أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى السبت عن تشاؤمه من فرص نجاح المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قائلا إن الإسلوب الذى تتبعه السياسة الإسرائيلية الآن لا يبشر بالخير.
وقال موسى، في تصريحات للصحفيين عقب لقائه بالرئيس حسني مبارك إن الإسلوب الذى تتبعه السياسة الإسرائيلية الآن لايبشر بالخي، ولكن علينا الإنتظار لحين إنتهاء المهلة التى حددتها الجامعة العربية بأربعة أشهر للانتهاء من هذه المفاوضات وبيان نتائجها.
وأعلن موسى أنه استعرض مع الرئيس مبارك السبت تطورات الأوضاع على الساحة العربية ونتائج القمة العربية الأخيرة في سرت، والإستعدادات لمؤتمر القمة العربية الإستثنائية القادمة، وإعادة هيكلة جامعة الدول العربية، والمبادرة التى إقترحها والخاصة بالجوار العربى.
وأوضح موسى، عقب اللقاء، أنه جرى الحديث خلال المقابلة حول تطورات الأوضاع فى السودان والعلاقات العربية الأفريقية، والعربية الأوروبية، كما قام بتهنئة الرئيس مبارك بكامل تعافيه من العملية الجراحية الأخيرة.
وحول التعاون العربى الأفريقى ودور جامعة الدول العربية فى قضية مياه النيل، قال موسى: إنناجميعا على استعداد للقيام بالأدوار اللازمة فى إطار أن هناك تعاونا عربيا أفريقيا وفى إطار أننا كلنا دول شقيقة، وأن مصالحنا واحدة ومتكاملة، وفى إطار أن التاريخ والجغرافيا معنا.
وأضاف: لسنا فى إطار موقف عدائى ولا يجب أن يكون، ولكن نحن فى إطار موقف تكاملى وتعاونى يستفيد منه الكل، مشيرا إلى أنه يتم حاليا الإعداد لعقد قمة عربية أفريقية فى تشرين أول/ أكتوبر أو تشرين ثان/ نوفمبر المقبل، وهى قمة تعاون عربى أفريقى، وقمة تعاون مع المشاكل القائمة وقمة لمحاولة التغلب على كل هذه المشاكل.
وأكد موسى أن كل مشكلة لها حل والمهم هو أسلوب الحل أو الإخراج والعناصر المختلفة لكل مشكلة، وقال إن الأوضاع لاتدعو إلى اليأس وإنما تدعو إلى العمل والحذر وحسن إدارة مياه النيل.
وفي معرض رده على سؤال عما إذا كان سيبقى أمينا عاما للجامعة العربية بعد عام 2011، أكد موسى أنه يجرى حاليا بعض الترتيبات للتوصل إلى قرار نهائى فى هذا الشأن خاصة وأن هناك وقتا متاحا لمناقشته.
وحول رؤية الجامعة العربية للجهود الدولية المبذولة لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل قال موسى إن هناك مؤتمرات لمراجعة معاهدة الانتشار النووى تعقد كل خمس سنوات، حيث عقدت فى أعوام 1995 و 2000 و 2005 و 2010، وسيعقد الإجتماع القادم فى 2015.
كما أشار إلى أنه منذ إجتماع عام 95 نجحنا فى إدراج الموقف فى الشرق الأوسط وطرح إقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية وضم جميع دول المنطقة إلى معاهدة منع الإنتشار النووى، وكذلك نجحنا فى إن يشار إلى وضع إسرائيل بالذات فيما يتعلق بالتزاماتها بموضوعات نزع السلاح والوضع النووى الإقليمى والأمن الإقليمى الذى يتهدده أى برنامج نووى فى الشرق الأوسط.
وأكد موسى ضرورة إنضمام إسرائيل لمعاهدة منع الإنتشار النووى ووضع منشآتها النووية تحت الرقابة الدولية مثل الآخر، موضحا أن الموقف العربى يطالب الآن بالإنتقال الى الجوانب التنفيذية لما تم الإتفاق عليه.
واشار إلى أن هناك حديثا حول مؤتمر دولى بهذا الخصوص، وليس الوضع متعلق بإيران ولكن بإسرائيل أيضا.
وحول الجهود العربية لدعم أمن لبنان ضد التهديدات الإسرائيلية أشار موسى إلى أنه التقى رئيس مجلس الوزراء اللبنانى سعد الحريرى الخميس وأنه أطلع على الموقف اللبنانى، وأطلعته على الدور العربى الداعم للبنان تماما، وأكد أن لقاء السبت بين مبارك والحريرى يأتى فى هذا الإطار.
وحول الموقف المصرى من المبادرة التى طرحها موسى خلال قمة سرت بشأن الحوار مع دول الجوار العربى اعتبر الأمين العام للجامعة العربية أن المبادرة عبارة عن مد يد الصداقة مع الدول المجاورة للمنطقة العربية، وأنه لا يجد من يعترض على هذه الخطوة، وأنه يأمل فى عقد إجتماع بمقر جامعة الدول العربية يجمع الدول العربية بدول الجوار سواء دول القرن الإفريقى أو شرق أفريقيا أو جنوب المغرب العربى أو البحر المتوسط أو آسيا لبحث أوجه التعاون.
وحول الموقف العربى من الأحداث الأخيرة فى السودان، قال موسى إن هناك تحركا قادما من الجامعة العربية، حيث سيتم خلال أيام عقد إجتماع فى الدوحة للمبادرة العربية الأفريقية المشتركة بحضور ممثلين عن الجامعة العربية والإتحاد الأفريقى والإخوة فى قطر.
وردا على سؤال عما إذا كان الإتفاق الإيرانى الأخير بمبادلة اليورانيوم فى تركيا سيؤدى إلى تخفيف المخاوف العربية من البرنامج النووى الإيرانى، أجاب موسى: أعتقد بالطبع إن من شأنه أن يهدىء المخاوف ،وأراها خطوة مهمة وإيجابية.