عندما تصبح خلافات القادة على حساب دماء الشهداء
كتب/ رائد الجحافي
بالأمس عندما ظهرت بوادر الشقاقات والتباينات بين قادة الحراك الجنوبي حول بعض المسائل الشكلية حينها قال قائل أن التباينات لا تفسد للود قضية، وأنها مجرد تباينات وسوف تمر مرور الكرام مثل سحابة صيف عابرة، واليوم وبعد أن اتحدت جماهير الجنوب من المهرة إلى الضالع وهتفوا بصوت واحد للجنوب وحده دون سواه، صرخوا بوجه المحتل وطالبوه بمغادرة الجنوب والرحيل بدون شرط أو قيد، نعم هتف الجميع للجنوب ولاستقلال الجنوب، رفعوا صور الرئيس البيض وجددوا العهد معه للمضي سويا صوب الهدف المنشود والمتمثل بفك الارتباط واستعادة دولة الجنوب، وبينما جماهير شعب الجنوب يزداد صلابة ويغلي حماسة بعد إتمام مبادئ التصالح والتسامح كانت هناك قيادات تقبلها الشارع لكي تتم عملية التنظيم بصورة سليمة، قيادة لكي تعكس صوت الجماهير أمام الرأي العام الخارجي، لكي تكون مرآة حقيقية لهذا الإجماع الشعبي الكبير، والتزمت الجماهير رغم تعطشها لتحرير الجنوب بأي شكل من الأشكال. . التزمت لقادتها وللمضي في خيار النضال السلمي فضرب شعب الجنوب أروع أمثلة للنضال والتحرير بصورة حضارية لم يشهد لها العالم مثيل على الإطلاق، ولكن وبعد هذا الحماس والتضحيات المجسدة بدماء المئات من شهداء النضال السلمي والآلاف من الجرحى والمطاردين والعذاب الذي يتجرعه هذا الشعب المكلون ... نعم أمام كل هذا تماهت أشعة الرؤية لمرآة الشارع الجنوبي (القيادات) التي تجاهلت تماما هدف جماهير الجنوب وتناست واجبها المأمول منها القيام به وسارت تختلق الصراعات وتعمل على إنتاج الأزمات وفق أوهام وتكهنات تنطلق منها وتعمل على أساسها وتحاول من خلالها تجسيد ذاتها بشكل جماعات أو أفراد حتى ابتعدت هذه القيادات عن الشارع الجنوبي وتوارت خلف ضباب الوهم تاركة خلفها حماس شعبي متقد، لتتسلل الخلافات والتباينات إلى داخل الفريق الواحد الذي بات أقطابه يعيشون ذات الحلقة المفرغة والدوامة القاتلة وأصبحت أهم القضايا والمسائل التي تمس جوهر واقع الجنوب ومتطلبات المرحلة وكأنها لاتعنيهم بشيء يقابل ذلك فراغ لاحدود له باتت السلطة تستغله وتنطلق منه في عملها ألاستخباري وزرع الدسائس والمؤامرات للإطاحة بالقضية الجنوبية لتجد هذه القيادة نفسها داخل كماشة السلطة بصورة غير مباشرة حتى بلغ الأمر أن تتحكم السلطة بأهم الأمور والقضايا والقرارات المتعلقة بحراك الشارع الجنوبي، نعم والله حصل ويحصل هذا وبلغ الأمر مبلغه وبما يعجز العقل من تصوره، حتى بات العناد والتخاذل بين القيادات هو لغة التعامل الداخلي للحراك، منطقة تتعرض للقصف وآخر يتعرض لإرهاب السلطة ويقف الأخر في صف المتفرجين بل وربما يتمنى نهاية هذا اوذاك القيادي الذي بات خصمه الأول وعدوه اللدود ومستعد للتحالف مع الاحتلال للتخلص منه، لقد أصيبت بعض قيادات الحراك بداء الأنانية والنرجسية وأخرى تعيش مرض السكوبائية وأمراض ما انزل الله بها من سلطان، بينما العدو الحقيقي يسرح ويمرح ويخطط بيسر وسهولة لضرب الحراك، وكل يوم يتساقط الشهداء تلو الشهداء بانتقاء السلطة بدءاً بالشجاع والأذكى والأدهى والأحرص على القضية الجنوبية، لنجد الأمور قد ساءت إلى حد تعجز فيه تلك القيادات من عقد اجتماع داخلي لها أو لملمة ربع أعضائها أو أنصارها للتشاور حول مسائلة ما أن رغبت في ذلك، نعم أنها الحقيقة التي نراها ونسمعها ونعيشها في الوقت الراهن لكننا نخاف البوح بها ونتهرب من سماعها على السنة الآخرين، وإلا لماذا لم تتمكن هذه القيادات حتى اليوم من عقد مؤتمر وطني للجنوب أو حتى مؤتمر لهذا الفصيل أو ذاك، هذه هي القيادة التي تتآكل وتتقوقع على نفسها !!! ولكن هذا لايعني نهايتنا ويجب الا نيأس ما دام الشارع الجنوبي يزداد سخونة ويشتعل حماساً، كما ان اليوم أبناء الجنوب أصبحوا يتمتعون بمعرفة ووعي كاملين بكافة مجريات واقع وحقيقة قضيتهم العادلة وكل مايتعلق بها.
المجد والخلود للشهداء الأبرار ... الحرية والاستقلال للجنوب