بقلم الناشط والمراسل الصحفي زيد الجمل :
عائشــــــــــــة بنت الجنوب ..
م / زيد الجمل : -
كم ترك شهداء الجنوب أطفال بلا عائل ؟!
لا أستطيع أن أحصيهم فما أن نودع شهيد إلا ونستقبل شهيدا آخر بكاء الأطفال وصراخهم ملا سماء الجنوب ..
عائشة من ضمن مئآت الأطفال الذين حرموا من دفئ وحنان الأبوة.. عائشة تختلف كليا عن أطفال الجنوب الذي فقدوا آبائهم ،عائشة الطفلة التي تبلغ من العمر سنتين وثمانية اشهر بالتمام والكمال هي الطفلة الوحيدة للشهيد الشاب سيف علي غالب الجحافي فلا يوجد لها أباً ولا أخاً ولا عماً ولا جد .
عندما وقعت صورتها بين يدي قبلتها وذرفت عيني بدمع تذكرت حب أبوها لها وتذكرت قبلاته حين كان يعود الى منزلة في وقت متأخر و ييقظها من نومها لكي يداعبها ويعطيها ما احضر لها من فواكه وخضروات أتى بها من السوق فيتبادل مع طفلته البريئة الصغيرة الابتسامات العريضة ويقبلها وتنام الى جانبه وفي الصباح يغادر منزله متوجها الى عملة العضلي الذي يعيل منه اسرته.
وما يكاد يلبث اليوم واليومين حتى يرفع سماعة التلفون ليتصل عليها ويسائلها (كيفك عيوش وتغني له في التلفون) وبرغم الأوضاع السيئة التي تعيشها الضالع خاصة والجنوب عامة كان لا يستطيع أن يفارقها اكثر من أسبوع برغم تحمله لمسؤولية كبيره أمام أسرته التي جميعها إفرادها من النساء و كان اعتماده كلياً على العمل العضلي .
الى جانب ذلك فانه كان ناشطا في الحراك الجنوبي وكان عضو اللجنة الدائمة لمجلس قيادة الثورة مديرية جحاف فظلت اعين الجواسيس تلاحقه وترفع تقريرها السوداء الى سلطات الاحتلال و في سواد أليل جندوا عملائهم من المخبرين والمرتزقة ومن ابناء جلدت الشهيد سيف والذي قاموا باغتياله وبطريقة بشعة بعد أن دهسوه و الدراجة التي كان يستقلها وسائق الدراجة وسقط مغميا علية ولكنهم لم يكتفوا بذلك فصبوا رصاص رشاشتهم على جسده فخترقة اكثر من ست طلقات وجلها في الصدر والرقبة و الأشنع من ذلك إنهم منعوا المارة من الناس بإسعافه وطوق المكان الذي ارتكبت فيه الجريمة وأطفئت الكهرباء عن المدينة كاملة وبعد أن سال دمه الطاهر لمسافة اكثر من خمسة متر ومما انقض على رجولتهم حيث تم دهسه مرة ثانية وهو ميت ذهابً وإياب حتى تم طحن جسده تمامً.
في تلك أليلة السوداء والتي تلبدت غيومها بطابع الحزن واكتست أفراح ومناسبة العيد الأضحى المبارك بحزن شديد وعميق ساد في المنطقة صبيحة يوم عيد الفطر لا احد ذهب لذبح اضحيتة كالعادة إلا في وقت متأخر ومع الظهرية ويعظهم تركها الى اليوم الثاني ،
استشهاده يختلف عن كثير ممن سبقوه لذلك هو الشخص الوحيد لأسرة انقطع النسل عند وفاته....... عائشة وخمس بنات أخوات له وأمة وجدته هن من بقباء بعد وفاته من أسرة كان وحيدها .
وقد سبقني الكثير في نصحه الى إن يلتزم البيت بكونه الشخص الوحيد في الأسرة وان العملاء يتربصون له في ليل والنهار إلا انه لن يسمع احد وقد أجابني بصريح العبارة إذا كلا منا خاف على من بعده وخاف من الموت كيف نحرر الجنوب.
وبعد هذا الإقدام والوفاء الذي قام فيه شهيدنا البطل سيف علي غالب من اجل الجنوب وكرامة ابناء الجنوب من اجل العرض و الأرض الجنوبية وكان خير ماقدم جسده الطاهر.
اليوم عائشة (بنت الجنوب) إذا سألتها أبنت من ياعائشة ستجيبك أنا بنت الجنوب .... أين ابوكي ستقول لك وبكل طلاقة قتلوه الدحابشة وتنهمر دموعها على خدها الطاهر حسبها الله ونعم الوكيل .
قيادة الجنوب هل عائشة بنت الجنوب حقا ؟! ...............هل انتم عند حسن ظنها في صونها وصون أرضها وتحريرها من برثن الغزاة ؟ .............. هل انتم عند حسن ضنها بنصرتها ونصرت الآلاف من أخوانها الايتام من أطفال الجنوب الذي فقدوا آبائهم ؟!
أطفال الجنوب لن يطلبوا منكم أن تعطوهم مرتبات أو منح مالية فلو أعطيتموهم كنوز الدنيا لن تساوي عندهم شي مقابل آبائهم .............وإنما ينادوكم بحق دماء آبائهم وفراقهم لهم والحنان الذي حرموا منه أن تتحدوا على الهدف والمشروع الذي فقدوا آبائهم وأحبتهم من أجله! .نقلا عن شبكة خليج عدن