشاء الملاعب الدولية وغيرها من المرافق يمكنها تجاوز حالة الاحتقان الشعبي والسياسي في الجنوب.
وتوقع الحسني حدوث ردة فعل -حال إصرار السلطة على تنظيم البطولة- تتمثل في أعمال عنف وتفجيرات وإعطاء رسالة "تنفر الخليجيين" وتدفعهم إلى تأجيل البطولة أو تغيير البلد المستضيف.
وقال "لن يقام خليجي 20 في موعده، والأفضل تأجيله، والقيام بوضع معالجات حقيقية لمشاكل الجنوب، وإيجاد مصالحة وطنية، ومنح المواطنين حقوقهم كاملة بدون مماطلة أو تسويف".