أبو شاهين – عدن
عدت أيها السابع من يوليو، لكن هذا العام كنت غير..., فمن كان يحتفل (بيوم النصر يوم تعميد الوحدة بالدم كما يزعمون) تحول هذا اليوم (وبإرادة أبناء الجنوب الأحرار) إلى يوما ً عسير على المحتلين غير يسير .
وتنفيذا ً للعهد الذي رددوه أبناء الجنوب الأحرار، بأن يكون 7 يوليو أخر يوم للمهرجانات الإحتجاجية الفردية، بالفعل كان يوما ً مشهود، خرج فيه أبناء الجنوب الأحرار (رجالا ً ونساء) في كل المناطق من المهرة شرقا ً حتى باب المندب غربا ً وفي الخارج (أمريكا وكندا وبريطانيا وسويسرا) يرددون هتافات واحدة (ثورة ثورة يا جنوب، وبرع برع يا إستعمار) ويحملون رايات واحدة (علم دولة الجنوب) وهدفهم واحد (فك الإرتباط وأستعادة دولة الجنوب) من سلطة صنعاء المحتله لأرضنا والناهبه لخيراتنا والقاتله لخيرة شبابنا والمعتقله لرموز ثورتنا والمشردة لقادتنا في الداخل والخارج .
أما ما حصل صبيحة يوم 7 يوليو في عاصمتنا (الحبيبة عدن) فقد أقاموا جنود الإحتلال الحواجز الأمنية في جميع المنافذ المؤدية إلى ساحة الهاشمي بالشيخ عثمان، وأعتقلوا كل من يحاول الدخول إلى ساحة الهاشمي، وكان العسكر المدججين بالأسلحة والذخيرة الحية والقنابل المسيلة للدموع يجوبون الشوارع بالأطقم العسكرية ويعتقلون المارين، إضافتا ًإلى تمشيط الفنادق المجاورة وإعتقال كل النزلاء (بإستثناء من يحملون بطاقة الهوية التي تثبت بأنه من أبناء الشمال (ج ع ي) فقد شاهدت الجنود ينزلون شخص من فوق أحد الأطقم بعد أن عرض عليهم بطاقته وهو يصيح أنا من تعز، وفعلا ً تم إخلاء سبيله بعد أن صافحوه بعض الجنود الذين أستخدموا معه العنف أثنا محاولة الإعتقال، وحينها أدركت مدى حقد جنود الإحتلال على أبناء الجنوب لأنهم أحرار ويرفضون العيش في ضل سلطة همجية ونظام مستبد، وأما أبناء (ج ع ي) فهم مغلوبين على أمرهم منذ أن أستولى طاغية صنعاء الديكتاتور (علي عبد الله صالح) على الحكم في 17/7/1978 وقريبا ً سيصادف الذكرى الـ 32 عااااام لتوليه زمام الظلم والطغيان، والأعجب من ذلك، أنه يريد أن يورث الحكم لأبنه أحمد، وأجزم بالقول بأن طاغية صنعاء أقتنع بالتوريث لأنه أطمئن بأن الشعب في (ج ع ي) سيخضع للأمر الواقع ويقبل بتوريث الحكم بعد مرور47 عام من الأنقلاب على نظام التوريث في الحكم (ما علينا هذا شأنهم)
وبالعودة إلى ساحة الهاشمي في صباح الـ 7 يوليو، وفي خضم الأجراءات الهستيرية شاهدت أجنبيين (رجل وأمرأة) في وسط الساحة يحاولون التحدث مع العسكر والمدنيين (معظم المدنيين مخبرين ورجال أمن سياسي وقومي الخ ...) وعندما خرجا الأجنبيان بإتجاة احدى البقالات (دفعني فضولي لمعرفة سبب تواجدهما في هذا المكان وبمثل هذه الظروف الصعبة) ) هل بإمكاني مساعدتكما ؟ أجابني الرجل نعم أريد شراء ماء MAY I HELP YOU أقتربت منهما وسألتهما (
وقمت بالترجمة لصاحب البقالة، وطلب مني أحد المخبرين أن أسألهما من أين هما وماذا يريدان، فأجاب الرجل أنا من هولندا وزميلتي من السويد ونريد أن نعرف عن ما يجري هنا بالضبط، فشرحت لهما عن الوضع القائم وتداعياته، وعن ما نعانية من عنجهية النظام القمعي المحتل لأرضنا الجنوب منذ7/7/1994 وعن إستخدام الرصاص الحي لمنع المهرجانات الشعبية وعن القتل والجرح والإعتقالات للمواطنين العزل أثناء منع التعبير عن الرأي المكفول بالدستورالذي لا يعملوا به وأثناء حديثنا الذي بدأ يطول تدخل المخبر ومعه العسكر لمنعي من مواصلت الحديث ونادى أحد الجنود لإحضار الطقم، وسألني الأجنبي لماذا يأخذونك العسكر؟ أجبته لأني تحدثت معك بما أريد، وليس بما يريدوه، وسألني إلى أين سيأخذوك؟ أجبته إلى السجن أكيد مثل أخواني السابقين، فقال لي ولمدة كم سيستمر حجزك؟ أجبته ممكن يوم أو شهرأو أكثر، لأنهم أعتقلوني دون أي مسوغ قانوني .
وأضافوا بجانبي بعض المعتقلين وتحرك الطقم العسكري، وودعنا الأجنبيان بإشارات النصر والإبتسامة، فسألني الأجنبي ماذا تقصدوا بهذه الإشارة؟ قلت له نعني فك الأرتباط وإستعادة دولة الجنوب .
أنها لثورة حتى النصر وإنا لمنتصرون .