انتقدت أوساط طبية في اليمن تعتيم الحكومة على وباء حمى الضنك الذي يفتك بمدينة عدن، وتقاعسها عن التصدي له، محذرة من انتشاره في بقية المحافظات الجنوبية، في حين قللت مصادر رسمية من هذه المخاوف، موضحة أن المرض أخذ أكثر من حجمه.
وأكد عضو لجنة الصحة بمجلس النواب الدكتور عبد الباري دغيش أن عدد حالات الوفاة الناتجة تجاوز العشرات مع ارتفاع عدد الحالات المصابة في الأحياء الشعبية لمدينة عدن.
وكشف دغيش عن تفشي المرض في لحج والحوطة وتبن وأبين، موضحا أن حالات كثيرة توفيت في بيوتها دون أن تتلقى العلاج المناسب.
وقلل من أهمية الرش الضبابي الذي يقضي على الأطوار الطائرة للبعوض الناقل، مؤكدا أن هذا الرش لا يجدي مع لأطوار اليرقية الموجودة في مياه الشرب.
وانتقد دغيش الصمت الرسمي، داعيا الحكومة إلى الالتفات للأحياء الشعبية وتوفير مراكز للطوارئ في المستشفيات لاستقبال الحالات ومواجهة المرض الخبيث الذي بدأ يحصد أرواح الناس.
أرقام مقلقة
وكانت إحصائيات شبه رسمية كشفت عن وجود ألف حالة إصابة بالمرض، منها 600 حالة ترقد في مستشفيات حكومية وخاصة بعدن، و400 حالة تتواجد في مستشفى ابن خلدون العام في مدينة لحج.
ووفقا للإحصائية الصادرة عن مصادر طبية فإن عدد الحالات التي يتم استقبالها في المستشفيات الحكومية بعدن تصل إلى 30 حالة في اليوم الواحد.
وتذكر الإحصائية أن عدد الوفيات المسجلة حتى الآن في عدن بلغت 150حالة من مختلف الأعمار، منهم طبيبتا أسنان توفيتا في مستشفى خاص بعد إصابتهما بالفيروس المسبب للمرض.
وفي شبوة كشف تقرير رسمي صادر عن إدارة المحافظة عن اكتشاف 233 حالة، منها 40 إصابة و193 حالة اشتباه في المديريات التسع للمحافظة.
وحذر التقرير الحكومة من الانتشار المتصاعد لحمى الضنك في المحافظة والقادمين إليها من محافظتيْ حضرموت وعدن.
نقص الإمكانات
وأشار رئيس تحرير موقع "التجديد نيوز" زيد السلامي إلى أن المرض ينتشر بشكل مخيف في محافظتيْ عدن ولحج.
وقال السلامي للجزيرة نت إن المستشفيات الحكومية تفتقر إلى التجهيزات الفنية والمختبرات وعدد الأسرة، وإنها نتيجة لذلك لم تعد قادرة على استقبال الحالات الجديدة.
ونقلت أسبوعية "الصحوة" عن مصادر طبية قولها "إن ضغوطا تمارس على المستشفيات العامة والخاصة لعدم الإفصاح عن حالات الإصابة بحمى الضنك، وإن توجيهات صدرت إلى كافة المنشآت الطبية بالتكتم الشديد على المرض".
وعزت المصادر تخوف وزارة الصحة من الإعلان عن الوباء حتى لا تتأثر استضافة عدن لبطولة "خليجي 20" .
ومن جهته، انتقد الإعلامي رفيق مدي تعتيم وزارة الصحة على المرض وعدم اعترافها بوجوده كجائحة تهدد حياة الناس، وقال "إن الحكومة اليمنية سبق أن أنكرت أمراضا مشابهة كإنفلونزا الخنازير، ثم اتضح وجود حالات كثيرة مصابة"، معتبرا أن "الإنكار دليل إدانة".
تشكيك
على الجانب الرسمي، شككت وزارة الصحة العامة والسكان في صحة الأرقام المنشورة عن حجم الوفيات والإصابة، مؤكدة أن الوفيات لا تتجاوز ست حالات مشتبه فيها بين حمى الضنك والملاريا وإصابات فيروسية أخرى.
وذكر بيان صادر عن المدير العام لمكتب الصحة بعدن الخضر لصور أن الحالات المصابة على مستوى المديريات تجاوزت مائة حالة تماثلت أغلبها للشفاء، بينما بلغ عدد الوفيات ست حالات.
وبحسب لصور فإن حمى الضنك لا علاج لها بل تعطى للمصاب بها علاجات مسكنة وسوائل، لافتا إلى أن تجفيف أماكن تكاثر البعوض هو العلاج الناجع للمرض.
المصدر: الجزيرة