بقلم : المحامي يحي غالب الشعيبي

دولة الكويت الشقيق أميرا وحكومة وشعبا تتذكر التاريخ الأسود الثاني من أغسطس 1990م يوم احتلال الكويت والعالم اجمع بشكل عام يتذكر أيضا ذلك اليوم الحزين وشعب الجنوب وقيادته السياسية بشكل خاص لا يقل حزنا وغضبا عن شعب الكويت وقياداته منذ بدء تداعيات أزمة الحليج والتحضيروالاعداد للحرب العبثية المدمرة من قبل نظام صدام حسين لغزو الكويت كان موقف شعب الجنوب وقيادته السياسية موقف محسوم الخيار قبل غزو الكويت كان الشارع الجنوبي رافضا رفض قطعي لتلك العملية البربرية لانتهاك سيادة الكويت وتجسد التعبير الشعبي ووجد تعبيره حينها بموقف الأستاذ علي سالم البيض اثنا زيارته للعراق الشقيق وما طرحه بوضوح وعبر عنه من موقف سياسي صريح وواضح اثنا مقابلته للرئيس العراقي حينها صدام حسين ذلك الموقف التاريخي لصالح العدالة الدولية ولصالح شعب الكويت الشقيق ذلك الموقف الذي لم يرضي الرئيس العراقي صدام حسين حينها وأوضحت حقائق التاريخ وكشفت ان الرئيس علي سالم البيض وشعب الجنوب دفعوا فاتورة باهظة الثمن لمواقفهم الايجابية مع شعب الكويت ذلك

الثمن الباهض والغالي بالتحالف العسكري ألاستخباراتي لنظامي البعث بالعراق واليمن بعد إتمام خطتهما المشتركة لاجتياح وغزو الكويت كانت عدن والجنوب المحطة الثانية لنظامي البعث اليمني والعراقي للغزو والاحتلال العسكري وفعلا تم تنفيذ المخطط العسكري ألاحتلالي للجنوب واجتياحه عسكريا عام 1994م بدعم عراقي عسكري ومادي ولوجستي شاركت فيه وحدات من سلاح الجو العراقي في غارات على مدن وقرى الجنوب .

اليوم وبعد 21عام من ذكرى احتلال الكويت الشقيق و17عام من احتلال الجنوب نستحضر بإيجاز المواقف المتبادلة بين الكويت والجنوب منذ احتلال البلدين وحتى اليوم :

اولآ:بالنسبة للمواقف السابقة بين دولة الكويت الشقيق وحكومة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية كانت علاقات راسخة تعمقت بالتقارب الثقافي ونظام المدنية وسلطات النظام والقانون المحكومة بها البلدين إضافة إلى تقديم الدعم المادي السخي لشعب الجنوب من قبل الكويت وشواهده كانت تتحدث عن نفسها من مباني جامعات ومستشفيات وطرقات وغيرها من البني التحتية لدولة الجنوب التي حطمتها ودمرتها قوات الاحتلال الشمالي وأصبحت اثر بعد عين ,كان موقف شعب الجنوب وقيادته السياسية كما أسلفنا رافضا رفضا قاطعا لاحتلال الكويت وفي نفس الوقت كانت دولة الكويت الشقيقة بعدا لتحرير من القوات العراقية كان موقفها ايجابي بجانب قضية شعب الجنوب اثنا احتلال وغزو الجنوب من خلال موقف الكويت في اجتماع مجلس التعاون الخليجي في مدينة ابها السعودية بتاريخ 24مايو1994م وأيضا من خلال موقف الكويت مع دول إعلان دمشق بتاريخ 6يوليو1994م ولكن للأسف الشديد بعد احتلال الجنوب ساد الصمت الكويتي طيلة 17عام من القهر والاستبداد والباطل على شعب الجنوب والعجرفة والغطرسة المنافية للمواثيق الدولية والعربية .

ثانيأ:ظل شعب الجنوب وفيا كعادته مع شعب الكويت وفي أصعب الظروف التي يمر بها شعب الجنوب تحت الاحتلال العسكري الهمجي المتخلف والدم الجنوبي ينزف والأرواح الجنوبية تزهق والأرض الجنوبية تستباح إلا إن كل تلك الممارسات القاتلة والمميتة لم تغفل من ذاكرة شعب الجنوب التاريخ الأسود الثاني من أغسطس يوم احتلال الكويت الشقيق ,وما ان انتفض شعب الجنوب من تحت ركام الاحتلال في حركة شعبية سلمية تحررية احتجاجية (الحراك الجنوبي السلمي ) مطلع عام 2007م بداية تكوين الحراك الجنوبي وانطلاقته قرر شعب الجنوب وحركته التحررية المحتاجة الى الدعم السياسي المادي والمعنوي ان تتضامن مع دولة الكويت الشقيق في ذكرى الاجتياح والغزو ودعا الحراك الجنوبي جماهير الجنوب إلى تظاهرة كبرى في العاصمة عدن بتاريخ 2اغسطس 2008م واستجابت جماهير الجنوب الفقيرة المطرودة من إعمالها رغم كل الظروف القاسية قررت تلك الجماهير مئات الآلاف التعبير عن غضبها ورفضها لاحتلال الكويت رغم تحرير الكويت ونيلها استقلالها وفي ذلك اليوم 2اغسطس 2008م تعرض الحراك الجنوبي لأبشع هجمة دموية شرسة في العاصمة عدن من القوات الشمالية سالت دما الشباب في شوارع عدن واعتقال المئات من شباب وقيادات الحراك وكاتب السطور واحدا من القيادات التي تعرضت للاعتقال مع رموز الحراك حينها لمدة 15يوما بعد ان اشتعلت الجنوب من المهرة الى الضالع وقطعت الطرقات وسقط شهدا وجرحى لازالت عين الجريح الشاب (ألكليبي )شاهدة على رصاص قوات الشمال التي افقدته البصر يوم احتلال الكويت خرج ألكليبي الشاب يعبر عن تضامنه مع شعب الكويت وفقد البصر والسمع برصاص الجيش الشمالي لآجل الكويت الشاب الجنوبي ألكليبي لم يفقد البصر والسمع فقط بل فقد الجنوب الأرض والإنسان وفقد الموقف السياسي الايجابي للكويت الشقيق ,شعب الجنوب لا يتألم من حسرة الاحتلال الشمالي لأنه سيطرده وسيضحي بالغالي والنفيس لأجل التحرير مثلما قاوم الاحتلال البريطاني لكن شعب الجنوب يتألم من الصمت الكويتي أميرا وحكومة وشعبا .

ثالثأ: قرر الحراك الجنوبي اعتبار الثاني من أغسطس من كل عام مناسبة سياسية احتجاجية معبرة عن موقف شعب الجنوب الرافض قيادة وشعب لاحتلال الكويت وعند البحث والتقصي سيجد شعب الكويت ان شعب الجنوب الوحيد الذي يشاركه مناسبة ذكرى الاحتلال والغزو بين شعوب ودول العالم اجمع ومنها دول مجلس التعاون الخليجي ونجدها مناسبة لمخاطبة الكويت الشقيق اميرا وحكومة وشعبا ونحن نشاطرهم ونقاسمهم الأحزان المؤسفة ونحن تحت الاحتلال وشعبنا يتعرض لأبشع الجرائم التي تتنافى مع كل القيم والأعراف والأديان السماوية نخاطب الكويت الشقيق في يوم 2اغسطس 2010 والكويت محررة مستقلة الحمد لله ربنا يحفظ شعبها وقيادتها وحكومتها نخاطبهم ونحن نحيي ذكرى الغزو التي تصادف يوم الاثنين بفعالية (العصيان المدني)في عموم الجنوب سوف تتوقف حركة الشارع بالجنوبي احتجاجا على ذكرى احتلال الكويت مهما توقف الدعم السياسي الكويتي لشعب الجنوب لازالت الآمال معقودة على قيادة دولة الكويت وشعبه وحكومته بأن تنظر بعين الرحمة والمسؤولية إمام الله وإمام القوانين الوضعية الدولية ومن حقنا بل يحق لنا في قيادة الحراك الجنوبي مطالبة الكويت الشقيق قبل غيره من دول الإقليم والجوار إن نطالبة بكسر حاجز الصمت الذي طال أكثر من 17عام ونطالبهم مبادلة ألوفا بالوفا ونذكرهم والذكرى تنفع المؤمنين ان كانت الكويت قد تحررت وجفت ينابيع الدم الكويتي فأن ينابيع الدم الجنوبي لازالت تتدفق في كل مناسبة ليوم 2اغسطس من كل عام ولازالت الجنوب تحت الاحتلال وتملك الحق القانوني والشرعي لاستعادة دولة الجنوب مثلما استعادة الكويت كيانها المستقل ولازال الأمل لدى شعب الجنوب معقود على حكمة صاحب السمو أمير الكويت وولي عهده وحكومته الرشيدة وشعب الكويت الشقيق بالوقوف مع شعب الجنوب في معركته ونضاله السلمي لاستعادة دولته الجنوبية .

المحامي يحي غالب الشعيبي

قيادي في الحراك الجنوبي
المصدر : شبكة الطيف الاخبارية
Yhia_lawyer@yahoo.com